صلاة ميت على رئيس لا يزال حي يرزق- كارزان فرج

لعل اغرب تمنيات الانسان الميتافيزيقية هو ان يرى ما سيتحدث عنه المقربون اليه  بعد موته السريري ولكن هيهات ان يرى ذلك الا في الموت المجازي حيث هناك الكثيرون ممن يستطيعوا ان يروا ويسمعوا ما سيتحدث عنه المقربون وحتى الابعدون كذلك صوتا وصورة بعد ان اثروا وفضلوا حياة مذلة وخنوع على موت مشرف وراس مرفوع.

ان اي سلطان جائر يوهم نفسه بان اي فعل لا ينعكس اليه رد فعل فهو سياسي غبي بدرجة امتياز, واي انسان يضغط (بضم الياء) عليه من دون ان يكون له اي رد انعكاسي تجاه مصدر الفعل فهو اقرب الى حيوان من دون انحياز,لا بل حتى ان لدى الكثير من الحيوانات ردود فعل قوية تجاه مصدر الفعل دفاعا عن النفس ان كان بافراط او ايجاز.

للاسف فان الشرق اوسطنا مليئ بالنموذجين اعلاه,فيكاد بان كل روؤساءنا الشرق اوسطيون سلاطين جائرون حتى العظم,ومواطنوه خرفان حتى العظم,لا يتوانى السلطان الشرق اوسطي في ان يتعامل مع مواطنيه معاملة السيد مع عبده الذليل الحقير,ولا يتوانى العبد الذليل الحقيرفي ان ان ينزل بمستواه الى مستوى الخرفان والحمير,لينتظر فقط الى قوة خارجية قاهرة املا منه في ان ينقذه من تلك العبودية الفجة–! من دون ان يعلم بان تلك القوة الخارجية القاهرة لا ينقذه من اجل سواد عينيه او رحمة به وانما من اجل مصالحه الخاصة وبها سيستعبده هوالاخر كذلك وان كانت بطريقة اخرى —! انه عار ما بعده عار ان سمحنا لسلطاننا ان يستعبدنا ستة وعشرون عاما من دون ان نستطيع ان ننزله من الكرسي بالتي هي احسن او عنوة—!.

ما نراه اليوم في الاقليم ما هو الا نموذج مميت ومقيت للنموذجين اعلاه   السلطان الجائر الذي يتعرض الان من قبل الاعداء الى شر هزيمة ,والمواطن الخائرمن القوى والعزيمة.وهكذا حينما تفتقد الجماهير الى قيادة تقدمية طليعة تنظمها وتقودها, حينها تفقد وجهة بوصلتها لتسير في نهاية الامر كالخرفان تحت سلطة سلطانها الجائرالى حتفها,ولهذا السبب راينا كيف ان السلطان الجائر قادنا ومنذ ستة وعشرون عاما عبر تضاريس متعرجة وفي اخر الامر الى وادي سحيق ربما لن نستطيع الخروج منه الابعد عشرات السنين,وهنا يجب ان نعترف اعتراف الشجعان –اننا ولو لم نكن كقطيع خرفان  لما قبلنا ان ننقاد طائعين من قبل اجهل جهلاء السلاطين والى ان وقعنا واوقعنا الى هذا المصيرالمظلم, حتى اننا فشلنا في ان نكون مثل شعوب الربيع العربي الذين دكوا عروش السلاطين العاجية ,ولكن مع هذا,هذا لا يعني بان الجماهير ستبقى ابد الدهر يلتزمون الصمت الابدية ليتصرف السلطان الجائر ما يحلو له لان (السلطان يمكن ان يخدع كل الشعب فترة او جزء من الوقت,وربما يستطيع ان يخدع قسما من الشعب كل الوقت,ولكن من المستحيل ان يستطيع ان يخدع كل الشعب كل الوقت)

