سوريا الجديدة بين الاحتراق ومخاطر التقسيم- الكاتب/اسعد عبدالله عبدعلي

منذ ان تسلم الارهابيين والدواعش السيطرة على سوريا, بدعم امريكا وبريطانيا وفرنسا وتركيا والصهاينة, والبلد في دوامة من الدم والفوضى, وتهديد للأقليات, مع توغل كبير لجيش الكيان الصهيوني, يقابله صمت للسلطة السورية الجديدة, كان بينهما صفقة, كرسي سوريا مقابل غض البصر عن التوغل الصهيوني, وقد حصلت مجازر للعلويين في اللاذقية في الساعات الاخيرة, قتل في الشوارع يشابه ما تم في جريمة سبايكر في تكريت – العراق عام 2014, فالقتلة ينتمون لنفس المدرسة الاجرامية – داعش – التكفيرية, الساعات الماضية قامت قوات الأمن السورية بإعدام 125 مدنياً في معركة ضد الأقليات تحت عنوان “الموالين للأسد”, ان القتال في اللاذقية يمثل تصعيداً ملحوظاً من قبل قوات الجولاني وعودة لممارسة الذبح كما تعلموه في مدارس التكفير.

 

  • خبر عمليات القتل المنظمة

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم الجمعة المصادف 7-3-2025 ، بأن قوات الأمن الحكومية أعدمت نحو 125 مدنياً في شمال غرب سوريا خلال معركة مستمرة استمرت يومين مع أفراد ينتمون للطائفة العلوية, وتم قتلهم بالذريعة التي يتمسك بها جيش الجولاني بان الضحية هم الموالين لنظام الأسد المخلوع!

وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي منظمة مراقبة حقوقية مستقلة وذات مصداقية، “عمليات إعدام ميدانية واسعة النطاق لرجال وشباب، دون أي تمييز واضح بين المدنيين والمقاتلين”، في شمال غرب سوريا.

ويمكن اعتبار عمليات القتل الحكومية الاخيرة, هي الايام الأكثر دموية في سوريا منذ الإطاحة بنظام الأسد قبل ثلاثة أشهر.

وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنه في المختارية باللاذقية، تم إعدام حوالي 40 مدنياً معاً في مكان واحد. وتظهر مقاطع فيديو للمذبحة أشخاصا يرتدون ملابس مدنية مكدسين فوق بعضهم البعض بينما تبكي النساء. وأظهر مقطع فيديو آخر في بلدة ثانية مسلحين يعدمون رجالاً عزل على ما يبدو كانوا يزحفون على أيديهم وركبهم بعيداً عنهم.

وفي تصريح لمسؤول سوري للشبكة السورية الرسمية: “نعمل على وضع حد لهذه الانتهاكات التي لا تمثل الشعب السوري ككل”,

وحث المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، جير بيدرسن، على حماية المدنيين مع اشتداد الاشتباكات. “من الواضح أن هناك حاجة فورية لحماية المدنيين من الافراط بالاعتداءات للقوات الامنية, وقال بيدرسن في بيان: “نطالب جميع الأطراف بضبط النفس والاحترام الكامل لحماية المدنيين وفقا للقانون الدولي”.

 

  • انعدام الثقة مع نظام أصوله داعشية

سؤال مهم: ما هو المستقبل لدولة سوريا بعد مرحلة الأسد؟ للجواب علينا اولا ان نفهم جغرافيا سوريا, حيث يسكن الساحل السوري العلويون، وهم الطائفة التي تنحدر منها عائلة الأسد، على الرغم من أن معظم الطائفة لا علاقة لها بالنظام السابق. استمرت الشكوك المتبادلة بين العلويين في المنطقة الساحلية وحكام سوريا الجدد منذ الإطاحة بنظام الأسد.

وعلى الرغم من التأكيدات بأن الأقليات بما في ذلك العلويين، ستكون آمنة في سوريا الجديدة، إلا أن المجتمعات العلوية تعرضت لعدد من عمليات القتل الانتقامية منذ ديسمبر/كانون الأول, وفي إحدى الحالات في 31 يناير/كانون الثاني، في بلدة أرزا بمحافظة حمص، سُئل ثمانية رجال عما إذا كانوا علويين، ثم أُعدموا برصاصة في الرأس, وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنه تم إعدام عشرة رجال آخرين في أرزا يوم الجمعة، وتركت جثثهم في العراء.

وحاول حكام سوريا الجدد تبرير العنف بالقول: “إن عمليات القتل كانت حالات فردية, ارتكبها أفراد وجماعات غير مرتبطة بالحكومة في دمشق” لكن ذلك لم يفعل الكثير لتهدئة المخاوف المتزايدة لدى العلويين.

وقد تعرضت السلطات السورية الجديدة لانتقادات وعدم الثقة, لعدم شمولها بما فيه الكفاية للتنوع الديني في سوريا ومجتمعها المدني الواسع.

 

  • العوامل التي ستؤدي لتقسيم سوريا

بعد رحيل الأسد يعمل الغرب والصهاينة وأمريكا على تفعيل العوامل التي ستؤدي الى تقسيم سوريا, حيث تقسيم سوريا يشكل هدف مهم لمحور الشر العالمي, ومن اهم تلك العوامل هي:

اولا: استمرار الانقسامات الطائفية والعرقية: حتى مع رحيل الأسد، قد تبقى التوترات العميقة بين العلويين والسنة والأكراد مع المتطرفين والتكفيريين وبقايا داعش، مما يجعل التعايش السلمي صعبًا ويغذي المطالب بالانفصال أو الحكم الذاتي.

ثانيا: فشل عملية الانتقال السياسي: إذا فشلت الأطراف السورية في التوصل إلى اتفاق على شكل الدولة ومؤسساتها بعد الأسد، فقد يؤدي ذلك إلى فراغ في السلطة وصراعات جديدة، مما يزيد من خطر التقسيم.

ثالثا: استمرار التدخلات الخارجية: حتى بعد رحيل الأسد، قد تستمر القوى الإقليمية والدولية في التدخل في الشأن السوري، ودعم فصائل مختلفة لتحقيق مصالحها، مما يزيد من تعقيد الوضع ويقوض جهود التوحد.

رابعا: ظهور جماعات متطرفة: قد تستغل الجماعات المتطرفة (مثل داعش) الفراغ الأمني والسياسي بعد الأسد لتعزيز نفوذها والسيطرة على مناطق معينة، مما يزيد من خطر التقسيم.

خامسا: تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية: قد يؤدي استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية بعد الأسد, إلى تفاقم اليأس والإحباط، ودفع السكان إلى البحث عن حلول بديلة، مثل الانفصال أو الهجرة.

سادسا: نجاح تجارب انفصالية أخرى: إذا نجحت تجارب انفصالية أخرى في المنطقة (مثل إقليم كردستان العراق)، فقد يشجع ذلك بعض الجماعات في سوريا على المطالبة بالانفصال.

سابعا: فقدان الأمل في الحلول الوسط: إذا فقد السوريون الأمل في إيجاد حلول وسط تحافظ على وحدة البلاد، فقد يصبح التقسيم هو الخيار الوحيد المتبقي في نظر البعض.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي

العراق – بغداد

موبايل/07702767005

ايميل/ assadaldlfy@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *