لا شك ان الانتخابات التي جرت في 12 آيار 2018 من اكثر الانتخابات فشلا وخطئا وتزويرا وتقصيرا وخروجا على القوانين والاعراف بشكل واضح وبتحدي خلاف ما كان الشعب يعتقد ويتصور
فاذا عذرنا الهيئة المشرفة على الانتخابات السابقة اذا وقعت فيها بعض الاخطاء السلبيات التزوير المفاسد لان عملية الانتخابات تجربة جديدة على الشعب ومن الطبيعي يحتاج الى تجربة الى ممارسة الى وقت حتى يتقنها لكنه اتضح لنا ان الامور تجري خلاف ما كنا نعتقد ونرى وهذا خلاف الواقع
من الطبيعى يحتاج الى دراسة دقيقة لواقعنا لفهم هذه الحالة ومعرفتها هل ان العراقيين غير مهيئين للديمقراطية وحكم انفسهم بانفسهم وهذا يعني انهم ضد حكم القانون والمؤسسات القانونية لهذا لا يستسلمون ولا يخضعون الا للطغاة المستبدين وحكم الفرد والعائلة والحزب الواحد او لحاكم غير عراقي
ام ان هناك جهات دول خارجية تتحرك سرا لافشال العملية السياسية السلمية الديمقراطية لخوف هذه الجهات والدول من نجاح العراقيين في تجربتهم واختيارهم لانها تشكل خطرا على عبوديتهم ووحشيتهم
من الطبيعي الامرين معا هما السبب في هذه الحالة المؤسفة والمؤلمة التي وصل اليها العراقيين قلة تجربة العراقيين في الديمقراطية والتعددية وخاصة اساسها الانتخابات وغلبة النزعة العشائرية والطائفية والعنصرية لدى العراقيين سهلت للقوى المعادية وخاصة ال سعود الى اشعال نيران الفتن العشائرية والطائفية والعنصرية بالاغراء تارة وبالارهاب تارة اخرى وبدأ العراقيون يلوذون في عشائرهم وطوائفهم وقومياتهم ومناطقهم وتخلوا تماما عن العراق حتى اصبحنا لم نسمع اسم العراق ولا نجد من يقول انا عراقي لان كلمة عراقي اصبحت تثير غضب الكثير من هؤلاء العبيد وتزعجهم بل اصبح التجاوز على اسم العراق من الامور المحببة والمرغوب بها مثل لا يشرفني ان اكون عراقيا او لم الفظ اسم العراق خلال أداء قسم اليمين الدستورية او طز بالعراق والكثير من امثالهم والغريب ان هؤلاء من ضمن الطبقة السياسية الحاكمة في العراق يعيشون في ترف ونعيم باموال العراق والعراقيين ومع ذلك لا يؤمنون بالعراق والاغرب من كل ذلك لا يطالهم القانون بل يتمادون في غيهم والاساءة اكثر للعراق يشكل علني وتحدي الويل كل الويل لمن يقول انا عراقي والعراق هو ابو الكل ويجب ان يحترم ويقدس بل نرى هؤلاء يحترمون من قبل الحكومة التي تسمي نفسها الحكومة العراقية لا ادري كيف تستقبل شخص يقول طز بالعراق او يقول لا يشرفني ان اكون عراقي بل من ما زال يمجد داعش الوهابية ويتهم الحشد الشعبي المقدس وقواتنا الامنية الباسلة بقوات احتلال بمليشيات رافضية مجوسية
من هذا يمكننا القول ان ضعف الحكومة الطبقة السياسية وشغفها في كرسي الحكومة هما السبب وراء كل ما حدث ويحدث في العراق من مصائب وكوارث وفساد وسوء خدمات وعنف وارهاب وتزوير للانتخابات
فالسياسي في العراق لا يفكر الا في الوصول الى كرسي المسئولية فهو المنقذ والمخلص وهو الذي يحوله من لا شي الى كل شي لهذا اصبح الوصول الى كرسي المسئولية هو حلم كل اللصوص واهل الرذيلة في العراق وبما انهم اهل خبرة وتجربة بعملية التضليل والخداع والسمسرة فانهم من اكثر المرشحين فوزا في الانتخابات
نعود الى سؤالنا ايهما اكثر خطرا القبول بالانتخابات الاخيرة او الغائها
الحقيقة ان القبول بالانتخابات الفاسدة المزورة يعني بقبول برلمان فاسد مزور وحكومة فاسدة ومزورة وهذا يعني ان كل ما يقرره البرلمان الفاسد المزور يعني فاسد ومزور وكل ما تنفذه الحكومة الفاسدة المزورة يعني فاسد ومزور لان البرلمان والحكومة بنيتا على باطل وكل ما بني على باطل فهو باطل لهذا فالقبول بالامر الواقع اي بنتائج الانتخابات الفاسدة المزورة يعني القبول بسيادة الفاسدين المزورين وهذا يعني ان العراق والعراقيين الى جهنم سائرون وكما قال الامام علي اذا فسد الحاكم المسئول فسد المجتمع حتى لو كان افراده صالحون
اما الغاء الانتخابات واقالة هيئة مفوضية الانتخابات واجراء تحقيق دقيق مع كل موظفي المحطات الانتخابية ودعوة المواطنين الاحرار ممن يملكون معلومات صحيحة وموثقة تقديمها الى اللجنة التحقيقية بهذا الشأن ومعاقبة من يثبت تقصيره تواطئه بهذه الجريمة البشعة معاقبة اخفها الاعدام ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة
صحبح سيخسر الشعب بعض المال وبعض الوقت وزعل وغضب الفاسدين واللصوص وربما تمرد بعض هؤلاء وهذا امر طبيعي وعلى الحكومة ان تتوقعه وتتخذ كل الاجراءات الكفيلة في مواجهة تخطيطات هؤلاء بقوة وحزم وبدون لين ولا شفقة