اطماع  تركيا الى اين؟!- بقلم: مصطفى باكو

 

كل يوم تكشف لنا حكومة تركيا بقيادة اردوغان عن اطماع جديدة وهي سبب ازامات المنطقة وكوارثها وعدم استقرارها.

اردوغان مع حزب العدالة والتنمية يريدون عودة الخلافة العثمانية البائدة بعد مئة عام من اندثارها ويريدون اعادة عجلة التاريخ للوراء لانهم اي اردوغان وحزبه يعتقدون بان الخلافة العثمانية هو ارث تركي وان الاراضي والشعوب التى كانت ترزح تحت حكم هذه الخلافة هو ملك الاتراك ونسى اردوغان وحزبه بانهم جاؤا من اواسط اسيا الى المنطقة على ظهور الخيل كغزاة واستوطنوا في اراضي الغير والتي هي كانت اراضي يونانية وكردية وارمنية.

واعتنقوا الدين الاسلامي ودخلوا في جيش الخلافة العباسية لانهم لايتقنون غير القتل والغزو والنهب واستولوا على الخلافة العباسية وحولوها الى الخلافة العثمانية.

ولكن الاهم من هذا كله هو ان اردوغان وحزبه نسوا بان الخلافة العثمانية لم تكن خلافة قومية او عرقية وانما كانت خلافة اسلامية اي ليست للاتراك وحدهم وانما لكل الشعوب الاسلامية.

ونسي اردوغان وجماعته من اخوان المسلمين الذين يروجون لمشروعه أيضاً بان الاتراك هم سبب انهيار الخلافة العثمانية وانهاء الحكم الاسلامي وتفتت الامة الاسلامية لشعوب ودول متفرقة وضعيفة الى جانب الجهل والتخلف الذي جلبوه للامة الاسلامية بعد ان كانت هذه المنطقة منارة للعلم والعلماء، واليوم الامة الاسلامية تعيش على هامش التاريخ والحضارة وذلك بفضل العثمانين اجداد اردوغان.

ان دل هذا على شئ فهو يدل على العنصرية والشوفينية التركية القائمة على الاعتقاد بان الاتراك هم العرق المتفوق على باقي شعوب المنطقة وبانهم اسيادها ويجب اعادة هذه الشعوب الى الحضيرة التركية والتي هي الوريث الشرعي للخلافة العثمانية البائدة بسبب الظلم والاضطهاد والفقر والجهل الذي كانوا يمارسونه على باقي الشعوب الخلافة العثمانية.

واخر صرعات اردوغان وحزبه هي نشر خريطة نفوذ تركيا حتى عام 2050 وهذه الخريطة التى نشرتها قناة TRT1 المقربة من الحزب الحاكم والتي تُظهر توسع تركيا من كازاخستان وتركمانستان شرقا امتدادا إلى ليبيا غربا.

وتشمل خريطة النفوذ كل الدول التى كانت تحت سيطرة الخلافة العثمانية من سوريا ولبنان العراق والأردن ومصر وليبيا وشبه الجزيرة العربية ومن ضمنها دول الخليج واليونان وقبرص إضافة إلى لقوقاز وبعض الأقاليم بجنوب روسيا.

والاهم من هذا كله ان تلك الخريطة استثنت اسرائيل والسؤال: هل كانت اسرائيل قائمة في عهد الخلافة العثمانية ام ان فلسطين لم تكن موجودة ضمن اراضي الخلافة العثمانية؟!

واستثنى ايضا ايران بحدودها الحالية.

ولكن اترك استثناء اسرائيل برسم الشعب الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام الذي يطبل ويزمر لاردوغان ولمشروعة التوسعي ليل نهار.

 

سراييفو: 25.02.2021

2 Comments on “اطماع  تركيا الى اين؟!- بقلم: مصطفى باكو”

  1. دام قلمك صديقي العزيز
    اظن هذا الحلم ستصبح سكينة لكي تنحر تركيا نفسها.ليس بعيدآ سيدرك بعض الأتراك الشرفاء بأن اردوغان يقود تركيا نحو الهاوية وسينقلبون عليه قبل أن يتحقق حلمه.

    1. طبعاً ياشاعرنا Avdo Heseno المحترم هذا هو حلم اردوغان وحزب العدالة والتنمية وبعض الاسلاميين الاتراك, الذين يحنون لايام الامبراطورية العثمانية.
      ولكن العصر تغير ولقد ولى زمن الامبراطويات, وتركيا ليست قوة عظمة لاتستطيع التحرك شبراً واحد دون موافقة الدول العظمى.
      ولكن كما قلت هذه الاطماع سوف تكون السبب في نهاية حكم اردوغان وحزبه.

Comments are closed.