[[ بمناسبة الضجة التي أثارها ملا كوردى متهرأ تكفيري خرف بحق المطربة الكوردية الشابة ماريا هورامي.]]
لم يكن أحد اعرف برجال الدين من طاغية العراق المقبور . عرف سرّهم ونقطة ضعفهم فاعطى رجال الدين ضعف ما يقبضون من الرواتب الذي كانوا يقبضونها من الاوقاف فأخذوا يتغنون بالسيد الريس والشواهد لا تخفى على من عايش فترة الثمانينات. وفرّ لهم مصدر رزق غير الاوقاف فاخذوا يذكرونه بعد جده العظيم مؤسس الأنفال والإبادة الجماعية والجناية على القاصرات ، وضاعف من رواتبهم واهدى لكل منهم قصرا وسيارة فارهة فاخذوا يعبدونه حتى ان بعضهم اخترع احايث في القادسية لتحريض الشباب وزجهم في أتون معركة حفيد (معركة بدر). واستعانوا بالاحاديث التي تحث على القتال والزواج والأنجاب دون غيرها لأن الشباب المتزوج آثر القتال على الفرار خوفا من بطش النظام بزوجته وأطفاله بعد فراره. واستعملوا في خطبهم كذلك وبكثافة الأحدايث التي تشجع على الأنجاب للتوازن الكمّي بين الجنسين وخاصة بعد أن أصدر “الريِّس” مرسوما يقضي بدفع مكافآت مالية سخية لمن ينجب الولد الخامس. ففي خطب الجمعة شاع ذكر هذه الاحاديث من قبيل : (تكاثروا تناسلوا فاني مُباهٍ بكم الأمم يوم القيامة.) و ( لحصيرة في فناء الدار خير من امرأة لا تلد.) الحصيرة المتهرئة البالية في زاوية قذرة مهملة من اركان البيت خير من امرأة…!! وما ذنب هذه الأمرأة؟ بأي ذنب هتكت وحطت قدرها الى منزلة حصيرة بالية خرق ؟ لا سبب ولا باعث سوى انها لم تلد..! هل هذا قول رشيد؟ هل هذا قول حكيم أو قول من به مس من عفريت؟؟!! لكن رجال الدين تفطنوا وبغريزتهم الفطرية وحدسهم الذي لا يخطأ وحواس شمّهم القوية ل (الفلوس ) وادركوا وبالسرعة البديهية ان من في السماء هِباتُه ومكافآتُه مؤجلة أما هبات هذا الإله الأرضي فنقدية مباشرة فورية .
كتب الفيلسوف الألماني نيتشه :
( أرى أن الدين يستخدم بطريقة نفاقية مرائية ريائية في المجتمع. فرجال الدين ومُسنّي الشرائع يحرمون على عامة الناس مُتع الحياة ومباهجها وملذاتها لا من اجل الدين ونشره وحمايته ولا من اجل نشر المحبة والطيبة والفضيلة فحسب بل لأن هؤلاء هم أنفسهم محرومون من هذه المتع والملذات أصلا لسبب أو لآخر وبسبب القيود التي فرضها عليهم معتقداتهم انفسهم ، فيجدون سعادة ومتعة حقيقية في شجب والتنديد بكل من يريد ان يحيى حياة حرة بلا أغلال ولا قيود وكل من يتمتع بالحياة كما يشاء. وذلك غيرة وحسدا.)
ومن هذه النظرة الى الحياة الحرة المستقلة التي يتمتع بها الشباب العصري التواق الى الإنعتاق من القيود الاجتماعية تهجم ملا كوردى تكفيري سلفي جاهل على المطربة الكوردية الشابة ماريا هورامي.
ركّز على عبارة الفيلسوف(غيرة وحسدا) لنيتشه، وهو الذي قال بشأن هؤلاء اللاهوتيون: (أشعر بأن عليّ أن أغسل يدي كلما صافحت رجل دين.)
ويقول جبران خليل جبران بما يشبه نظرية نيتشة:
(ما قولكم في الكسيح الذي يكره الراقصين؟ وفي الثور الذي يحسب الظبي والأيّل في الغاب من المخاليق المتشردة؟ وفي الأفعى الهرمة التي تعذر عليها نزع جلدها فباتت تعيب على غيرها من الافاعي العِري وقلة الحياء؟ وفي الذي يُبكِر في الذهاب الى العرس حتى اذا تخم من كثرة الأكل عاد من العرس وهو يقول ان كل الولائم هَتكٌ للقانون، وكل الذين يشتركون فيها يمتهنون الشريعة؟)
) النبيّ- ترجمة ميخائيل نعيمة ص 96 )من كتاب
نعم…أفاعي هرمة تتعذر عليهم نزع جلودهم فيعيبون على غيرهم العِري وقلة الحياء وهم أعرى . انهم أتخِمُوا من كثرة الأكل وبطونهم المترهلة العظيمة ورؤوسهم الهائلة الفارغة لشهود بيّنات على انهم إلى الشهوات لأسرع وأضما. يحرمون تلك المتع على العامة بعد أن أُتخِموا منها بالزواج مثنى ورباع وما ملكت أيمانُهم من وراء الستائر والظلام وما يخفى وهم أطغى وأبغى.
يقول حكيم متسائلا تساؤلا بلاغيا – والتساؤل البلاغي لا يحتاج إلى جواب، لأن السؤال البلاغي مُؤكّد ذاتيا:
أليس جميع عناقيد العنب المعلقة العالية البعيدة عن متناول اليد مرّا علقما في شريعة أبن آوى؟!
فرياد
آب – 2019
١: وألله لو أطاحت بيده هذه المطربة او غيرُها لما قصر في ” تقبيل … وقدميها” بدليل كثرة فضائحهم ؟
٢: أكثر الناس غباءاً من يصدقون أن هـولاء من سيدخلونهم الجنة ؟
٣: وأخيراً
عن هـولاء المرائين (المنافقين) قال السيد المسيح
{ يحملون الناس أحمالاً … وهم بأصابعهم لا يلمسونها } ألا تباً للمنافقين ساسة ومعممين ، سلام ؟