يمتاز أهل مدينة عفرين بالطيبة والبساطة، ويعمل الكثير منهم بالزراعة، بل إنّ أهلها متمسكون بالعادات والتقاليد والانتماء، ويبرز أيضاً الطابع الديني والثقافي في هوية أفرادها.
حظيت مدينة عفرين وريفها بإستقبال وفود النازحين من المدن والمحافظات الأخرى؛ لتتحول إلى عاصمةٍ الأمن والأمان للسوريين، وتكاد تكون من المناطق القليلة التي يأمن المدنيين فيها على أنفسهم، لكن هذه الطمأنينة أزعجت الدولة التركيه فاستنفر خلاياه للوشاية، واستدعى مختلف أنواع الطائرات؛ لتنسف مشافيها ومرافقها العامة، ومع العناصر الجهادية و المسلحين المبايعين لداعش سابقا ، الذين لم يكتفوا بمحاربة اهل عفرين بل تقاتلوا و في معارك عنيفة فيما بينهم ، لتتحول المنطقة الآمنة إلى جحيم لا يطاق.
هرب مئات الآلاف من عفرين عبر جبل الموت ، هربا من الرصاصات وقذائف المدافع والدبابات وغارات الطيران العشوائية التي قتلت البشر ودمرت الحجر واقتلعت الشجر، وبحثا عن الأمان بعد أن كانت عفرين المدينة الأمنة الأولى بسوريا , المدينة التي ضمت مئات الآلاف من اللاجئين من كافة المحافظات السورية ، واليوم أحيائها هجرها ساكنوها، خالية من الحياة لا يبدو فيها سوى البيوت المدمرة، وشعب يبحث عن امان و هاربامن الموت .
أخبار المخيمات واللاجئين تتصدر عناوين الصحف والأنباء، أما نحن الذين نزحنا إلى المجهول، فلا يعلم بحالنا إلا الله” .
تستضيف الشهباء أكبر عدد من المهجريين من عفرين وتعيش الغالبية العظمى في المخيمين (برخدان _ سردم ) تعتبر الحياة فيها صراعاً يومياً ، لديهم موارد مالية ضئيلة أو معدومة. حوالي 70 في المائة يعيشون تحت خط الفقر .
رغم الأوضاع الإنسانية السيئة التي يعيشها المدنييون فإن مأساة النازحين بداخل المخيمات قد تكون الأكثر وطأة، مع عجز المنظمات الإغاثية عن تقديم العون لكل النازحين، إضافة إلى الأوضاع المعيشية التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم ، ملقية بظلالها على كافة شرائح المجتمع.
نسبة أخرى من المدنيين ومن بقي بحوزتهم بعض المال ليخلصو انفسهم من المخيمات اتجهو إلى حلب والقامشلي وكوباني وأربيل ولبنان وأخرها اليونان ،سائرين بطرق الموت والتحدي،ما عدا الموت و الدمار هناك من تشوهات و الملامح المحروقة بالكامل، والأجساد التي فقدت أعضاءها وعوائل بالجملة فقدت حياتها، و ناس فقدوا أحبتهم و كلها تحكي حكاية عفرين التي قاومت ثاني اكبر جيش في حلف شمال الأطلسي.
في عفرين المدينة وقراها ، وفي جميع الأحياء وخاصة تلك الأكثر فقراً، تغص البيوت وحتى المحال التجارية بعائلات فقدت منازلها وأعمالها وكل ما تملك بعد أن سيطرت عليها الكتائب المتأسلمة بحجة غنائم الارهابيين التي هي حلال عليهم، , وتحولت الأسواق الصاخبة الهادئة إلى مجرد أزقة للأشباح. والبنية التحتية الأساسية – المستشفيات والمدارس والطرق – دمرت ، وبالكاد تجد من بقي في عفرين إما اختطف أو يقتل بصمت و إما هاجر إلى تركيا عبر دفع آلاف الدولارات والطرق الخطرة للابتعاد عن بطش المرتزقة وحالات الخطف والسرقة والقتل اليومية والتي تتم في الخفاء .
ازدواجية تركيا تجاه الكرد وتجاه العرب باتت واضحة للجميع. لدى الدولة التركية مشروع إخوانى لإعادة المنطقة برمتها إلى العهد العثماني. تركيا غير صادقة فى تقاربها مع الكرد، وغير صادقة فى أي عملية سلام. لدى حزب العدالة والتنمية مشروع خبيث تحت عباءة الديمقراطية الهشة.
لدى العثمانى الصغير – أردوغان، حلم كبير إن تحقق سيكون خطرا على الهوية العربية أيضاً. وسوف يثبت التاريخ أن حزب العدالة والتنمية يمثل خطرا كبيرا على المنطقة بشكل عام.
الكورد أمة سلام لا أمة حرب. بإمكان الكوردي الدفاع عن أرضه وعرضه وشرفه وكرامته حتى آخر نقطة دم ومن غير الممكن أن يطول الامر ، وسيدفعون ثمن جرائمهم آجلاً أم عاجلاً .
الاعلامي : دلجان طوبال