من ادب المهجر- شعراء الغربة.. قلادات باكسير الخلود- بدل رفو

 

غراتس \ النمسا

 

لم أكن أعلم يوماً أي شيءٍ

عن حقيقة الغُربةٍ..

عن تاريخٍ يجئ ويغمرنا بشهدٍ ،

يُداعبُ قصائدنا في صباحاتٍ

لا تشبهُ صباحات أوطاننا الحزينة،

صباحات ..تغرد أيامه في سموات أشعارنا

ومروج حياتنا،

وحين نَعتكفُ  كناسكين في حجرات الزمن

وفي راحاتنا بقايا من أطلال الوطن ..

وقتها تنطلق الروح لتُجالس حنينَ دفء اُمهاتنا

وصمت ليالي المقامات الحزينة

على بوابات (الموصل)

يا لها من ذكريات تُواسينا كلما تاهت دروبنا !!

***     ***   ***

في الغربة..

تولدُ شمسٌ من خضرة جنة ،

وعلى أجنحة (السيمورغ)* تصهل أشعارنا،

وعلى ضفاف المدن الحية وإن عاث الزمان

ستورقُ القصائد في معابد الدنيا أزهاراً وصلوات..

ودموعاً متكسرة..

كي لا تنطفئ قناديل الحياة ونسقي القادمين

من أوطان يحكمها فراعنة وطغاة

من فناجينها قبل العناق الاخير !!

***     ***

لحن الخلود..

يهز الطرق المكتضة بالعشاق والفقراء..

نغمض أعيننا على حنين ذكريات الزمن الجميل

في محطات القطارات أحياناً ،

عَلَّنا نفتحُها ونرى أنفسنا في محطات قطارات الوطن..

ولكن لا محطات ولا قطارات في بلداننا،

ويظلَّ الحنين للطفولة يجري صوب المجهول.. !!

***    ***

شعراء الغربة ..

كبرياء وانتصارات للشعر والانسان  والارض ..

لمرايا أطياف العمر..

للقاء أعوام على شطآن الروح .

شعراء الغربة ..

أوتاد وقلوب تبهر أوجاع البشر..

تعيش خرابات مدن وزلازل،

يلهثون وراء حقيقة كي يصوغوا

قلادات للانسان والتاريخ باكسير الخلود .. !!

***     ***     ***

منذ عقودٍ ودعت وطناً  ومُدناً عارية..

طرقاتٌ ساحرة عزفت لي ألحاناً

و منحتني القوة والعزيمة،

كي لا أذوب على اسفلتها الساخن.

مدنٌ لم تغدو كبقايا كلمات وذكريات

رافقتني نوارسها وحامت حولي أشجارها ،

لتقيني من أعاصير الزمن كي لا أتبعثر وتتبعثر

قصائدي في محطات

إستراحات الفقراء وعشاق الحرية !!

***      ***    ***

في ليلة العمر .. وفي مدينة (زومباثلي)**

عشتُ مع الغجر ورقصاتهم وأغانيهم

لغاية حمرة الفجر..

ما أعذب الغجر وما أعذب مدارات عشقهم

ورقصاتهم،

ومن نافذة حجرتي أبصرتُ لوركا قادماً من غرناطة..

يُدمدم بأغاني الغجر  وخاطبني

ما أجمل أن نرى الكورد بيننا.. !!

 

هوامش :

السيمورخ ..طائر اسطوري ذو 3 رؤوس

زومباثلي ..مدينة مجرية تقع على حدود النمسا وكنت مدعوا لحفل زواج مجري مع اغاني الغجر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *