قُدسية الملائكة (2-3) – – خالد علوكة –

 

يقول الله للملائكة باني جاعل في الارض خليفة هل هو في شخص آدم حصرا ، أم غرض قديم في معناه ؟ رغم اعتراض الملائكة بانه يفسد فيها ولكن كيف عرفت الملائكة الامر بفساد بنى آدم ؟ اننا امام اشكالية ربما الله اخبرهم بفساد بني آدم !! ولكن كيف يسجدوا لفاسد ؟ وهل انقرض الناس السابقون لادم قبل استخلافه ؟ . وفي كتاب الزوهارعبريا تعنى الضياء تقول ((احتج الملائكة على خلق آدم بقولهم {أفي الكون إلهين ؟! } فصغره الله وجعل له جسما من تراب )) .. فيما ايسيدوروس في كتاب الخير الاعظم 1ب 12 يقول ان الملائكة يعرفون امور كثيرة بالتجربة ) والتجربة تحصل بتكرار التذكر كما في الالهيات 1ب1 . فيما خزعل الماجدي  يقول ( بعد ساعة من خلق آدم طلب الله من الملائكة أن يُسموا الحيوانات ففشلوا ثم طلب من آدم ذلك فنجح وهكذا أثبت للملائكة بان آدم أفضل منهم واكثر حكمة ).

اكثر الاديان تحدثت عن رفض سجود ابليس لآدم هو الاسلام ويليها المسيحية (وليس تجد اثر في القرآن الكريم من سقوط للملائكة من طبيعة عليا الى دنيا – حسب عباس محمود العقاد في كتابه ابليس ص116 ) وفي القرآن  قال للملائكة اسجدوا لادم ورفض ابليس وتكبر ورد بقوله : ( أنظرني إلى يوم يبعثون( الاعراف 14 ) قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ( الحجر 37 – 38 )  وفي سورة اخرى يقول لايعصون  الله ما امرهم ويفعلون مايؤمرون (التحريم 6) – ويقول عبد الكريم الجيلي (بان ابليس في نهاية الزمان سوف يحصل على رؤية ورضوان الله .) هل هذا تكريم له !! بينما نجد في نهج البلاغة للامام علي يقول ( وأعد له – اي ابليس – في ألآخرة سعيراً) والسؤال كيف الله يأمر المخلوق بالسجود للمخلوق ويشجع المخلوق بالشرك به !؟  وايضا كيف امام الله اغوى ابليس آدم وحواء ؟ كما يقول عباس محمود العقاد . المهم ابليس التمس البقاء بالسماح له من الرب وابقاه لليوم المعلوم ..وفي الخبر:  يرد ابليس ما الحكمة في ذلك بعد ! لو أهلكنى فى الحال استراح آدم والخلق مني وما بقى شر فى العالم ؟ أليس بقاء العالم على نظام الخير خيرا من امتزاجه بالشر؟.

هل جعل نفخ الروح في آدم هو السبب الموجب لسجود الملائكة – ؟  (القشيري في كتابه الرسالة القشيرية) .  وفي نهج البلاغة للامام علي نقرأ سؤالا وجوابه (( لماذا لم يخلق الله آدم من نور ؟ وجوابه لو فعل لظلت له الاعناق خاضعة ولخفت البلوى فيه على الملائكة ولكن الله يبتلي خلقه ببعض مايجهلون اصله تمييزا بالاختبار لهم ، ونفيا للاستكبارعنهم وابعادا للخيلاء منهم ))  وتعتبر اول شبهة وقعت في الخليقة شبهت ابليس او الشيطان حتى اصبحوا أعداد من الشياطين او الابالسة بعد ان كان واحد وهل فرخ اصبح له افواج ؟ وهو في لعنة الله وقد اخرج من الجنة الى اين ؟ هل نزل للارض ؟ ليغوينهم ويفتك بالبشر الذي فضله على جميع خلائق الله ، وكيف مكنه الرب واطلقة للجنة ثانية ليخرج ابونا آدم من الجنة كما في الاديان  ؟. وفي تكوين 1-31 ( فاذا هو حسن جدا من اين أتى الشيطان ؟ ) ونقرأ في كتاب المعتقدات الدينية ل رينه لابارت ص 388 في قصيدة اكدية لعلم الالهيات البابلي 23 أ { مهما نظرت الى العالم فان الدلائل متباينه كلا ، إن الله لايسد الطريق على الشيطان } !! .

وتكوين 1: 26 عن الانسان يقول (ليتسلط على الخليقة كلها )  لقد أخذ ابليس طورا كبيرا في الاديان من العصيان والمجادلة فيما اديان تقول { لاسجود للملائكة ولاعبادة تقام لغير الله }  فكيف يعصى لله امرا من احد ؟ وهو خالقه او صانعه – ( لعله من مقتضى رفضه تنبأ الارادة ان تطمئن فيه او تنبوعنه … حسب الاكويني توما ) .

