مفردات غير عربية في القران الكريم!- مرام مهدي  

هناك كثير من التساؤلات حول وجود كلمات غير عربية قي القران الكريم يتخذها البعض منفذاً للتشكيك بالقران, وكونه كتاباً منزلاً من عند الله

وجودت في كتاب (تاريخ القران) للكاتب الألماني تيودور نولدكه يقول ان لفظه قران نفسها مشتقة من اللفظ السرياني قرياءنا, وتعني الكتاب المقدس

 وعند جمع المسلمين متفقين على أن لفظه القران مشتقة من الفعل العربي قرأ على وزن فعلان .

وهناك كلمات وردت في القران الكريم يقال انها غير عربية منها

اباريق ___سورة الواقعة وهي من. اصل. فارسي

استبرق ——سورة الكهف وهي من اصل اعجمي

اسباط—-سورة البقرة  وهي من اصل عبري

سجيل —-سوره الحجر  وهي من اصل فارسي

تبشيرا —سورةالاسراء وهي من اصل نبطي

ربانيون—-سورة ال عمران وهي من اصل سرياني او عبري

 كيف يكون القران عربياً اذن ؟؟

  يمكن الرد على هذا التشكيك بكون القران بلسان عربي مبين عن طريق

اولاً :ان اللغة العربية واللغات السريانية والارمية والنبطية من اصل واحد  وربما تكون هذا اللغات عربية. في الاصل ولكن بفعل التطور التاريخي اشتقت عنها  وكما ان اللغة العربية والارمية والسريانية والعبرية تعود الى اصل واحد وهي الساميه فليس من الغريب ان تكون هناك الفاظ مشتركين بين اللغات

ثانيا: إن ظاهرة التعريب في كلام العرب، ظاهرة مقررة عند أهل العربية؛ والتعريب ليس أخذًا للكلمة من اللغات الأخرى كما هي ووضعها في اللغة العربية، بل التعريب هو: أن تصاغ اللفظة الأعجمية بالوزن العربي، فتصبح عربية بعد وضعها على وزان الألفاظ العربية، أو -بحسب تعبير أهل العربية- وضعها على تفعيلة من تفعيلات اللغة العربية، وإذا لم تكن على وزان تفعيلاتها، أو لم توافق أي وزن من أوزان العرب، عدلوا فيها بزيادة حرف، أو بنقصان حرف أو حروف، وصاغوها على الوزن العربي، فتصبح على وزان تفعيلاتهم، وحينئذ يأخذونها. يقول سيبويه في هذا الصدد: (كل ما أرادوا أن يعربوه، ألحقوه ببناء كلامهم، كما يُلْحقون الحروف بالحروف العربية) (الكتاب:4/304). ويقول الجوهري في صدد تعريف هذه الظاهرة: ( تعريب الاسم الأعجمي: أن تتفوه به العرب على منهاجها ) (الصحاح: مادة عرب) وقد أفرد ابن دريد في كتابه “الجمهرة” باباً بعنوان: (باب ما تكلمت به العرب من كلام العجم حتى صار كاللغة)

 ثالثاً: ان للتلاقح اللغوي بين الشعوب اثر قوي في كون هناك كلمات مشتركية بين اللغة العربية واللغات السامية الاخرى

هناك الكثير كلمات عبرية المشتقه من اصل عربي بفعل الاختلاط بين العرب وسائر البلدان  الاخرى بشؤون تجارية كاسفار الاعشى الى الحيرة وصحبته لنصراها مع كونه حجة في اللغةفعلقت العرب بهذا الفاظاً اعجمية غيرت بعضها بالنقص من حروفها وجرت الى تخفيف ثقل العجمة ومحاولت استعمالها في اشعارهم حتى جرت مجرى العربي الصحيح

رابعاً :الكلمات الاعجمية التي استخدمها القران كانت مستخدمه من قبل العرب قبل مجيئ الاسلام  وجرت في اشعارهم كقول امرؤ القيس كالسجنجل

