أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس ، أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في سوريا، بما في ذلك أعمال العنف التي استهدفت أفراداً من الطائفة الدرزية. وفي تصريح لشبكة رووداو الإعلامية اليوم الخميس (1 أيار 2025)، شددت بروس على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، داعية السلطات السورية المؤقتة إلى اتخاذ إجراءات حازمة لضمان العدالة.
موقف أمريكي واضح
قالت تامي بروس :
“نحن نراقب عن كثب التطورات الأخيرة، بما في ذلك العنف الأخير ضد أفراد من الطائفة الدرزية. لذلك، نحن على دراية كاملة بما يجري ونحث السلطات المؤقتة على محاسبة مرتكبي العنف وأولئك الذين ألحقوا الأذى بالمدنيين على أفعالهم.”
هذا التصريح يعكس موقفاً واضحاً من واشنطن إزاء التصعيد المستمر ضد الطائفة الدرزية، حيث تعتبر الولايات المتحدة أن هذه الهجمات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وتهدد الاستقرار في سوريا.
تصاعد العنف ضد الدروز
في الأيام الأخيرة، شهدت مناطق مثل جرمانا وأشرفية صحنايا في ريف دمشق، بالإضافة إلى قرى محافظة السويداء، موجة غير مسبوقة من العنف والاشتباكات المسلحة التي استهدفت بشكل مباشر الطائفة الدرزية. وقد أسفرت هذه الأحداث عن مقتل العشرات وإصابة العديد من المدنيين، وسط تقارير عن عمليات قتل ميداني وحرق جثث ونهب الممتلكات.
هذه الهجمات، التي تنفذها جماعات مسلحة تابعة لنظام الجولاني-الشرف ، تأتي في إطار سياسة ممنهجة تستهدف القضاء على التنوع الديني والثقافي في سوريا، مما يثير مخاوف من تصاعد النزعة الطائفية وتحول البلاد إلى ساحة جديدة للتطهير العرقي.
دعوة إلى السلطات السورية المؤقتة
شددت بروس على أهمية قيام السلطات السورية المؤقتة بتحمل مسؤولياتها في حماية المدنيين، وقالت:
“من الضروري أن تعمل السلطات المؤقتة على وضع حد لهذه الانتهاكات وضمان محاسبة مرتكبيها. لا يمكن التسامح مع أي أعمال عنف تستهدف المدنيين أو تهدد السلم الأهلي.”
هذا النداء يأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على نظام الجولاني ، الذي يتهم باستخدام الدين كغطاء لأعمال عنف موجهة ضد الطوائف المختلفة، بما في ذلك الدروز والعلويون.
الدور الأمريكي في الأزمة السورية
الموقف الأمريكي يعكس التزاماً مستمراً بدعم حقوق الإنسان والتنوع في سوريا، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد. ومع ذلك، فإن تصريحات بروس قد تشير أيضاً إلى احتمالية زيادة الضغط الدولي على النظام الحالي إذا استمرت هذه الانتهاكات دون مساءلة.
الخلاصة: الحاجة إلى تحرك عاجل
التصريحات الأمريكية تسلط الضوء على خطورة الوضع في سوريا، حيث يبدو أن الطائفة الدرزية أصبحت هدفاً رئيسياً لحملة عنف ممنهجة. وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، فإن سوريا قد تشهد تصعيداً أكبر في العنف الطائفي، مما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية وانهيار ما تبقى من استقرار في البلاد.