ويقول اوريجانوس * : في كتاب المبادئ 3ب2(لو فرضنا عدم وجود الشيطان لكان ايضا للبشر شهوة الطعام والنكاح ونحوها ) وغريغوريوس : يقول( في ان الشياطين لايحاربون البشر لان الملائكة تولوا حراسة البشر ).  ومهما يكن من الحدث والحادثة والسقوط واللعن وبقاءه ( فان ليس شئ يقاوم التدبير الالهي وان الملائكة وان قدروا ان يفعلوا شيئا على خلاف الطبيعة الجسمانية لايقدرون ان يفعلو شيئا على خلاف ترتيب الخليقة – حسب توما الاكويني ) .

قد نجد خطيئة آدم كبشر واردة لكون بقائه في الجنه غير نهائي واراد الخلود مع الله ولم يسمح له فمكتوب الخلود لله وحده ، وبسببها طرد من الجنه بعد معرفته واكله من شجرة الحياة ! وهكذا فَقَدَ اوخسر ادم وحواء (الخلود الالهي ) واستبدلا بالخلود عبر التكاثر . ولايجوز ان نقول بان آدم طرد من الجنه بسبب المعصية لان المعصية اعقبتها توبة مقبولة ثم نبوة . أما الجنه فكانت مرحلة من مراحل الاعداد للخلافة على الارض (حسب النت ) . وبينما نجد موت آدم رغم عدم سجود ابليس له وبقاء ابليس حي لحين يبعثون نجد لها امرا مختلف فيه وليس عليه من ورودها في الاديان حيث بقاءه جزء من خلوده ، وابقاه الله اسوة  بالملائكة والجن ؟ بينما آدم وانبياء ورسل واولياء صالحين أسسوا اديان ومذاهب توفاهم الله ؟ وهم في ذم ابليس ليل ونهار في هذه الحياة الفانية !! هل ربما ذلك لان ابليس صورة قائمة بانفسها كالملائكة !!! وايضا بعض الاشياء يستحيل افسادها كالجواهر الروحانية والاجرام السماوية حتى لو انقطع عنها فعل الله ) – كتاب الخلاصة اللاهوتية توما الاكويني – .

واصل كلمة ابليس من الاغريقية  Devilحيث يسمى Diabolos وتعنى القذف اوالمتهم . والشيطان كلمة عبرية من جذر شطى اي مقاوم ،معارض ، متهم – وساتان عبرية من ست الاله المصري وفي الزرادشتية اسمه أهريمان وفي اليهودية عزازيل ويعني هذا الاسم { الله القوي } وقوة الله من عزا وعزز ، وفي المسيحية لوسيفر حامل الضياء ، وفي الاسلام الشيطان . {وفي تراث وادي الرافدين  نجد اسم عزازيل كلقب (إله القمر سين ) وفي بابل وكان يصورونه على شكل هلال يقاربونه شكل قرني العجل – } من كتاب انبياء سومريون ل خزعل الماجدي .

في ديوان عبدالقادر كيلاني لمؤلفه د.يوسف زيدان (سأل يارب من أي شئ خلقت الملائكة : قال خلقتهم من نور الانسان وخلقت الانسان من نوري ) نرى في الباطن وارد ذلك رغم خلق الملائكة قبل الانسان ومنه نستشف سبب آخر في فهم معضلة السجود ولما الرب امر ملائكته بالسجود لآدم ؟ لعله قصد انسان مخلوق في بال الله قبل ظهوره للملائكة !!! فيما يقول خزعل الماجدي (أما ارواح الناس فقد خلقت قبل خلق العالم  وخلق الله مكانا لكل روح سواء في السماء او في الجحيم ) .

واوغسطينوس يقول : ان الله لايفعل شيئا خارقا لمساق الطبيعة العادي لانه ليس يفعل شيئا ضد نفسه – (فيما يقول يوحنا الدمشقي  الكفر ليس خطيئة فان كل خطيئة هي ضد الطبيعه ) بينما نقارن في قول يو 22:15 ( لو لم آت واكلمهم لم تكن لهم خطيئة ! ) لعله هنا قصد المسيح او ابليس ! والكفر خطيئة في كل الاحوال وهو اعظم الخطايا . وفي قول ( لبشر الهلالي البغدادي 825م ان الله تعالى ماوالى مؤمنا في حال إيمانه ولاعادى كافرا في حال كفره ) فيما نجد في سورة فاطر 39 من القران الكريم ( هو الذي جعلكم خلائق في الارض فمن كفر فعليه كفره ) وعند فراس السواح في كتابه الرحمن والشيطان : فان مفهوم الخطيئة الاصلية غير موجودة في القران اي خطئية ادم .

والخطيئة تحدث من النفس ولكن الكفر يحصل خارج القدرة و(يعتبر الكفر خطيئة عنداحتقار الدعوة الى الايمان – والمؤمنين لايمكن ان يعيشوا بلا خطيئة لعدم انتفاء الخطيئة بغير الايمان الخلاصة اللاهوتية ج5 توما الاكويني  – ويمكن رجوع الانسان عن الخطيئة وايضا مخافة الرب تنفي الخطيئة. وليس المرتد عن الايمان كافر حيث قديسين عملوا باخلاص مع اسيادهم مثال نبي يوسف مع فرعون مصر ونبي دانيال مع نبوخذ نصر.

له تتمه ج/3