مهفهفة بيضاء غير مفاضة

 ترائبها مصقولة كالسجنجل

 مما  يلاحظ ايضاً ان القران الكريم ذكر اخبار الامم السابقة وكما ذكر اسماء غير عربية ك (لوط -نوح-هود-) الا ترى انه ليس غريباً ذكر المفردات غير العربية في ذكر اخبار هؤلاء الامم  والله اعلم

مما يتلخص من الحديث السابق ان القران عربي مبين  ولم توجد اي وثيقة تاريخية تؤكد ان النبي (ص) كان يتكلم او يجيد لغة غير اللغه العربية وكل من يشكك في ذلك انما يظل ويظلل بكونه يريد ان يشكك ويطعن في القران وفي كونه من صنع النبي محمد (ص) وليس منزلاً من الله تعالى

6 Comments on “مفردات غير عربية في القران الكريم!- مرام مهدي  ”

  1. اله خلق السموات والارض في سبعة ايام لكنه لم يستطع ان يصنع كتاباً مجلد لا يمكن تجزئتة ,ما هذا الهراء يا ناس

  2. ١: مصيبة القران ليست فقط في الكلمات الغير عربية بل في كثرة التناقضات والاغلاط الإملائية والتاريخية والجغرافية والدينية ، والانكى قصة الناسخ والمنسوخ ؟

    ٢: معقول إله يناقض كلامه في ليلة وضحاها والملوك لا تفعلها ولو كان في الامر فناها ؟

    ٣: وأخيراً
    هل يعقل أمة تحتفظ بسيف نبيها وشعرة من لحيته وحذائه ، ولا تحتفظ بنسخة من قرأنه ، سلام ؟

  3. ما هذه الضجة التي يختلقها المغفلون , العربية والسريانة لغات من مصدرٍ واحد ومن الطبيعي أن تكون بينهما آلاف الكلمات المشتركة مثل آلاهة / الله ـ شمشة /الشمس , ناشة /ناس حتى أداة الجمع السريانية هي للمؤنث السالم العربي ( وآث/ وآت ), أربا خمشة شتة شوة تمانة/ أربعة خمسة ستة سبعة ثمانية … مثلها ( قري) تعني أنطق غني إقرأ وما العجب في ذلك وأنا أقول السريانية قد سرقت كلماتها من العربية (( أنا آتي كًيبوخ )) قد سرقها السريان من العربية((أنا آتي جنبك )) قرآن مشتقة من قرأ العربية على وزن عطشان غضبان جوعان …. تصريف عربي سليم وكلمة سامي’ صحيحة لا يوجد دليل تاريخي واحد على أ، القرآن هو من الإنجيل أو التوراة , كلها قصص قديمة منتشرة في المجتمع العربي شفاهاً قبل الإسلام إقتبسها النبي العربي من مجتمعه وحسب , ولم يكن في الجزيرة نصرانيٌ واحد , قبل الإسلام, أثناء الحروب المحمدية تنصر أهل نجران وكثيرون غيرهم تهرباً من الزكاة لكن محمد فرض عليهم الجزية فأسلموا ولم يبق فيها نصراني واحد في زمن أبي بكر

  4. توضيح للأخ السندي بعد التحية
    لا توجد كلمة كتبت بالعربية قبل عهد الحجاج الثقفي , لا القرآن ولا غيره, ولا حرفٌ كُتب قبله , مصحف عثمان أو غيره إنما قرائين محفوظة في صدورهم يتلونها شفاهاً ولما كان عثمان هو الخليفة فيكون قرآنه هو النافذ وغيره لا يُعتمد عليه, قصة الحروف السبعة أو الثمانية او المئة بعد المليون خرافات أثبتت البحوث بطلانها كلها
    عربيٌّ لم يكتب كلمة قبل المأمون , الحجاج هو أول من إستعمل فارسياً مستعرباً إسمه نصر بن عاصم , هذا الإسم الذي لم تسمع به أبداً إسمعه الآن هو أول من كتب القرآن بالحروف البدائية غير المنقطة لسيده الحجاج , ولا شيءٌ آخر قد كتب قبل المأمون , إبن إسحق لم يكتب حرفاً من السيرة إنما جمع قصصي لسيرة الرسول وقد نقحت وغربلت عشرات المرات قبل أن تصلنا نسخته المدونة ……. هذا يكفي

