الجولاني يعزز نفوذ الفصائل الموالية لتركيا في الجيش السوري الجديد و يستبعد الكورد. قائد فرقة السلطان مراد نائبا لوزير الدفاع

في خطوة لافتة، أصدرت وزارة الدفاع السورية تعيينات جديدة لتولي قيادات عسكرية في الجيش السوري الجديد. ومعظم هذه التعيينات جاءت لصالح قيادات فصائل مسلحة موالية لتركيا، مما يعكس استراتيجية واضحة للقائد العام لهيئة تحرير الشام (HTS)، أبو محمد الجولاني ، في بناء هيكل عسكري وسياسي يعتمد على دعم الفصائل المقربة من أنقرة، بينما يستبعد بشكل واضح الكورد ومناطق الإدارة الذاتية.

التعيينات الجديدة: تعزيز النفوذ التركي

وفقًا لمصادر حكومية، تم تعيين شخصيات بارزة من الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في مناصب عسكرية مركزية:

  1. فهيم عيسى : عُين نائبًا لوزير الدفاع وقائدًا للمنطقة الشمالية. وهو القائد السابق لـ”فرقة السلطان مراد”، إحدى أبرز الفصائل المدعومة من تركيا.
  2. أبو خالد العربي : أصبح قائدًا عامًا للواء “الزبير بن العوام”.
  3. سليمان العيس : عُين قائدًا للواء القوات الخاصة في الفرقة 52.
  4. أبو عدنان 500 : أوكلت إليه قيادة أركان لواء “علي بن أبي طالب”.
  5. أبو جاسم حوير : أصبح قائدًا عامًا لكتائب البادية في لواء الزبير.
  6. أبو بصير مكحلة : عُين قائد كتيبة في فرقة دمشق.

هذه التعيينات تعكس رغبة الجولاني في تقوية تحالفاته مع الفصائل الموالية لتركيا، مما يعزز نفوذه السياسي والعسكري داخل سوريا. كما يبدو أن هذه الخطوة تهدف إلى ضمان استمرار الدعم التركي، الذي يعتبر حجر الزاوية في بقاء هيئة تحرير الشام كقوة مؤثرة في المشهد السوري.

تجاهل الكورد واستبعادهم من المناصب العسكرية

على الرغم من الدور المحوري الذي لعبه الكورد في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عبر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ، لم يتم منح أي منصب عسكري مركزي لشخصيات كوردية في الجيش السوري الجديد. هذا التجاهل يشير إلى نية الجولاني في تهميش الكورد وتقليل دورهم في مستقبل سوريا السياسية والعسكرية.

الأسباب المحتملة لهذه السياسة:

  1. التقارب مع تركيا : الكورد يعتبرونهم الأتراك تهديدًا استراتيجيًا وبالتالي، قد يكون الجولاني يسعى إلى تجنب أي تصعيد مع أنقرة من خلال استبعاد الكورد.
  2. السيطرة على شمال وشرق سوريا : يبدو أن الجولاني يخطط لاستخدام الفصائل الموالية لتركيا كقاعدة لتوسيع نفوذه نحو مناطق الإدارة الذاتية (شمال وشرق سوريا) بعد تعزيز قبضته في الجنوب.
  3. مصادرة المناصب : من خلال تعيين قيادات موالية لتركيا، يحاول الجولاني ضمان ولاء الجيش الجديد له، مما يمنحه القدرة على السيطرة على القرار العسكري والسياسي.

السيطرة على الجنوب السوري: أولوية استراتيجية

الجولاني يركز حاليًا على تثبيت أقدامه في الجنوب السوري، وخاصة في محافظة درعا. هذا التركيز يأتي لأسباب متعددة:

  1. مواجهة النفوذ الإسرائيلي : السيطرة على الجنوب تتيح للجولاني تقليل تأثير إسرائيل في المنطقة، خاصة بالقرب من مرتفعات الجولان.
  2. تأمين حدود الأردن : السيطرة على الجنوب تعني أيضًا تأمين الحدود مع الأردن، مما يعزز موقعه كشريك محتمل في الجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب.
  3. إعادة ترتيب الأولويات : بعد تثبيت نفوذه في الجنوب، قد يوجه الجولاني اهتمامه نحو الشمال والشرق، حيث تسيطر قسد والإدارة الذاتية.

مستقبل العلاقة مع الكورد: الانسحاب من الاتفاقيات؟

السياسات الحالية للجولاني تشير إلى أنه قد يتخلى عن أي اتفاقيات سابقة مع الكورد، خاصة إذا شعر أن ذلك يخدم مصالحه الاستراتيجية. وبما أن الكورد يعتمدون بشكل كبير على الدعم الأمريكي، فإن الجولاني قد يرى فرصة لاستغلال الانسحاب التدريجي للولايات المتحدة من سوريا لفرض سيطرته على مناطق شمال وشرق سوريا.

المخاطر المحتملة:

  1. تصعيد مع قسد : أي محاولة للجولاني للسيطرة على مناطق الكورد قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة مع قوات سوريا الديمقراطية، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني.
  2. رد فعل أمريكي : الولايات المتحدة قد تتدخل لحماية مصالحها في شمال شرق سوريا، خاصة مع وجود قواعد عسكرية أمريكية في المنطقة.
  3. غضب السكان المحليين : الكورد والمجتمعات المحلية الأخرى قد يعارضون بشدة أي محاولة لفرض سيطرة الجولاني على مناطقهم.

الخلاصة

السياسات التي يتبعها الجولاني تعكس رغبته في بناء نظام سياسي وعسكري يعتمد على دعم الفصائل الموالية لتركيا، بينما يستبعد الكورد ومناطق الإدارة الذاتية. هذا النهج قد يعزز نفوذه في المدى القريب، لكنه يحمل مخاطر كبيرة على استقرار سوريا، خاصة إذا أدت هذه السياسات إلى تصعيد مع الكورد أو القوى الدولية.