” الشخصية الكاريزمية من تكون ؟ ” – بقلم : سندس النجار

ماهي ألكاريزما ، من اين جاء هذا الاصطلاح ؟

هل بأمكانك بناء شخصية كاريزمية ؟  ومن هو صاحب تلك الشخصية ؟

الكاريزمـــا ، كمصطلح ، كلمةٌ اغريقية الأصل تعني الهبة الآلهية او المنحة الربانية التي ينعم بها بعض الناس .

انها الجاذبية العظمى والحضور الفائق والقيمة الطاغية التي يتمتع بها هؤلاء ، انها المؤثر الودود او سلطة فوق الحدود ، شخصيةٌ تثير الأعجاب والولاء والحماس ولها فتنة غير عادية . اي انها القدرة التي يمتلكها الفرد للتأثيرِ على الآخرين والأرتباط ِ بهم ثقافيا وعاطفيا ونفسيا .

اما الشخص” الكاريزمـــي ” انه ذلك الشخص الذي يبقى عالقا ً بالذاكرة حبا ً ام كرها  ،ً ويتميز بقدراتٍ لا متناهية واهمها السيطرة على المجتمعات والشعوب والافراد . وله تلك النعمة الهائلة ما تجعله زعيما يتسم بقوة ٍ خارقةٍ وقدراتٍ روحية ٍ نادرة ..

الشخصية الكاريزمية ، لها سحرٌ خاص لا يحسّ ُ به الناس العاديون ، وانما هو سحر ٌ يسحر ُ الشعوب والافراد حتى العشقْ والوله حتى وان دمرها او عمّرها كما فعل هتلر !

يتصف بسرعة ألبديهة ، ولا شرط ان يكون متعلما او حاصلا على شهادة اكاديمية ،  ومن ابرز صفاته الحنكة ،  التحدي ، التغيير ، التجدد ْ الدائم ، وله ثقة عالية بالنفس وقدرة ٌُ خارقة على الأقناع . ويكون انسانٌ طيب وخيّر يفيد المجتمع ، وقد يكون انسان شرّير مدمّرا له ، في كلتا الحالتين انه العنصر المؤثرفي المجتمع سلبا ً ام ايجابا ً  .

امثلة على ذلك الرئيس جمال عبد الناصر ..

ولا شرط ان.يكون الكاريزمي متعلما او حاصلا على شهادة اكاديمية ،  فلكل انسان الأمكانية على اكتساب جماهيرية خاصة ومدروسة ولكن يصعب على معظم الناس اكتساب كاريزما تضمن ولاء الجماهير والسيطرة الروحية الكاملة ، الى درجة تعلقهم بصاحب الرسالة اكثر من الرسالة نفسها   على سبيل المثال تعلق الشعب الكردي بزعيمهم الروحي الراحل الملله مصطفى البرزاني ..

ويشير الكاتب ( عمار محمد آدم ) ،

ان الشخصية الكاريزمية مزيج من الحكمة والقوة متمثلتَين في اتخاذ القرار الصحيح في الزمان والمكان الصحيحين ،  لان الكاريزما لا تنتظر ان يشير عليها بفعل ٍ ما !!

ومما يجدر ذكره ،  والذي يقف على درجة عالية من سلّم هذا العنوان هو ان ، للجمال الداخلي دورا رئيسيا في اكتشاف وتغذية هذه الشخصية ، وأن ، لجمال ِ ووسامةِ المظهر اهميةٌ كبرى في تقديرِ حظ ومنال الانسان من العلاقات والمستقبل والقيمة الاجتماعية والحضور ، وهذا ما يبدو للناظر ولكنه لا يمثل الحقيقة او النظرية الثابتة للجمال ككلْ على المدى البعيد .

فالجمال الظاهري لا شك انه يتلاشى مع السنين الجميلة من العمر حيث يبدأ الانسان بمراحل الشيخوخة ويفقد نوعا ما من نظارته ونشاطه وعافيته وعنفوان شبابه وشكله ، فماذا يتبقّى اذن ؟وكيف سيقضي الانسان سنين عمره الباقية القصار الطوال بعيدا عن ذلك الجمال والشباب الذي كان يجعله ليطير بالفِ جناحٍ  ٍوجناح في سماء الحياه الجميلة الرحيبة !!

لنسأل انفسنا ها هنا ،  ما سرْ ذلك الجمال الذي لا ينضبْ مع الزمن ولا علاقة له ، لا بالتبرج او التأنق ولا ادوات ومواد التجميل او العمليات المتنوعة والمتقدمة والتي شمِلت كل شئ في الانسان في هذا الزمن ؟وكل هذا لا يؤثر على ذلك العمر !

انه ( الجمال الداخلي ) !!انه ذلك النور المشع من اعماق الروح البعيدة ،

تلك هي ( الكاريزما ) ..

اذن  .. الكاريزما هي :

ذلك العنصر الذي يتمثل بالجمال الخارق والمخفي في دواخل المرء والمحمي بايمانه الصارم بحيث لا يخالجه ادنى شك ، ولا تحرك ريح امكانيته منها على انه موجود ! نعم موجود  ، على انه اسمى واعظم عمرا ً من جمال الشباب وهو في برعم العمر ، حيث  ينعكس كالنور الوضاّء من العيون وألقٌ  غريب عذِب ومتدفق كماء النهر مدى الحياة ..