  5. ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم….. الخ الايه..ايه ١٠ من سوره الفتح…هل تستطيع ان تحصي عدد الايات التي اشرك الرسول محمد مع الله.. والايه اعلاه غيض من فيض في الاشراك الموجوده في القران الكريم

  6. وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء كَمَآ أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133): سورة الأنعام.
    المختصر المفيد… الى الاخ كاتب المقالة المحترم …اخي العزيز …من حقك ان تفتخر وتمدح القومية العربية التي تنتمي اليها وبنسلك وآصلك ولغتك وكيفية وتأريخ نشأتها وهل القومية العربية ولغتها مختصة فقط لذريتهم وهل حقآ سجلت قوميتك رقمآ قياسيآ في اعماق التأريخ البشري او على الاقل من سلالة ابناء سيدنا النوح عليه السلام …؟
    كلا يا اخي مع الأسف اكثرية اخوة العرب يجهلون ما انزل الله قرءانآ بلغتهم … انتم من ذرية قوم اخرين …كَمَآ أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133): سورة الأنعام.

    اخي كاتب المقالة انك معذور في مبالغة مدحك للغتك ونسلك وذريتك و قوميتك العربية وهل حقا ضاربة في الاعماق التأريخ البشري…؟ مع الأسف هذا مرض نفسي توارثتم (عبر التأريخ) من الأجداد لانكم هجرتم القرأن الكريم وهذا ما يشتكي رسول الله لربه …وَقَالَ الرَّسُول يَا رَبّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآن مَهْجُورًا }(وَقَالَ الرَّسُول } … الْآيَة : يَهْجُرُونَ فِيهِ بِالْقَوْلِ . قَالَ مُجَاهِد : وَقَوْله : { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ }( يَا رَبّ إِنَّ قَوْمِي الَّذِينَ بَعَثْتنِي إِلَيْهِمْ لِأَدْعُوهُمْ إِلَى تَوْحِيدك اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآن مَهْجُورًا . ) ( لَا يُرِيدُونَ أَنْ يَسْمَعُوهُ , وَإِنْ دُعُوا إِلَى اللَّه قَالُوا لَا . وَقَرَأَ : { وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ } (قوله { وقال الرسول يا رب } يريد محمدا صلى الله عليه وسلم، يشكوهم إلى الله تعالى. { إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} أي قالوا فيه غير الحق من أنه سحر وشعر؛ عن مجاهد والنخعي. وقيل : معنى { مهجورا} أي متروكا؛ فعزاه الله تبارك وتعالى وسلاه بقوله { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين} أي كما جعلنا لك يا محمد عدوا من مشركي قومك – وهو أبو جهل في قول ابن عباس – فكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من مشركي قومه، فاصبر، لأمري كما صبروا، فإني هاديك وناصرك على كل من ناوأك. وقد قيل : إن قول الرسول { يا رب} إنما يقوله يوم القيامة؛ أي هجروا القرآن وهجروني وكذبوني. وقال أنس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من تعلم القرآن وعلق مصحفه لم يتعاهده ولم ينظر فيه جاء يوم القيامة متعلقا به يقول يا رب العالمين إن عبدك هذا اتخذني مهجورا فاقض بيني وبينه). ذكره الثعلبي. { وكفى بربك هاديا ونصيرا} نصب على الحال أو التمييز، أي يهديك وينصرك فلا تبال بمن عاداك. ) يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَقَالَ الرَّسُول يَوْم يَعَضّ الظَّالِم عَلَى يَدَيْهِ : يَا رَبّ إِنَّ قَوْمِي الَّذِينَ بَعَثْتنِي إِلَيْهِمْ لِأَدْعُوهُمْ إِلَى تَوْحِيدك اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآن مَهْجُورًا . اخي انتم يا اخوة العرب من ذرية قوم اخرين وجديد نشأة

