ألم يحن الوقت في إقليم كوردستان لإصدار قانون من أين لك هذا؟- محمد مندلاوي

 

لقد فرحت كثيراً حين شاهدت وسمعت قبل يومين في نشرة الأخبار المسائية، أن حكومة إقليم كوردستان أمرت بوقف رواتب أكثر من 20 ألف موظف حكومي في الإقليم وذلك بسبب تقاضيهم أكثر من راتب واحد شهرياً!!،خلافاً للقانون والأخلاق والقيم الإنسانية. لكني لم أسمع في النشرة، أن حكومة الإقليم ستقدم هؤلاء سراق قوت الشعب إلى المحاكم لينالوا جزائهم العادل وهو السجن، وقبله يجب أن ترغمهم على إعادة المبالغ التي تقاضوها بشكل غير شرعي وغير قانوني، ويجب أيضاً أن تُدفعهم غرامات مالية حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر.

عزيزي القارئ، كالعادة، لكي أكون دقيقاً فيما أقول، وأميناً على الكلمة، أن غالبية هؤلاء الوضعاء الذين يأكلون السُّحت ينتمون للحزبين الرئيسيين الاتحاد والبارتي، وبنسب متفاوتة تجد فيهم من ينتمي إلى الأحزاب والمنظمات الكوردستانية الأخرى. بلا أدنى شك، إن هذا الفعل الجبان المتعمد، يعني لنا نحن الكورد، أن غالبية هؤلاء المشار إليهم في سياق المقال أعضاءً في الأحزاب السياسية الكوردستانية، للأسف الشديد، إنهم بشكل من الأشكال وبطريقة ما سرقوا ولا زالوا يسرقون أموال الشعب الكوردستاني الجريح، الذي أمنتهم على ثرواته. ربما يقول قائل: إن الأحزاب المذكورة غير مسئولة عن هذا الفعل غير الأخلاقي. نقول له: بما أنها تعلم علم اليقين عن هذه السرقات والاختلاسات التي حدثت بطرق متباينة وغير نزيهة، كراتب ثاني، أو اختلاس، أو سرقة، أو على شكل مشاريع وهمية الخ الخ الخ وتسكت دون أن تحرك ساكناً، دون أن توقفها، بلا أدنى شك إنها تتحمل  وزر ما قام به هذا الشخص العاق، أو ما قامت بها هذه الفئة الضالة، أن كان حزبياً وفي أي مستوى في القاعدة أو القيادة، أو غير ذلك، كالعلاقات الشخصية والعائلية والقبلية الخ.

إذا تبغي قيادة الحزبان المعنيان في هذه القضية المالية والأخلاقية – أعني قيادتي الاتحاد والبارتي – أن تثبتا للشعب الكوردستاني الجريح، أنهما معه في السراء والضراء (لە خۆشی و نا خۆشی) يحتم عليهما الواجب القومي والوطني، أن تطلبا من اللجان التحقيقية والأجهزة الأمنية بشن حملة قومية و وطنية شعواء على جميع الفاسدين وسارقي قوت الشعب في الإقليم الكوردستاني وذلك في جميع المواقع الحزبية والحكومية وما بينهما؟.

إن أي من الحزبين يبدأ قبل الآخر في منطقته بشن هذه الحملة القومية والوطنية ضد الفاسدين المعروفين بالفضائيين وغيرهم (بندیوار و گەندەڵی)، بلا أدنى شك سيسجل له في صفحات تاريخ كوردستان أنه قام بتطهير نفسه ووطنه من أناس سفلة ومنحطين خانوا الشعب والوطن واستحوذوا دون وجه حق وبطرق ملتوية وغير شفافة على أموال وممتلكات هذا الشعب الجريح الذي أمنتهم عليها. لكن، إذا تقاعسوا عن القيام بهذا العمل القومي والوطني، كما أسلفت في سياق المقال، سيعتبر أي منهما شريكاً للفاسدين الذين يسرقون قوت الشعب الكوردستاني الجريح بوضح النهار.

” نوم الحارس مصباح للسارق”

31 10 2021