تكريم بدل رفو في المغرب والصمت الرهيب

من ينتقل من فراغ إلى فراغ يفقد كل ما هو إنساني

ومن يتجاوز البحار والمسافات والبلدان يحقق

حلم الإنسانية .

عصمت شاهين دوسكي

حينما يكرم الشاعر الرحال بدل رفو من رئيس المجلس في شفشاون الأستاذ محمد السفياني … لقب شفشاوني …وفي احتفال باليوم العالمي للكتاب .. فهذا يعني الكثير للكورد في كل مكان في العالم … ولكن عجبي لهذا الصمت الكبير من الإعلام  الذي لم ينشر حتى خبرا صغيرا … أين إعلامنا الثقافي العالمي ؟ أين ثقافتنا ؟ في كل دول العالم يبحثون عن المثقفين الذين يجسدون الوطن في ترحالهم الدائم وهم سفراء ثقافة وحضارة بلا سفارة ، سفراء شعب وإنسانية شاملة ، سفراء المحبة والتعايش والتسامح والجمال والإبداع  ،رئيس المجلس الأستاذ محمد السفياني هو عمدة المدينة أي المحافظ والإعلام المغربي ينشر الخبر بكثافة والتكريم ليس كتكريم عادي وهو ارفع تكريم في العالم ” المواطنة الفخرية “… فما بال إعلامنا الثقافي صامت …. أمام هذه الثقافة الإبداعية التي يتميز بها الأديب بدل رفو … الذي ينقل الأدب الكوردي إلى كل محافل دول العالم ….يشهد له القاصي والداني ، الحاسد والكريم ، علينا أن نبني الإنسان قبل بنيان العمران ، وكيف نبني الإنسان ونحن لا نهتم بالمفكرين والأدباء والعلماء ، كيف نبني حضارة إنسانية مدنية راقية وهمنا ( أنا والطوفان بعدي ) ، إن الظواهر الثقافية والإعلامية قد تتماشى عادة بصورة سريعة على الأصول المتعارف عليها إذا كانت الروابط والعلاقات الثقافية تسير سيراً صحيحاً . أما الفجوات التي تحدث بين مكونات المثقف والإعلام فهي خطيرة  فتحدث عادة مع بداية الأزمات والمشكلات التي ليس لها حل ولا بديل. وقد يسير المثقف ويتطور ويبدع ويتحول من حال إلى حال عبر العلاقات الشخصية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكنه يحتاج في كلا الحالتين إلى دعم معنوي ليستمر في مسيرته الفكرية والثقافية في دول العالم  وتحدث المشكلات عادة بعد حدوث فجوة بين المثقف والإعلام الصامت ويختل بسبب ذلك الترابط المتين الذي يجب أن يكون في أرقى حالاته التفاعلية ، إن علاقة المثقف بالإعلام عامل مهم  للنشاط والتميز والإبداع للتغيير والتجديد والتحول السامي ، من حق أي فرد أن يتساءل عن العلاقة التبادلية بين المثقف والإعلام والمؤسسات الثقافية ومن منهما يقود الآخر .بالطبع إن المثقف المبدع ، المخلص هو الذي يقود الإعلام والثقافة ويقود بالتالي المجتمع ، لأنه مؤهل وخبير بكل مكنونات شعبه وأرضه ، محيطاً بدقائقه وتكويناته ملماً بأحداثه وتحولاته , عارفاً بكل جوانب مجتمعه لينجح في متابعة قضاياه المختلفة ويتجه نحو أسس سليمة  تحركه للترحال والتجوال والبحث عن ما هو راقي وجميل دون فرض نهج أو أسلوب معين بقوة العناد والقلم وهذا ما يتجلى في عالم بدل رفو الذي أعطى وما زال ليس في محيطه المحلي بل تجاوز المسافات والبحار والبلدان . فهو لا يحبس نفسه ولا يقيد أرجله على كرسي زائل ، فالمثقف الذي يحبس نفسه في دائرة مغلقة يعتبر مثقفا فارغا لا يذكره التاريخ ولا الأجيال إلا بالسوء والضعف والانهيار الأخلاقي والفكري سيترك أمورا لا يستسيغ لها المجتمع والواقع الإنساني كأنه ينتقل من فراغ إلى فراغ ويفقد كل ما هو إنساني , بدل رفو سخر قدراته الفكرية ورحلاته العالمية خدمة لوطنه وشعبه . يا ترى لماذا يقابل في كل نشاطاته الثقافية العالمية بالصمت الرهيب ؟

One Comment on “تكريم بدل رفو في المغرب والصمت الرهيب”

  1. الاعلام الكوردي بدأ مسيرته منذ اكثر من قرن من الزمان تحديدا في 22/ 04 /1898 …. !!!! أقصد جريدة ( كوردستان ) بالاسم.

    اي منذ قرن و عشرون سنة (120 سنة) …. بدا الاعلام الكوردستاني , و بفضل سياسة الاحزاب الكوردية تحت رعاية قوادهم (قليلي الشرف و الناموس) و بفضل الكتاب الكورد ( المعمعيين , ماعععع !!!) تحول الاعلام الكوردستاني الى اعلام حزبي بلا منازع …
    يمجد التاريخ الكاذب للقائد (الذيل الذليل للمحتل والغاصب لكوردستان) …
    ويبرر اخطائه الحسابية على انها سياسة الامر الواقع …
    ويبرر نقص وانعدام العملية الديمقراطية في صفوفهم على انه التصدي و المقاومة لفتنة و مشروع حبيث يتربص بالكورد …
    هذا الاعلام الذليل و الرخيص والحقير الذي ساهم في اختصار الكورد و كوردستان وتمثيله في حزب ما …
    هو الاعلام الوضيع والرخيص نفسه الذي قام باختصار الحزب في صورة الزعيم و القائد …

    ملاحظة:
    ليس كامل الاعلام الكوردي (100%) من شاكلة الزبالة التي ذكرتها في الاعلى و لكن نسبة (99%) هي من هذه المخلفات و الفضلات.

Comments are closed.