قصة قصيرة :  قاتل إبني، هو الحكومة السويدية وإعلامُها المرئي !!…-   بهزاد بامرني 

قاتل إبني، هو الحكومة السويدية وإعلامُها المرئي !!…

كان هذا هو تعليق تلك الأم المفجوعة بفقد ابنها الشاب العشريني، الذي اخترقت بدنه النحيف أكثر من رصاصة وسط العاصمة السويدية ستوكهولم، وذلك في معرض إجابتها عن من هو القاتل بحسب رأيها.

لتكمل حديثها قائلة :

أما الحكومة، فيبدو أنها عاجزة عن مواجهة تلك العصابات الإجرامية، أو الحد من نشاطها على أقل تقدير، حيث دخول القََتلة والمجرمين إلى السويد بعناوين شتى.

ولا أستبعد هنا تواطؤ بعض المحسوبين على دوائر الدولة مع هذه العصابات، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى، فلو أن المنافذ الحدودية كانت بأيدٍ امينة، ولو أن الموظف المسؤول عن نقاط التفتيش براً وبحراً وجواً لم يكن فاسداً ومستعداً لأخذ الرشوة.

لَما تحولت السويد بين عشية وضحاها إلى ما يشبه مخازن مليئة بكل أنواع الممنوعات من السلاح والمخدرات.

هذا فيما يتعلق بدور الحكومة الضعيف، وفشلها في ضمان أمن  المواطن ومراقبة الحدود.

أما الإعلام المرئي، متمثلا في قنوات التلفاز ببرامجها الغبية.

فهو بلا أدنى شك، يمثل الأرضية الخصبة لدفع المراهقين نحو الجريمة والمخدرات والدعارة و …

وذلك بدل وضعهم على المسار الصحيح للإهتمام بدروسهم ومستقبلهم، كما هو المتوقع من الإعلام الحر الهادف.

نظرة سريعة على برامج التلفزيون السويدي خلال أسبوع واحد فقط، كفيلة بكشف ذلك الدور السلبي لمحتواها، حيث الترويج للعنف والخروج على القانون على قدم وساق، وذلك من قبيل :

 

[ NCIS-Los Angeles …., S.W.A.T, Low och Order, CSI, Law & Order, Hawaii Five, Mord och inga visor, Mord och skandaler i Hollywood, Iskalla mördare, Criminal Minds, MORDEN I MIDSOMER, Mord i paradiset, Efterlysta för mord, etc.].

 

ومما لا شك فيه، أن ضخ هذا الكم الهائل من الأفلام والمسلسلات التي تتمحور أحداثها بالدرجة الأولى حول العنف والقتل والجريمة.

هو بحد ذاته عمل مقصود، وربما دعاية إعلانية مدفوعة الثمن لصالح كبريات شركات إنتاج أفلام الأكشن و …

وهكذا، يتم عن طريق مثل هذه الأفلام والمسلسلات غسل أدمغة المراهقين وإفراغها من كل محتواها من الصفات الإيجابية، ليحل محلها كل ما هو سلبي وخطير، ليعود بالضرر على الفرد والمجتمع.

ولتتصدر بالنتيجة، حوادث القتل وتبادل إطلاق النار و … أبرز عناوين الصحف والمجلات وباللون الأحمر.

والمؤسف هنا، أنه كلما هزت جريمة ضمير الشارع السويدي، تم على الفور تخدير الرأي العام، وذلك  بالإعلان عن عقد مؤتمر صحفي لمسؤول رفيع المستوى مثل وزير الداخلية و …

حيث يبدأ المؤتمر كالمعتاد بالرد على أسئلة الصحفيين التقليدية، لينتهي بفنجان قهوة يتناوله المشاركون في المؤتمر.

لينصرف بعد ذلك كل شخص إلى وُجهته، بإنتظار وقوع جريمة أخرى، وعقد مؤتمر آخر مع فنجان قهوة جديد … وهكذا دواليك.

ثم ختمت هذه الأم المسكينة كلامها بالقول :

 [ الطيور لا تتاجر بالسلاح والمخدرات في أعالي السماء، بل صُنّاع القرار هم من يفعلون ذلك على الأرض ].

==========

بهزاد بامرني

٤ /١١/ ٢٠٢١