ايهما ااكثر خطر   الغاء الانتخابات ام  الاقرار بها – مهدي المولى

 

لا شك ان الانتخابات  التي جرت في 12 آيار 2018  من اكثر الانتخابات فشلا وخطئا وتزويرا وتقصيرا وخروجا  على القوانين والاعراف بشكل واضح وبتحدي  خلاف ما كان الشعب يعتقد ويتصور

فاذا عذرنا الهيئة المشرفة على الانتخابات السابقة اذا وقعت فيها بعض الاخطاء السلبيات التزوير المفاسد   لان عملية الانتخابات تجربة جديدة على الشعب ومن الطبيعي  يحتاج الى تجربة الى ممارسة الى وقت حتى يتقنها  لكنه اتضح لنا  ان الامور تجري خلاف ما كنا نعتقد ونرى   وهذا خلاف الواقع

من الطبيعى يحتاج الى دراسة دقيقة لواقعنا لفهم هذه الحالة ومعرفتها   هل ان العراقيين  غير مهيئين للديمقراطية وحكم انفسهم بانفسهم   وهذا يعني انهم ضد حكم القانون والمؤسسات القانونية لهذا لا يستسلمون ولا يخضعون الا للطغاة المستبدين وحكم الفرد والعائلة والحزب الواحد  او لحاكم  غير عراقي

ام ان هناك جهات دول خارجية تتحرك سرا لافشال العملية  السياسية السلمية الديمقراطية لخوف هذه الجهات والدول من نجاح العراقيين في تجربتهم واختيارهم  لانها تشكل خطرا على عبوديتهم ووحشيتهم

من الطبيعي الامرين معا هما السبب في هذه الحالة المؤسفة والمؤلمة التي وصل اليها العراقيين   قلة تجربة العراقيين في الديمقراطية والتعددية  وخاصة اساسها الانتخابات  وغلبة  النزعة العشائرية والطائفية والعنصرية لدى العراقيين سهلت للقوى المعادية وخاصة ال سعود الى اشعال نيران الفتن العشائرية والطائفية والعنصرية   بالاغراء تارة وبالارهاب تارة اخرى   وبدأ العراقيون يلوذون في عشائرهم وطوائفهم وقومياتهم ومناطقهم وتخلوا تماما عن العراق حتى اصبحنا لم نسمع اسم العراق  ولا نجد  من يقول انا عراقي   لان كلمة عراقي اصبحت تثير غضب الكثير من هؤلاء العبيد  وتزعجهم بل اصبح التجاوز على اسم العراق من  الامور المحببة  والمرغوب بها مثل لا يشرفني ان اكون عراقيا  او لم الفظ اسم العراق خلال أداء قسم اليمين  الدستورية او طز بالعراق  والكثير من امثالهم والغريب ان هؤلاء من ضمن الطبقة السياسية الحاكمة في العراق يعيشون في ترف ونعيم باموال العراق والعراقيين ومع ذلك لا يؤمنون بالعراق والاغرب من كل ذلك   لا يطالهم القانون بل يتمادون في غيهم والاساءة اكثر للعراق  يشكل علني وتحدي  الويل كل الويل لمن  يقول انا عراقي والعراق هو ابو الكل ويجب ان يحترم ويقدس بل نرى هؤلاء يحترمون  من قبل الحكومة التي تسمي نفسها الحكومة العراقية لا ادري كيف تستقبل شخص يقول طز بالعراق او يقول لا يشرفني ان اكون عراقي بل من ما زال يمجد داعش الوهابية ويتهم الحشد الشعبي المقدس وقواتنا الامنية الباسلة   بقوات  احتلال  بمليشيات رافضية  مجوسية

من هذا يمكننا القول ان  ضعف الحكومة الطبقة السياسية وشغفها في كرسي الحكومة  هما السبب وراء كل ما حدث ويحدث في العراق من مصائب وكوارث وفساد وسوء خدمات وعنف وارهاب وتزوير للانتخابات

فالسياسي في العراق لا يفكر الا في الوصول الى كرسي المسئولية فهو المنقذ والمخلص  وهو الذي يحوله من لا شي الى كل شي لهذا اصبح الوصول الى كرسي المسئولية هو حلم كل اللصوص واهل الرذيلة   في العراق وبما انهم  اهل خبرة وتجربة بعملية التضليل والخداع والسمسرة فانهم من اكثر  المرشحين فوزا في الانتخابات

نعود الى سؤالنا ايهما اكثر خطرا  القبول بالانتخابات   الاخيرة   او الغائها

الحقيقة ان القبول بالانتخابات الفاسدة  المزورة يعني بقبول برلمان فاسد مزور وحكومة فاسدة ومزورة   وهذا يعني ان كل ما يقرره البرلمان الفاسد المزور يعني فاسد ومزور وكل ما تنفذه الحكومة الفاسدة المزورة يعني فاسد ومزور لان البرلمان والحكومة بنيتا على باطل وكل ما بني على باطل فهو باطل   لهذا فالقبول  بالامر الواقع اي بنتائج الانتخابات الفاسدة المزورة يعني القبول بسيادة الفاسدين المزورين وهذا يعني ان العراق والعراقيين الى جهنم سائرون    وكما قال الامام علي اذا فسد الحاكم المسئول فسد المجتمع حتى لو كان افراده  صالحون

اما الغاء الانتخابات  واقالة هيئة مفوضية الانتخابات  واجراء تحقيق  دقيق مع كل موظفي  المحطات الانتخابية ودعوة المواطنين الاحرار  ممن يملكون معلومات  صحيحة وموثقة تقديمها الى اللجنة التحقيقية بهذا الشأن  ومعاقبة من يثبت تقصيره تواطئه  بهذه الجريمة البشعة معاقبة اخفها الاعدام ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة

صحبح سيخسر الشعب بعض المال  وبعض الوقت وزعل وغضب الفاسدين واللصوص وربما تمرد بعض هؤلاء  وهذا امر طبيعي وعلى الحكومة ان تتوقعه وتتخذ كل الاجراءات  الكفيلة في مواجهة تخطيطات هؤلاء بقوة وحزم وبدون لين ولا شفقة