    على أن الخَلْق من طين ذو علاقة بتطور الأنواع، فيكمن في قوله تعالى، والذي أكد لنا المولى، عز وجل، عليه عندما أخبرنا أنه، جل شأنه، قادر على أن يذهب الناس ويستخلف من بعدهم خَلْقاً آخرين،
    بالإضافة إلي التكاثر، فإن إنقراض الأنواع وإستخلافها بأنواع أخرى يمثل أقوى دعائم نظرية النشؤ والتطور، وهذا ما تؤكد عليه الآية السالفة. أوضح لنا، جل شأنه، في هذه الآية، أن هذا الإستخلاف يتم بنفس الشاكلة التي يتم عليها خُلِق الناس من ذرية قوم آخرين، أي بالتكاثر الجنسي: “كَمَآ أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ”. وهنا إشارة جلية إلى إمكانية خَلْق أنواع أخرى من الناس، عن سبيل التطور، والذي يتم عن طريق التكاثر الجنسي. هذا وقد أكد المولى، عز وجل، فكرة إستخلاف أنواع آخرى للناس في سورتي إبراهيم وفاطر:
    أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19): سورة إبراهيم (14).
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16): سورة فاطر (35).

    ما يؤكد أن هذا الخَلْق الجديد ليس من الناس، قوله تعالى، أنه إن شاء سيأتي بهذا الخَلْق الجديد بعدما يذهب جميع الناس. ولعله، جل شأنه، إذا أراد أن يقول أن هولاء الخَلْق الجديد سيكونوا من ذرية الناس، لوصفهم بال: “آخرين”، كما ورد في العديد من الآيات القرآنية، والتي نقتطف منها:
    إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا (133): سورة النساء (4).
    وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11): سورة الأنبياء (21).
    ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ (42): سورة المؤمنون (23).

    وقد يقول قائل أني أَدَّعي أن الناس سينقرضوا يوماً ما، وأن أنواعاً أخرى سوف تحل محلهم. لكني أود أن أقول هنا بصريح العبارة، أن المولى، جل شأنه، أراد أن يؤكد لنا من خلال الآيات السابقة، على مبدئين أساسيين، أولها أن المولى، عز وجل، قادر من حيث المبدأ، على قرض الجنس الإنساني، وإحلال نوع آخر أو أنواع أخرى من المخلوقات محله: “إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء”. و يدل ثانيهما أن إحلال نوعٍ من المخلوقات محل نوع آخر يكون بالتكاثر الجنسي، والذي حدث من خلاله إحلال الناس الحاليين محل قوم آخرين: “كَمَآ أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ”. فالحديث هنا يدور حول مبدأ إحلال نوعٍ محل نوعٍ آخر عن طريق النشوء والتطور، وليس حول إحلال مخلوقات أخرى محل الناس مستقبلاً، لأن القرآن الكريم بين لنا، في العديد من الآيات، أن الجنس الإنساني سوف يستمر إلى يوم القيامة.

    أن الحياة في الأرض بدأت من الطين الذي إنبثقت منه أول سلالة، كونت الأصل الذي خُلِق منه الأنسان، بل وجميع أنواع المخلوقات الأرضية. إرتقت هذه السلالة بعد ذلك إلى سلالات تتكاثر بالماء المهين وتحمل أجنتها في القرار المكين، والتي إرتقت هي الأخرى وتشعبت، وكان الإنسان أحد نتاجها. وقد أكد لنا القرآن الكريم أن المولى، جل شأنه، قادر أن يخلق من الإنسان أنواعاً أخرى تختلف عنه تماماً، عن سبيل التكاثر الجنسي. كما أن القرآن الكريم ميز بين الخَلْق من تراب، المرادف للتكاثر الجنسي، وبين الخَلْق من طين، والذي يشير إلى خَلْق وتطور الحياة في الأرض منذ أن إنبثقت أول حياة فيها. وتمثل نصوص الخلق من طين أول وصف دقيق لما صار يعرف مؤخراً بالتطور والإرتقاء كما تم تضمينه في نظرية النشؤ والتطور بعد ألفٍ ونيف من السنين.

