يا أبناء الشعوب التي لم تُعطَ للحرية إلا ظلالًا باهتة،
يا من تعانقون هويةً صامدة كجبال زاغروس، رغم كل الرياح،
اسمعوا هذه الكلمات التي لا تنبع من منبرٍ عالٍ، بل من قلبٍ يؤمن بأن الإنسان هو مفتاح تحرره.
الحرية ليست فقط كسر القيود الخارجية، بل هي بداية الفهم العميق لذاتك،
تنمية الذات هي أن تعرف من تكون قبل أن تطالب بالعالم أن يعترف بك،
فلا تنمو الأمة إلا إذا نما كل فرد من أفرادها،
ولا يزدهر الوطن إلا إذا أشرق نور كل عقل وقلب فيه.
السياسة، يا رفاقي، ليست مجرد لعبة كبار،
بل هي ميداننا الذي نزرع فيه بذور الكرامة والعدالة،
أن تكون كوردياً يعني أن تحمل في صدرك تاريخاً لا يُمحى،
وأن تقرر أن تكون أكثر من مجرد شاهد على التاريخ، بل فاعل فيه.
فلنحيا أحراراً داخل أنفسنا أولاً،
ولنبنِ عقولاً ترفض أن تُستعبد، وقلوباً تحب بلا حدود،
ولنحمل هويتنا الكوردية كنجمة تضيء دربنا في ظلمة العوالم،
ونضحك، نعم نضحك، حتى لو كانت الحرية أحياناً تبدو لعبة صعبة،
فما أجمل أن نكون كورد نبكي ونضحك ونصنع تاريخنا بأيدينا.
في فضاءٍ حيث تتلاشى الحدود وتتكسر المرايا،
تنبثق الكينونة من عتمة لا تُرى، وتحلق فوق قيود اللاوعي،
فتتشكل الحرية من رماد الأوهام، والذات من سر لا يُفك.
بوتان زيباري
السويد
09.06.2025