ان نموذج هذا السلطان الذي جنى ليس على المواطن فقط ,وانما جنى حتى على نفسه والوطن كذلك ,لما اصابه من الغرور والتهور جراء صمت المواطن فردا واحزابا,الى ان غدا هذا السلطان اخطبوطا يمد يده الى كل مفاصل الحياة السياسية والاقتصاديةوالعسكرية وحتى الاجتماعية لهذا الوطن الفتي,فاذا كانت  للمقاومة السابقة  على مستوى افرادها او احزابها لم تكن بالقوة الكافية لتخترق الجدارالخرساني للسلطان لتترك وراءها شرخا كبيرا يمكن وبواسطة ذلك الشرخ في ان يقترب الى السلطان ليهدده,لكن اليوم اتاه الضربة القوية من داخله ليصنع شرخا في جداره لا يتقرب فقط اليه ليهدده فحسب وانما ليمسكه حتى من حبل وريده ايضا,لان هذه الضربة اتته من داخله اكثر ما يكون خارجه من اقرب المقربين واخلص المخلصين على حد زعمه–!ومن المعلوم ان الضربات الداخلية تكون تاثيرها على المرء اقوى واقسى من الضربات الخارجية–!ولهذا رايناه ترنح من هولها—ورمى الراس خارجا غير اسف عليه الا من قبل بعض ارامل مرتزقي المجلس الوطني الكوردي في غرب كوردستان وربما عند عدد من نساء في حي سيريلانكي خوفا من ان يستغنوا عن خدمات ازواجهم الذين يعملون في الاقليم حينما كانوا ياخذونهم الى مظاهرات التاييد لبيعة السلطان.

ان الغرور هو اخر مرحلة حياة لكل كائن ان كان فردا – حزبا – او دولة قبل زواله ومحوه من الوجود ,وراينا سلطاننا كم كان مغرورا من خلال خطاباته الجوفاء قبل الاستفتاء بل وغرر به الكثيرون من طينته الا الذين في رؤوسهم عقل حينما قالوا ,(لقد جن جنون السلطان) بل صرح الرجل نفسه بجنونه حينما وصل الى قمة هذيانه وهو يخاطب جماهيره بكل حماس قائلا( سامضي مع هذا الاستفتاء رغم كل التحذيرات والمخاطر,فاذا وفقت في ذلك فانه نجاح ما بعده نجاح ,واذا فشلت فقولوا – ان هذا الرجل ركب راسه وقد جن جنونه ,حينها اسلم رقبتي اليكم راضيا مرضيا–!!

حسب نظرتي ورؤيتي الشخصية لسلطاننا فانه ذا شخصية ضعيفة جدا,والانسان ذو الشخصية الضعيفة يفتقر الى التحدي وركوب المخاطر,لذا السؤال الذي يلح في الاذهان ,اذن ما الذي دفع بسلطاننا الى خوض هذه المغامرة الانتحارية؟

ان الانسان حينما يكون الجهل سمة من سماته وعندما يحوم حوله مجموعة من المتملقين المنتفعين الاوغاد والذين لا يتوانون في اطراءه بسيول من المدح والثناء خاصة عندما يكون ذا شخصية ضعيفة حينها يدخل الغرور الى نفسه الضعيفة  في الجهة الثانية ليسد ذلك الضعف وهكذا فان هذان العاملان القاتلان هما اللذان يدفعان الشخص سريعا الى حتفه ونهايته وهذا الذي جرى لسلطاننا الصغير!!! حينما دفعوه ليركب موجة الاستفتاء عنوة وهي تعني دعوة متعمدة لاسقاطه من قبل مستشاريه الاجانب الثلاث (الامريكي خليل زاده –والفرنسيان برنارد ليفي

وكوشنر) بعد ان تلقوا الاوامر من الجهات العليا الذين يديرون لعبة الامم فالغرف                المظلمة لانهم راءوا بان السلطان قد اوصل الاقليم بسياساته الخاطئة الى طريق مسدود مع الشعب والحكومة المركزية.

ان اي انسان اذا  كان ذا شخصية متكسرة كشظايا في الداخل العميق في نفسه,حينها يترك اثرا عميقا وبالغا في ذلك النفس وسيبقى يلاحقه كجرح راعف يتنفس طالما صاحبه يتنفس اذا لم يجاهر بهذا النقص ويسد الطريق امام هذا الجرح القاتل بالطرق الطبيةالسليمة ليؤثر في النهاية بخط بياني متعرج في حياته السياسية قبل ان تكون وبالا عليه وعلى المجتمع .

فلو تمعنا قليلا في خطاباته واقواله قبل الاستفتاء وبعد الاستفتاء لظهر لنا جليا هذه الازدواجية ان لن نقل الانفصام في شخصية سلطاننا المهزوزة>

(اذا كانوا لا يوافقون على استفتائي هذا ولا يراعوا رغباتنا ,فنحن ايضا والله لا نحسب لهم اي حساب—!!)

( اذا تهددوننا بالحرب فنحن لها ان تجراءتم خوض غمارها)

(واضاف متبخترا وانا مستعد لاحمل البندقية واحارب كبيشمه ركة في كركوك) وحينما دقت ساعة الصفر في كركوك راينا كيف انه اختبئ نفسه في وديان بارزان ولم يظهر الى الملاء الا بعد ان وضع الحرب اوزارها ,وظهر  ككئيب يجر اذيال الخيبة وبالكاد كانت الكلمات تخرج من فيه متوسلا اصدقاء الامس بالعدول عن لغة الحرب مادا كلتا يديه للسلام بصورة مذلة–!!

هنا فعلى ضوء اقوال سلطاننا هذه اقف ويقف امامي كل المخلصين من ابناء كوردستان البررة بل وحتى كل الفلاسفة وخبراء السياسة خاشعين مبتهلين امام (عظمة الرئيس لتفانيه واخلاصه المزعومين للشعب والوطن) ولكن في حالة ,اذا كان جادا في ان يترجم اقواله تلك الى افعال من دون ان يكون للاستهلاك المحلي الرخيص,ولكن ليكن على كامل الثقة وكما هو متاءنكد فنحن ايضا متاءكدون بانه ليس بذلك الرجل الذي يضحي بنفسه –!  وكل تاريخه في فن العمالة الرخيصة شاهد حي له ولكل من سول ويسول نفسه الى الان من جوقة المتملقين والذين يستغلونه ابشع استغلال من الاقرباء والغرباء والذين يحاولون الدفاع عنه دون جدوى.ان الذي يعرف الرئيس يعرف في الحال بانه اوقعنا ونفسه والوطن في مصيبة عظيمة ما بعدها مصيبة,اما الذي لا يعرفونه الى الان (الساذجون حتى العظم من مناصريه ومؤيديه ) (حينها تكون المصيبة اعظم–!!) لاننا نرى والى الان ما زال هناك من يزمر ويطبل له (كروبوت مكوك) ويعتقد بان السلطان لا زال هو المنقذ الوحيد لنا وانه هومن يتوج اول رئيس للدولة الكوردية القادمة–!! معتمدين الى اقواله دون افعاله.

للاسف ما جرى وما يجري اليوم في الاقليم ما هو الا افرازات من تصرفات (رئيسنا المبجل) الذي ما برح في التمادي في الجهل بفن السياسة والتمادي بالولوج الى ابواب العمالة الا ان غدا عنوانا بارزا لرمز الخيانة,فلم يترك جضنا من احضان محتلي كوردستان الا وتقرفص فيه,من ايران الشاه وايران الملالي الى صدام المقبور وانتهاءا باردوغان متجاوزا والده بمسافات,ولقد تطرقت الى خياناته والوالد باسهاب وتفصيل في سلسلة من المقالات ومن يريد ان يطلع على  بالالف باء العربي  (Googl تلك المقالات يكفي ان ينقر على اسمي في صفحة

