(مجزرة النهروان).. (تؤكد ضرورة .. الفرز الديمغرافي الجغرافي.. باقليمين).. (بين الشيعة والسنة)  – سجاد تقي كاظم  

   المخاطر التي تهدد الشيعة من (الارهاب) يمكن بسهولة حلها جذريا.. بقرار مصيري.. (ولكن المخاطر التي تهدد السنة من  (الارهاب) من الصعب جدا مواجهتها من قبلهم.. لان (التنظيمات السنية وحواضنها) هي من نفس فصيلتهم.. اي (ان السنة يعانون التدمير الذاتي والتاكل الداخلي).. منهم وبهم.. واصبح من المستحيل فرز الارهاب والارهابي عن حواضنه.. حيث اصبح (صراع سني سني).. (تتطاير مخاطره على المكونات الاخرى)..

  اما المكون الشيعي العربي.. فيمكن تأمين نفسه من (خطر الارهاب السني الانتحاري التفخيخي الاستأصالي)..  و(من خطر عودة حكم السنة والبعث).. ومن مخاطر (الزحف السني العشائري المسلح) على وسط وجنوب ومنها بغداد.. (لان الارهاب بعنوانه الانتحاري والتفخيخي) هو من غير بنيتهم (الديمغرافية)… ولكن (يخترقهم داخليا كبؤرة لحواضن الارهاب)..

        وليس هذا فحسب فان (الزحف الجغرافي السني) يسعى للتوسع  على مناطق الشيعة حتى جغرافيا.. مثال (طرح مصطلح.. المحافظات السنية الستة.. او المحافظات الستة الساخنة).. التي يقصدون منها.. (ان بغداد ذات الاكثرية الشيعية.. وديالى ذات الامتداد الجغرافي لوسط وجنوب..  وصلاح الدين بجنوبها بلد والدجيل وسامراء التي هي جغرافيا وتاريخيا تابعة لبغداد، وشمالها طوز خرماتوا ذات الاكثرية الشيعية) هي (ضمن مناطق نفوذ السنة واطماعهم) بشكل يؤكد (مخططات زحف جغرافي مخيف).. تستوجب الرد الحازم.. خاصة ان علمنا عدم وجود (محافظة سنية مغلقة) الا (الانبار) .. وان الهيمنة السنية (استاصاليه) كما حصل بالموصل من استاصال الشيعة والمسيحيين واليزيديين..

   من ذلك.. القرار المصيري هو .. (الفرز الديمغرافي) متزامن معه (الفرز الجغرافي).. لكيانين سياسيين.. وهذا ليس غريبا على العالم.. فكثير من مناطق العالم حصل بها ذلك وأمنت نفسها.. كما حصل بيوغسلافيا السابقة.. وجيكسلوفاكيا والاتحاد السوفيتي السابق وغيرها..

     (اي بتاسيس اقليم وسط وجنوب من الفاو لسامراء مع بادية كربلاء النخيب وديالى).. وتأسيس اقليم (الغربية).. (المثلث السني العربي).. (ويبدأ العمل فورا) بحزام بغداد (الطوق السني السكاني الاستيطاني) الذي يخنق الاكثرية الشيعية العربية ببغداد.. والذي قامت  الانظمة  السنية قبل عام 2003 بتوطين ابناء العشائر العربية السنية ضمن التلاعب الديمغرافي حول بغداد لتسقيط الاكثرية الشيعية فيه.. ضمن مخططاتهم.. وهذا يتطلب تطبيع ديمغرافي حوله بنقل سكانه للموصل والانبار.. واعادة الاراضي للدولة.. وجعلها كما كانت مناطق اصلاح زراعي ومشاريع ترفيهية وبحيرات وبناء مجمعات سكنية حديثة فيها.. لتعود امتدادها الديمغرافي لابناء وسط وجنوب.. وهذا هو الحل الوحيد.. لتأمين العاصمة بل تأمين المكون الشيعي ديمغرافي وجغرافيا من الفاو لسامراء..

  لينشغل بعدها (المكون الشيعي الديمغرافي) بازماته الداخلية والنهوض بنفسه عمرانيا واقتصاديا وصناعيا وزراعيا وماليا وتكنلوجيا وتقنيا وخدميا وبنى تحتية اخرى.. ومواجهة الفاسدين ومظاهر التفتت الاجتماعي .. التي  اليوم ينشغلون عنها بسبب الصراعات المكوناتية ضمن وحدة العراق القسريا.. (فلا ينشغلون بداخلهم) وهذا يدخل بمصلحة (لوبيات الفساد الحاكمة بالخضراء)..

  والشيء بالشيء يذكر.. نبين:

  (خطورة الارهاب السني) انه اصبح.. (صراع بين السني كعنوان عقائدي يرتبط بعقيدة الخلافة الاسلامية التي هي جوهر التسنن، والسعي لها عقيدة، تدرس بالمناهج الدراسية، ويفاخر بها شعبيا بالتغني بالماضي التليد بزمن الخلافة لديهم).. وبين (الحواضن السنية) التي اصبحت بين خيارين (اما ان تحارب عقيدتها التي تحملها الجماعات المسلحة التي توصف بالارهابية).. او تقف مع (المجتمع السني الذي يوصف بالعلماني والكافر اذا لا يسعى للخلافة الاسلامية الكبرى)؟؟

  وكذلك نذكر بان اخطر ما يهدد بغداد هو عودة ما يطلق عليهم (النازحين من جرف الصخر وطوق بغداد).. وهؤلاء يمثلون حواضن داعش والقاعدة والبعث، فمجزرة النهروان التي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى التي اقترفها مسلحين وانتحاريين سنة.. قتلوا الناس عشوائيا.. تشير لمخاطر عودة النازحين لمناطق طوق بغداد.. خاصة..

   وهنا نشير للشيعة العرب.. بان (وحدة العراق ليست ضمانة لامنكم ومستقبلكم ومستقبل اجيالكم.. والتاريخ شاهد على ذلك.. فكل الحروب الداخلية والخارجية و الكوارث  والانظمة الدكتاتورية والفساد بظل وحدة العراق وليس تقسيمه.. وكذلك وحدة العراق ليست ضمانة لدرء المخاطر عنكم، وليس ضمانة للوقوف ضد التدخلات الخارجية والاقليمية، بل  اصحت قوانة وحدة العراق مشرعة لتدخلات اقليمية ودولية) واصبح هناك من يطبل لهذه التدخلات (بحجة ان هذه الدولة او ذلك التنظيم الخارجي.. دعم تلك الجهة او المليشية او الحزب بالعراق ضد الكورد حينا وضد الشيعة حينا اخر.. وضد السنة حينا ثالثا.. ضد جهات اخرى داخلية.. بدعوى وحدة العراق)..

    ونشير ايضا بان العراق مقسم بلا تقسيم. .وتقسيم المقسم ليس بتقسيم بل تنظيم.. والعراق الواحد نزيف دائم.. وازمة منطقة العراق انه ليس بلد موحد يراد تقسيمه بل مقسم يراد توحيده قسرا.. وان العراق باعتراف الجميع هو مشروع استعماري.. رسم بخرائط الشرق الاوسط القديم سايكيس بيكو الانكلو فرنسية.. فضموا مكونات متنافرة قوميا ومذهبيا ومناطقيا لا يجمعها جامع ولا يوحدها موحد.. ووحدة العراق قسرية وليس اختيارية لمكوناته.. وهذه يتطلب ان يدرك الجميع بان العالم اكثر امنا بلا اكذوبة اسمها صخام العراق الواحد.. وضرورة تشكيل ثلاث دول ..

…….

سجاد تقي كاظم