نفق الحرية – بقلم: مصطفى باكو

 

وفكرت ملياً لماذا لم تتكلل هذه العملية الجبارة والمستحيلة بالنجاح، حيث كنت اتوقع بان اسمع اخبارهم بانهم قد وصلوا لبر الامان في احد الدول العربية ولكن خاب ظني رغم انه كان علي ان افرح وان اتعاطف مع الحكومة الاسرائيلة التى ألقت القبض عليهم، والسبب بذلك ان الفلسطينيين دائماً وابداً كانوا وما زالوا يقفون ضد تطلعات الشعب الكردي في الحرية والاستقلال ويقفون مع اعداء الكرد سواء كانوا عرباً كما هو الحال مع صدام حسين المجرم حيث يوجد له تمثال في فلسطين على انه بطل عربي او سواء كان غير عربي كما هو الحال مع النظام التركي حيث يقفون ويتضامنون معه وحدث ذلك اثناء احتلال تركيا لمناطق كردية في سوريا، حيث خرجوا بمظاهرات تضامنية مع الجيش التركي، بينما كان من الواجب ان يتفهموا قضيتنا اكثر من غيرهم لانهم يعانون من الاحتلال مثلنا، وايضا للاكراد الكثير من الافضال على الشعب الفلسطيني وعلى قضيته العادلة، انظر انا هنا اقول عن قضيتهم لاشعورياً بانها عادلة بينما هم لايقول عن قضيتنا بانها عادلة، وانما كل العرب يصفوننا باسرائيل ثانية وبافضل الحالات يقولون عنا انفصاليين رغم اننا نحن الضحية التى لاقت الويلات من مدابح ومجازر وحرق وتدمير وملاحقات وسجن واعتقال من العرب وليس العكس، ومن اهم افضال الكرد على الفلسطينيين هو ان جدنا البطل الكردي صلاح الدين الايوبي حرر لهم الاقصى من الاحتلال الفرنجي وسلمها لهم على طبق من ذهب بينما هم لم يستطيعوا ان يحافظوا عليها وسلموها لليهود على طبق من ذهب، ورغم ذلك ومن ايام الثورة العربية الكبرى ونحن ناضلنا معهم من اجل تحرير فلسطين وقدمنا الالاف الشهداء من الكرد في الحروب العربية ضد الاحتلال الاسرائيلي في حرب ٤٨ وحرب ٦٧ وحرب ٧٣ واخير ابطال ب ك ك سطروا ملاحم البطولة في معركة قلعة الشقيف بلبنان، والفلسطيين مازالوا يقولوا عنا اسرائيل ثانية!!!.لقد صعقت بخبر إلقاء على جميع ابطال نفق الحرية.

لنترك الفلسطينيين لضميرهم ونعود لموضوعنا وهو إلقاء القبض على جميع ابطال نفق الحرية، لماذا لم يتكلل تلك العملية بالنجاح؟! وانتهت نهاية مأساوية، السبب الاول هو عدم التخطيط للعملية بشكل كامل وماذا بعد الخروج هذا السؤال لم يفكر به احد من السجناء وانما كان كل همهم هو الخروج، ولكن اين بعد ذلك تركوها للقدر وللظروف وهذا ماحدث بالفعل حيث لم يكونوا يعرفون ماذا بعد والى اين، لهذا اصبحوا يحومون حول انفسهم دون هدف وخطة، وممكن كانوا يأملون بإلتفاف الشعب الفلسطيني حولهم وقيام منظمات انسانية وحقوقية بتبني قضيتهم وتصبح قضية رأي عام دولي ويتلقوا تعاطف دولي معهم ولكن لم تجري الامور كما كانوا يظنون.

اما السبب الثاني هو عدم التنسيق مع جهات فلسطينية من خارج السجن وخاصة الجميع كانوا منظمين سياسياً وهذا ممكن ان نبرره لهم بالخوف من تفشي الخبر واكتشاف امرهم وفشل عملية الخروج من السجن.

والسبب الثالث هو ان الانسان في المجتمع العربي رخيص وليس له قيمة لهذا منظمة فتح وحركة حماس لم يهتموا بقضية الاسرى الفارين من السجن حيث كان من الواجب تشكيل غرفة عمليات فلسطينية على غرار غرفة عمليات الاسرائيلية للبحث عن السجناء ومساعدتهم بالهرب الى احد الاماكن الآمنة، وعرقلة وتشويش على عملية البحث الاسرائيلية والاستفادة من الزخم الاعلامي والتعاطف الشعبي الذي رافق عملية الهروب وتحريك القضية وتازيمها من جديد وانقاذ الفارين.

بينما حصل العكس اهمال تام للقضية وكانها تحدث في كوكب اخر وتركوا السجناء لمصيرهم المجهول واللوم هنا يقع على حركة فتح وحركة حماس بشكل كبير ولكن هنا لن نستطيع ان نبرئ ساحة الشعب الفلسطيني الذي هو ايضا تقاعس ولم يلتف حول ابنائه ويحرك الشارع الفلسطيني والعربي.

وفي النهاية نحن الكرد طلاب الحرية والاستقلال يحز بانفسنا عملية اعادة القبض على هؤلاء الابطال ونتضامن معهم  ومع المظلومين اينما كان ومهما كانت جنسيته، لاننا نعاني من الاحتلال والظلم ونريد الحرية للجميع كما نريدها لانفسنا.

2 Comments on “نفق الحرية – بقلم: مصطفى باكو”

  1. الفلسطينيين والعرب عامة وشعوب المنطقة بالكامل بل جميع الدول التي تدعي الاسلام لا يختلفون عن بعضهم قيد إنملة ولا يفرق سياساتهم عن منظومة داعش الاجرامية في كل مناهجهم ، وهذا كله بسبب حكامهم من بعد موت النبي وإلى اليوم ابتعدوا عن كتاب الله الحكيم ، لذلك الاغلب فاسقين ولا يعترفون في حقوق الآخرين أبدا .

    1. طبعا كلامك صحيح ياأستاذ ابو جوان، هذه الدول المعادية لتطلعات الشعب الكردي تحشد الشعوب وتقودهم الى مآربها بمختلف الوسائل المتوفرة من اعلام وتقنية حديثة وتستغل المشاكل الاخرى لتوجيه الشعوب الى الوجه التى تريدها للتغطية على فشلها في قيادة شعوبها بالحديد والنار وتستغل بذلك الدين الاسلامي الذي حرفوه لمآربهم وتحقيق غاياتهم في الاستمرار بالحكم واحتلال المناطق الكردية.

Comments are closed.