اليوم بات حتى الحجر والشجر غاضبا وحانقا على  استفتاء السلطان المزعوم ومغامرته القاتلة والذي به اعاد كوردستان مائة سنة الى الوراءلا لشيئ الا ليضحي بالوطن والمواطن من اجل الحفاظ على كرسيه لا غير,فاي سياسي جاهل حتى (الثمالة)يتجراء في خوض تلك المغامرة الحمقاء في ظروف حساسة ليومنا هذا,كم من اصدقاء قريبون جدا بذلوا المستحيل في ان يناءوا به دون ان يغامر بمصير الاقليم وشعبه في استفتاء معلوم النتائج مسبقا,لا بل حذروه حتى الد اعداء كوردستان (حفاضا على مصالحهم في الاقليم )ولكن سلطاننا لم يخف على مصالح الاقليم فقط ,وانما لم يخاف ولم يراعي حتى الاقليم ولا حتى شعب الاقليم كذلك–!!

ان اي سياسي يمتلك الحد الادنى من العز والكرامة وتعرض الى هذه الانتكاسة المريرة والذل المهين من قبل غرمائه واعدائه لاستقال في الحال على اقل تقدير من دون ان ان ينتظر ان ينزلوه عنوة من الكرسي كما حدث لسلطاننا,ولاعتذر من الشعب واعترف بخطاءه القاتل,لا ان يختبئ نفسه خلف الجدران يتاجر بالكلمات الى الان -لان (الاعتراف بالخطاء فضيلة والاصرار عليها رذيلة).

ايها السلطان الجائر,والله انت الان ميت وان كنت لا زلت حيا ترزق,بل ان الموت اهون كثيرا من ان تحيا امام الشعب يصورة مذلة هكذا,اين انت من وعودك وقسمك لشعبك حينما كنت تفرغ حماستك الفارغة امامهم وتلهب حماستهم قائلا – ان لم اوفق في مغامرتي –استفتائي- حينها مستعد في ان اضع رقبتي امامكم –! وفي خطبة فارغة اخرى تبجحت قائلا- انا لست بذلك الشخص الذي يغبن شعبه –!! اوليس لك ذرة من الشعور واحساس الرجولة لتكون مسؤولا عن كلامك ان كان كلامك كلام الرجال–؟او انك تريد ان ينظر اليك شعبك نظرة دونية بعد ان خيبت املهم,عذبتهم كثيرا- جوعتهم كثيرا- شردتهم كثيرا – سجنتهم كثيرا – اممتهم وقتلتهم كثيرا, الا الذين طافوا ويطوفون حولك من الك وال المتطفلين من اللصوص والاوغاد الذين تاجروا ويتاجرون بك الى الان, الا لهم بردا وسلاما الى حين–!! ولكن(ان موعدكم الصبح اوليس الصبح بقريب–؟) لذا قرر شعبك مع سبق الاصرار ان يصلي عليك كل يوم صلاة الميت وان انت لا زلت حيا ترزق, وعليه يستوجب علينا ان نتوضاء قبل الصلاة عليك( بماء كل قذارات هزائمك–! وبماء كل مواقفك الذليلة مع اعدائنا–! وكل مواقفك الصلبة والمتسلطة مع شركاء الوطن–! وبماءجبروتك وشدتك مع الشعب! وبماء كل ذلك الضعف الذي يكبرفي داخل شخصك–!! وبماء كل هزالة تفكيرك -!وبماء كل الدولارات الي سرقت من المال العام–! ولو لم تكن هذا النموذج الفاشل في كل مناحي الحياة ,لما سخر منا الان كل العروبييون الشوفينيون متربو الوجوه واكلي جراد الصحاري شاربي بول البعران–!!!

وكل ال طوران ووحوش صحارى منغوليا—!!وكل انجاس الملالي الذين انبتتهم تربة ايران—-!! فيا اسفي على رجال لم يتعظوا ولم يعرفوا الى الان حجم هذا الذل والهوان الذي اصابنا ولكنهم لا زالوا يمارسون تجارتهم البخسة من دون ان ينزل من جباههم ولو قطرة من عرق حياء الرجال—!!!!.