فن الكاريكتير- سامي جواد كاظم

الكاركتير هناك من يقول كلمة اصلها ايطالية واخر يقول فرنسية ولها عدة تعاريف لكن من خلال الاطلاع على رسومها تتكون لنا صورة الفن الساخر في بعض الاحيان يكون للكوميديا واحيان اخرى للنقد وهناك من يستخدمه للتجريح وبطبيعة الحال اصبح ثقافة كائنة بحد ذاتها .

سابقا كانت تعتمد على الرسم اليدوي وهنا يظهر ابداع الرسام مع الفكرة بل الفكرة تتغلب على جودة الرسم خذوا مثلا ناجي العلي الرسام الكاريكتير الفلسطيني حيث رسومه بسيطة متمثلة بشخصية (حنظلة) لكن الحوار هو الهادف واللاذع والناقد.

اليوم اصبحت تقنية رسم الكاريكتير متاثرة بتقنية البرامج الالكترونية الحديثة بل اصبح برنامج فوتو شوب من اكثر البرامج تداولا في انتاج رسوم الكاريكتير لدرجة اصبحت هذه الصور تخدع من ليس له اطلاع ويصدق بها مثلا اجتماع عدويين او وضع تعابير في الصورة تدل على خلاف الحقيقة .

لكن اليوم اصبحت هذه البرامج وحتى الرسم بيد من هب ودب ، وبدات تظهر رسوم كاريكتيرية غايتها الحط من مكانة من لا يرغبون له باسلوب منحط ، او المبالغة بالكذبة ، وبعضها تسيء لرسامها وناشرها اكثر مما تسيء لمن يستهدفوه ، وهناك من جعل بعض الرسامين تحت طائلة القانون عندما يرسمون رسوما لاذعة تعبر تعبيرا صادقا قاسيا ، كما هو رسام الكاريكتير الفرنسي الذي رسم ماكرون بشارب هتلر لتدل على كل الصفات التي ينعتون بها هتلر اقدم عليها ماكرون .

وحقيقة بعض ان لم يكن اغلب رسامي الكاريكتير العربي غير موفقين في طرحهم لانه شتائم وليس نقد ولا يعبر عن فهم عميق لغاية الرسام الذي يشتغل باجر ويرسم لمن يدفع له ما يريد منه .

جورج بهجوري مصري الجنسية من اشهر رسامي الكاريكتير لما فيها من تعابير تتماشى وثقافة الجيل الذي كان يرسم له ، بسام فرج العراقي عمل مع مجلات عديدة منهم «قنديل» و«المتفرج» و«ألف باء» و«مجلتي» و«المزمار» وكانت له بصمة في هذا الفن.

هنالك رسوم كاريكاتيرية ادت عكس المطلوب منها ونال شهرة من كان المستهدف فيها ، بل هنالك شخصيات سياسية ترغب بان ترى رسوم كاريكاتيرية لاشكالهم حيث يحاول ان يظهر الرسام صفات الحاكم من خلال تعابير الوجه .

وحقيقة الذي دعاني للكتابة عن هذا الفن حيث اني اتابع كثير من هذه الرسوم التي لا تحقق الهدف وتدل على ( سخافتها ) حتى بالنسبة لحكام وشخصيات اتفق مع الرسام بانها سيئة لكن رسومهم الكاريكاتيرية غير موفقة اطلاقا . واسوء كاريكتير هو تشبيه اي حاكم كان او شخصية معينة مهما تكن سيئة بصورة حيوانات فهذه لا تاتي بنتيجة ولا تحاكي الذوق هذا من وجهة نظري وادافع عن ذلك ، واما التعليقات البذيئة لبعضها فانها لا تدل على مهنية وذوق الرسام .

اليوم اصبح الكاريكتير فيديويا من خلال التمثيل بفلم لا يتجاوز الدقيقة وبعضها يقال عنها الكوميديا السوداء ، وهذا الفن له اصوله ورجاله ، واروع ما فيه عندما ياخذ عقل المشاهد لناحية معينة ليتفاجا بهدف لم يكن في حساباته ومن صميم الحدث .

الكاريكتير الرائع هو الذي يستهدف الفكرة ولا يستهدف الشخصية ويعتبر ناجي العلي ( 1938 ـ 1987)  من افضل من استهدف الفكرة دون الشخصية في رسوماته ولانها مؤثرة انتهى مصيره بالاغتيال ولربما من ابناء بلدته العملاء  

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *