ماراثون الدخول الى بغداد من جديد – خسرو ئاكره يي

 

قد يكون هناك من يبدأ باللوم على كتابتي هذه لكونها قد تكون مرالمذاق لديهم ولكن اقول ما افكره من الصواب وبانسجام مع افكاري ومواقفي وهذا ليس ببعيد عن ذاكرتي عندما قرأ ت ((لقد جئناكم بالحق ولكن اكثركم للحق كارهون ))(الزخرف 78) .

نعم لقد بدأ ممثلوا الاحزاب الكوردستانيه من جديد الدخول في سباق مارثون التوجه نحو بغداد كما توجهوا في عام 2003بعد سقوط البعث في حينه عندما كان العراق يعاني من التشرذم والتفكك وصراعات طائفيه دمويه قاتله بين الشعب العراقي من الطائفتين السنيه والشيعيه ودون نظام وقانون دون جيش واجهزة قمعيه وعلى القارئ الكريم العودة الى مذكرات بريمر الحاكم الامريكي على العراق في حينه كيف كتب عن قادة الكورد وعن مطاليبهم وكيف انه كان يخشى من دعوتهم الانفصال عن العراق .

كان ذلك بلا شك ضربة قويه جدا وانتكاسة اخطر من الانتكاسة التي اصابت ثورة ايلول عام 75 19والتي اطاحت بتلك الثورة المباركة بقيادة الزعيم المرحوم ملا مصطفى البارزاني ، لست ادري ما هي الاسباب الجوهريه التي دفعت بتلك القيادات الدخول في سباق مارثوني للتوجه نحو بغداد بقيادة كل من المرحوم جلال الطالباني سكرتير الاتحاد الوطني الكوردستاني والسيد رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود البارزاني في وقت لم يعد للعراق قوة تدافع عن وجوده ولقد حدث ما حدث ولم يرى الكورد ادنى اعتراف حقيقي من بغداد بحقوقهم بل على العكس استقبلوا العمل من اجل تقليص دور الكورد فيها بعد ان وقف العراق على رجليه كما نرى اليوم فلم تكن الحكومات بعد 2003  تعير ادنى  درجات الاهميه لحقوق الكورد والواحدة تلو الاخرى بل كانت مواقفهم اشد بغضا وعداء للكورد وقضيتهم العادلة  بدا من اياد علاوي والى الجعفري والمالكي والعبادي فكانما الكل على وتيرة واحدة دون تغير في الموقف من حقوق الكورد بل اظهروا بلا شك عن مواقفهم الشوفينيه اشدا من النظام البعثي الساقط .

اليوم كما نرى كيف ان الوفود الكورديه تتجه نحو بغداد وعلى انفراد للقيام بلقاءات وحوارات مع الرموز الفائزة في الانتخابات التشريعيه الاخيرة لتشكيل الحكومه العراقيه ، وهم بلا شك الذ الاعداء فيما بينهم ويفضلون التنازلات للاعداء بكل سهولة ورحابة صدر كل ذلك من اجل الانفراد بالسلطة والحصول على مزيد من المناصب الفارغة في الموقف والعمل والامتيازات الحزبيه والشخصيه في بغداد وكما  اثبتت لهم التجارب مع اؤلائك الرموز بانهم غير مؤمنين بالحق الكوردي وهم دون تميز من اشد اعداء المادة 140 التي تعيد الحقوق الى اصحابها وتلغي ظاهرة التعريب بل العكس من ذلك عملية التعريب لا زالت مستمرة وفي مناطق ما يسمى بالمتنازعة عليها ومن ضمنها كركوك قلب وقدس كوردستان كما اسموها وعلى مسمع ومرائي القيادات الكورديه المتلهفه للوصول الى بغداد واجراء الحوارات مع تلك الوجوه  للفوز بمقاعد كارتونيه .

يا ترى هل تحقق زيارتهم  تلك ادنى الدرجات من المكاسب للحقوق والحريات للشعب الكوردي ؟ اكثر من نضالهم وجهودهم الكبيرة في الحصول على كراسي فارغة المفعول في بغداد وهل يتمكنوا من فرض ارادتهم على بغداد لتنفيذ المادة 140 ؟

عليهم ان يدركوا جيدا بان بغداد تلعب بمشاعرهم وتلطف لهم الاجواء لحين تشكيل الحكومه العراقيه خاصة بعد تفهم رموزها وادراكهم للصراعات الكورديه الكورديه وتشرذمهم ومواقفهم العدائيه للبعض من البعض الاخر فلا يحدث تغير في الموقف مطلقا اكثر من حصول الكورد على مواقع وكراسي    حكوميه فارغة وبالاسم فقط  كان الاجدر بالقيادات الكورديه تصفية الاجواء الكوردستانيه وازاحة الغيوم حاملة السموم القاتله المبلدة بها اجواء كوردستان  وخير دليل على ذلك احباط معنويات الشعب وفقدان الثقة بهم من مقاطعة نسبة عالية جدا المشاركه في الانتخابات التشريعيه عليه كان الاجدر بهم تشكيل لجان مشتركه من الاحزاب والاطراف للحوار مع بغداد قبل مارثونهم الخاسر حينئذ كانوا حقا يمثلون ارادة الشعب ويعملون من اجل تحقيق اهدافه في نيل الحريه فالحوار مع بغداد يجب ان يكون وطنيه قوميه شعبيه من ممثلي الشعب الكافة وبارادة واحدة موحدة في بيان موقفهم من المطاليب الكورديه وعليهم ان يعلموا جيدا بان عراق اليوم ولاية ايرانيه دون شك وان ايران من الذ اعداء الكورد بالاضافة الى الاطراف الاقليميه الاخرى ومنها تركيا ، فقط كانت بوحدتهم ان يفرضوا ارادتهم على بغداد وغلق كافة الابواب والتي من الممكن للاعداء الدخول منها الى الساحة الكوردستانيه والفوز بمأربهم الدنيئه للاسباب المارة ذكرها من الموقف الكوردي الداخلي المتشتت من دون ذلك لم يكن هذا المارثون الجديد افضل من القديم لعام 2003  للخروج بالحلول السليمه للصراع مع بغداد والانتهاء به ويبقى دون تحقيق ادنى درجات الحقوق وان غدا لناظره لقريب .

خسرو ئاكره يي ـــــــــ 28/5/2018