    فلو تأمل فقهاؤنا في هذه الآيات من قبل عهد دارون، صاحب النظرية، لأوضحوا للعالم أجمع، أن القرآن الكريم تطرق لتطور الحياة في الأرض قبل 14 قرن من الزمان. ولو أنهم فعلوا ذلك لعَلِم العالم بأسره، أن نظرية النشؤ هي في حقيقة الأمر من أعظم الأدلة على وجود الخالق. لكني أجزم أنه لم يفت الأوان أن نقول لعلماء ومؤيدي نظرية التطور أن ما أتيتم به قبل قرن من الزمان، ليس جديداً بالنسبة لنا، فقد فَصَّل لنا المولى، عز وجل، في كتابه الكريم فيه، في عهدٍ ما كانت تخطر فيه مثل هذه الأفكار بخيال بشر. لكن قبل أن نقنع العالم بإعجازات القرآن الكريم، لابد أن يقتنع علماؤنا وفقهاؤنا أولاً بها.

    فإن وصف لنا القرآن الكريم أطوار الخَلْق من طين بمنتهي الدقة، وإن أثبت العلم الحديث صحة هذه الأطوار، أليس من الأجدر بالمسلمين أن يحاولوا التعرف على النظرية التي أثبتت نبؤة القرآن الكريم قبل 14 قرنٍ من الزمان؟ وهل سنظل نرفض نظرية التطور بمجرد أن بعض علمائها زعموا أنها تنفي وجود الله؟ فدارون ومن جاء بعده من علماء التطور لم يفعلوا أكثر من إكتشاف القوانين التي تحكم عملية التطور، والتي يمكن تلخيصها في قوله تعالي: “كُن فَيَكُون”. “كُن فَيَكُون” هي، أيها القارئ الكريم، الشفرة التي تحتوي على جميع القوانين التي تحكم خَلْق الكون ومن وما عليه، من قبل أن تكون السموات والأرض رتقاً، وإلى أن يرث المولى القدير الكون ومن وما عليه.

    وماذا سيكون رد فعلنا إذا قال لنا بعض علماء الفيزياء أن وجود الجاذبية الأرضية ينفي وجود الله تعالى؟ أننبذ قانون الجاذبية أم نقول لذلك العالِم أن هذا القانون يدخل ضمن قاعدة: “كُن فَيَكُون”؟ وإذا قال لنا أحد الملحدين أن حدوث التطور لا يحتاج لخالق، لأن الإنتخاب الطبيعي يحدث من تلقاء نفسه، فليكن ردنا له: “هل يثبت وقوع تفاحة نيتون من تلقاء نفسها عدم وجود الخالق؟”. وعلى المسلم أيضاً أن ينبذ المفاهيم الخاطئة التي نقلناها من كتب اليهود عن الخَلْق، والتي أخذ عنها العديد من رواد التفسير، بل ووجدت طريقها إلى بعض روايات الحديث. كما يجب على المسلم أن يميز بين نظرية التطور وبين ما إستنتجه بعض العلماء الذين أسهموا ببحثوهم وفكرهم فيها، من أن هذه النظرية تثبت عدم وجود الخالق.

    ولابد للمسلم من التمييز بين الحقائق العلمية وبين المعتقدات والآراء الشخصية للعلماء الذين إكتشفوا هذه الحقائق. إنَّ واجبنا كمسلمين أن نقول لهم أَن مَنْ سَّن قوانين التطور قد بَيَّنَ لنا في كتابه العزيز عن أمر هذا التطور قبل 14 قرن من الزمان، لكي تؤمنوا به عندما تطلعوا على هذه التفاصيل، وتكتشفوا أن من أورد هذه التفاصيل هو الذي سن أيضاً قوانين التطور التي إكتشفتموها اليوم. هو الذي فعل ذلك لكي تكفوا عن إدعائكم من أن النبي الأمي محمد (ص) هو من كتب القرآن الكريم، لأن لا أحد في عهد محمد (ص) كان على علم بنظرية التطور. فهل سيكون قولي هذا دافعاً للمسلمين أن يتفهموا هذه نظرية، وأن يتخذوا من ذلك الفهم وسيلة إلى إقناع غير المسلمين بوجود
    الله تعالى؟

    وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16): سورة المؤمنون (23).