ولو عُدنا بذاكرتنا لنماذج ٍ من نجوم التاريخ  والفن والسينما والمجتمع والرياضة ممن يفتقر  لملامح ومؤشرات جمال الشكل كملامح الوجه والجسم الرشيق رغم انهم كانوا في مقتبل شبابهم لكنهم يفوحون بل ويشعّون بجمال ٍ اخّاذ لا احد يدرك في الواقع ما سره او من اين ينبع واين سينتهي !  ومثال ذلك كوكب الشرق ام كلثوم    لم تكن   جميلة الشكل  ، والفنان عادل امام  ليس وسيما ، ولكنهما يمتلكان  تلك النعمة بل الحضارة  التي اوصلتهما لما وصلوا  اليه والى الابد ..
.   ونماذج عديدة عن الزعامات والشخصيات الكاريزمية، منهم البطل الرياضي بيليه

و لينين وديجول وكينيدي ونهرو وعبدالناصر في الوطن العربي  واوربا وامريكا واسيا ..

اكّد علماء النفس ، ان الكاريزما عنصر مهم في شخصية القائد لاهميتها في اجتذاب الجماهير والاحتفاظ بولائها . وتلك الجاذبية يُصعب صُنعُها بالتدريب ولكن يبقى ،  ثمة شخصيات لديها جاذبية خفية تؤثر على القلوب وتحرّك العقول صوب ما تريد دون جهد يُذكر .

ومما يجدر ذكره ،  ان الثقة القوية بالنفس  ال ( فوق العادة ) لمَن يفتقرون الى تلك الجاذبية  ، يحاولون الأستعاضة عنها بدافع الغموض  او الكبرياء الخاوي الذي يصنع شئ من الجاذبية  . ان تلك الحيلة يلجأ اليها السياسيون قصيروا الطول او صغيروا الحجم او فقيروا العقول والضمائر  لان الطول والهامة تشكلان عنصرا جذابا مؤثراً في الشخصيات الكاريزمية ،    مثال ذلك قادة الحكومة العراقية المركزية بالجملة ! .

رُب ّقارئ يسأل هل بأمكان اي انسان من بناء شخصية كاريزمية  ؟

الجواب هو ،  نعم  ، هناك بعض الأسس العلمية والنفسية بأمكان اي انسان ألألتزام بها وتطبيقها تطبيقا منتظماً ومتواصلا ًكي تؤهله ُ للحصول ولو على جزء منها او لربما كلها .

والسؤال يبقى ، كيف لنا العمل على توسيع  وادامة ذلك الجمال ليشمل مجالات اوسع في الحياة ، او كيف لنا خلقه ُ ان لم يكن موجودا اصلا ً ؟

1 ـ المرح الدائم واشراقة الابتسامة،  يخلق منك كائنا ً مشعاّ بالجمال والجاذبية والتوازن النفسي .

2 ـ ضع في مخطط حياتك اهدافا دائمية وأسع َ لها ، لان من الصعب جدا على الانسان ان يحيا بلا اهداف او احلام ، فالاحلام هي التي تقودنا الى الامام وبطفرات عريضة ، وينطبق على هذا قول الشاعر لا يحضرني  اسمه ، ( اعلل َ النفس ِ بالآمال ِ أرقبُها

  ما اضيق َ العيش ِ لولا فسحة ِ ألأمل ِ ! ) .

3 ـ ممارسة ألرياضة البدنية المنتظمة والمتواصلة لرعاية الصحة والرشاقة المطلوبة للجسم الذي يتمركز عنده محور الحياة ، حيث يقول الرئيس  الراحل انور السادات في كتابه عن سيرته الذاتية ، ( رغم انشغالي وشؤوني ووقتي الضيق طوال عمري كنت اركض كل يوم 10 كيلومترات صباحا قبل الفطور لان الرياضة ليست فقط ترويضا للجسم فحسب وانما ترويضا للعقل والنفس وحماية للسلامة الداخلية ) !!

4 ـ التغذية الصحية  الكفيلة ببناء بدن  صحيح قوي وعقل سليم .

5 ـ رعاية النفس عبر تأكيد القيمة الفلسفية لها والحياتية مما يقود الى تعزيز تلك الأيقونة السحرية الكائنة في مملكة الروح .

6 – الحب عامل هام في حماية التوازن الروحي للانسان  مما يؤدي الى ارتفاع ثقته بنفسه و خلق سلوك سليم وصحي والارتقاء  بالتصرفات والتعامل مع الاقران والمجتمع ..

7  ـ عليك ان تدرك هويتك الداخلية ، وعليك بالمصارحة دائما مع نفسك والمصالحة مع ذاتك مما يترتب عليه السلامة الداخلية ، حينها ستعي انت من تكون !

8 ـ امنح جزءاً يسيرًا مما تمنحه لمظهركَ الخارجي ، لذاتك الداخلية  ايضا وما يشمل العقل والروح ، بلا شك سيزهو ويسمو ذاتك وستغدو اكثر رونقا وبهاءا ً بل ستفوح انسانيتك حتى ينعكس تأثيرها على هيكلك ليغمر كل معالم الجسد وملامح الوجه لتفيض ألقة ً وحبا ..

وابق َ ردد مع نفسك ( انا انسان سعيد ، ولي افكار واهداف  سامية  ، ولدي رسالة عظيمة سوف أوأديها بجدارة ، وهناك من يحبني ويحتاجني وينتظرني ) … !!

One Comment on “” الشخصية الكاريزمية من تكون ؟ ” – بقلم : سندس النجار”

  1. موضوع جميل وتطررقت الي اهداف ومهمات في صلب هاذا الموضوع التي تخص كل انسان يريد ان يكون شخصا سليما وكموحا في الحيات. احسنت وننتظر الاخري اك كل التحترام سيدتي الفاصله

Comments are closed.