    قال معظم رواد التفسير أن في قوله تعالى: “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ” إشارة إلى آدم. وقالوا أن الآيتين التاليتين لها تصفان خَلْق بقية الناس في الأرحام. لكن يتصف هذا التفسير بالعديد من نقاط الضعف، أهمها أن رواد التفسير ذكروا أن: “الْإِنسَانَ” تشير إلي آدم في الآية 12، وإلي ذريته في الآيتين 13 و 14، بينما تشير إلي جميع الناس في الآيتين 15 و 16. وربما حدت مصادر الضعف هذه بالزمخشري والرازي أن يفسرا الآيات السالفة على نحوٍ مختلف عن غيرهما من رواد التفسير، حيث رجحا أن الآيات 12 – 14 تشير إلى خَلْق جوهر الإنسان أولاً طيناً، ثم جعل جوهره بعد ذلك نطفةً إستقرت في الرحم، أو القرار المكين. وهنا نلحظ أيضاً جنوحهما إلى التمييز بين الإنسان وبين آدم.
    رأى معظم رواد التفسير أن في قوله تعالى: “ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ” دلالة، إما على نفخ الروح في الجنين أو إلى خروجه من بطن أمه. لكن، على عكس نصوص الخَلْق من طين فقد وصفت نصوص الخَلْق من تراب (الآية 5 من سورة الحج والآية 67 من سورة غافر) الإنسان بعد خروجه من بطن أمه بالطفل: “ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا”، وليس بالخَلْق الآخر. يتمثل الدليل على أن إنشاء الإنسان خَلْقاً آخر لا يدل على خروج الطفل من رحم أمه في البحث عن تكرار: “آخر” و: “نشأ” ومشتقاتهما في القرآن الكريم. فقد وردت: “آخر” فيه فقط بمعنى الأجول أو التأخير. كما أن النصوص التي تطرقت إلى نشأة الناس تدل إما على نشأتهم من أناس أخرين:
    أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (6): سورة الأنعام (6).
    وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء كَمَآ أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133): سورة الأنعام.
    وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11): سورة الأنبياء (21).
    ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (31): سورة المؤمنون (23).

    أو أنها تدل على نشأة الناس من نفس مختلفة عنهم، أو ما وصفتها الآية الكريمة بالنفس الواحدة:
    وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98): سورة الأنعام (6).

    أو أنها تدل على نشأة الأجنة من أناس أخرين، هما الأب والأم.
    الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32): سورة النجم (53).

    وبالمثل فإن الآية 32 من سورة النجم تؤكد تأكيداً قاطعاً أن المولى، عز وجل، يُنشئ الجنين في بطن أمه خَلْقاً آخر، ولكنه لا ينشئه خَلْقاً آخر عندما يخرج من بطن أمه. فالجنين ينشأ في بطن أمه خَلْقاً آخر لأنه ينتج من أبوين مختلفين عنه. أما عندما يخرج الطفل من بطن أمه، فإنه لا ينشأ خَلْقاً آخر، لأنه نفس المخلوق الذي كان في بطن أمه عندما كان جنيناً، ولكنه إنتقل فقط من طور الخَلْق في الأرحام إلى طور الطفولة. فإذا إستهدينا بما ورد في القرآن الكريم من معنى: “آخر”، لتبين لنا أن قوله تعالى: “ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ” إما أن يعني: “ثم أنشأناه خَلْقاً يختلف عن الخَلْق الذي كان عليه”، أو أنه يعني: “ثم أنشأناه خَلْقاً متأخراً (زمنيا) عن المخَلوقات التي عاشت قبله”، وكلا المعنيين جائز في وصف ذلك الخَلْق الآخر. فإن وصفت آيات الخَلْق من تراب الطفولة على أنها طور من أطوار حياة الإنسان، وليس بالخَلْق الآخر، ألا يرجح ذلك إحتمال أن الخَلْق الآخر تشير إلى الإنسان الذي خُلِق خَلْقاً آخراً مختلفاً

Comments are closed.