عزيزي القارئ الكريم، كما تعلم، أن النظام البعثي المجرم، منذ أول يوم لاستلامه السلطة في 17 تموز 1968 بانقلاب مشبوه في الكيان العراقي توجه بكل ثقله وإمكانياته الشريرة نحو جنوب كوردستان، لاضطهاد شعبه الكوردي الجريح، وتعريب مدنه وقراه، وبدأ نهجه العروبي العنصرية من المدن الكوردية في منطقة گەرمیان (جرميان) المتاخمة للمدن الكوردية المستعربة سابقاً، التي أصبحت عراقية بمرور الزمن؟؟، ومن ثم توجه نحو المدن الكوردستانية الكبيرة كـ(كركوك)، الذي منح رأس النظام في عموم جنوب كوردستان سلطات رئيس الجمهورية العراقية لابن عمه المدعو علي حسن المجيد، الذي عرف في الأوساط الشعبية العربية برئيس جمهورية الشمال!!، أي: رئيس جمهورية جنوب كوردستان!!، وبعد عام 1988 أصدر المجيد أوامره الإجرامية بضرب مدينة حلبجة الكوردية بالسلاح الكيماوي،- طبعاً بعد موافقة المجرم صدام حسين- وعرف بعد هذه الجريمة النكراء بـ”علي كيماوي” يعرفه الجميع في العراق وكوردستان بأنه كان مخلوقاً سادياً لم يعرف الرحمة والشفقة، لقد انتهج سياسة شيطانية ممنهجة ومقيتة ضد الكورد في كركوك، وذلك من خلال إصداره مجموعة قرارات شاذة وعجيبة ضد أهلها الأصلاء وهم الكورد. لقد صرف الكيماوي عشرات الملايين من الدنانير العراقية لتغيير ديموغرافية مدينة كركوك الكوردية، لكنه كالعرب الآخرين، الذين سبقوه وبلا شك سيتبعه اللاحقون؟ ذهب إلى مزبلة التاريخ وبقي الشعب الكوردي حياً يرزق في مدينته الأبية مدينة النور والنار كركوك التي تأبى إلا أن تكون كوردية وكوردستانية. كما أسلفت، سيلحق به أولئك اللاحقون في تلك المزبلة وسيلعنهم التاريخ أبد الدهر. عزيزي القارئ الكريم، لكي أكون صريحاً وواضحاً فيما أقول، وأعني بهذا الأخير أولئك الأوباش وأذيالهم، الذين احتلوا كركوك في 16 أكتوبر عام 2017 وقاموا ولا زالوا يقومون فيها بجرائم عديدة ضد أهلها الأصلاء وهم الكورد. وأعلموا يا مستوطنين وميليشيات أن يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم. عزيزي المتابع، إن المصادر المؤلفة المعتبرة ومعتمدة تخبرنا، أن حزب البعث العربي الاشتراكي وحرسه القومي المجرم إبان حكمهم الأول للكيان العراقي وجنوب كوردستان ارتكبوا جرائم عديدة ضد الكورد في كركوك وتوابعها. إن أول عمل إجرامي قام به الحرس القومي العنصري بعد انقلاب 8 شباط الأسود ضد الكورد إنه هدم حي کۆماری (حي الجمهورية) الذي كان يقطنه عدداً من عوائل الكورد المتعففة. لقد اشتركت في عملية الهدم الإجرامية آليات بلدية كركوك تحت إشراف الحرس القومي المجرم. وبعد هدم هذه القرية قام انقلابيوا 8 شباط الأسود بهدم تسع قرى كوردية كـ: سۆنە کولی، و يار وەلی، و پەنجا عەلی، و وەلی پاشا الخ. ومن ثم قاموا بترحيل أولئك الكورد الذين هدمت قراهم إلى ناحية دوبز، وجلبوا فيما بعد عشائر عربية وبدو برئاسة المدعو عواص صديد واستوطنوهم في تلك القرى الكوردية المغتصبة. ومن ثم استوطنوا البدو في القرى الكوردية الأخرى التي طرد أهلها الكورد منها بفوهات البنادق وهي قرى: سێکانیان، و گورگەچاڵ، و نادر ئاوا، و درکەی کوردەکان، و مامە، و کونە، ویەی الخ. وبعد استيطانيهم في أرض الكورد السليبة جرى تسليح هؤلاء الأعراب ضد الكورد أهل كركوك الأصلاء، ومع استمرار هذا النهج العنصري الغيض جرى تبديل أسماء المدارس والشوارع والأزقة في كركوك وإجبار أصحاب المحلات التجارية على اتخاذ أسماءَ عربية لمحلاتهم تنفيذاً لسياسة تعريب مدينة كركوك. عزيزي المتابع، مما لا شك فيه، إنك تعلم جيداً أن هذه السياسة بدأ العرب بتنفيذها في كركوك والمدن الكوردية الأخرى مباشرة بعد تأسيس الكيان العراقي عام 1920 مروراً بالحكومات المتعاقبة وإلى يومنا هذا ونحن في عام 2021 ، على سبيل المثال وليس الحصر، لقد حرر الأسبان أندلس من براثن العرب قبل أكثر من 800 عام لكن لازال لعابهم تسيل لها، فلذا قاموا بإطلاق اسمها على إحدى أحياء كركوك الكوردية!!. واسم الطليعة على مدرسة ئاسو، وإطلاق اسم حي غرناطة، ومجمع القدس وغيرهما على أحياء ومناطق كوردية الخ الخ الخ.
عزيزي القارئ، كالعادة، لقد أرفقنا مع غالبية الفقرات في هذه الدراسة صورة، أو نصاً مكتوباً من المصدر المشار إليه لكي يزداد القارئ يقينا وقناعة بما نقول هنا في هذه الوريقات كمدون تاريخي وليس كقومي كوردي، لذا أرفق بما قلناه أعلاه كتاباً رسمياً صادراً من وزارة النفط لكنه بعيد عن أي مسوغ قانوني. جاء في نص الكتاب:
جمهورية العراق
وزارة النفط
مكتب الوكيل
الدائرة 2/ 1/ 1402
العدد
التاريخ 16/10/ 1993 (سري وشخصي ويفتح بالذات)
السيد مدير عام نفط الشمال
السيد مدير عام غاز الشمال
السيد مدير عام الحفر العراقية
السيد مدير عام توزيع المنتجات النفطية
م/ العاملين بالمنشآت النفطية في محافظة التأميم
إشارة إلى كتاب لجنة الشمال المرقم 20/ 629 في 3/8/ 1993 تنسب ما يلي: عدم تعيين أي من العاملين وبأي مستوى وفي عموم المنشآت التابعة لكم في محافظة التأميم من غير العرب محسومي الولاء ولأي سبب كان. يتم إعلامنا بالعناصر التي تم تعيينها خلال عام 1993 ممن لم يتم تثبيتهم لحد الآن. إيقاف تثبيت المتعينين الجدد غير العرب وتستحصل موافقة التثبيت من خلالنا بعد رفع معلومات مفصلة على الموظف المطلوب تثبيته.
تنفذ هذه التعليمات بدقة وهدوء وسرية تامة.
لاتخاذ ما يلزم… مع التقدير
اللواء الركن فائز عبد الله شاهين
وكيل الوزارة
صورة منه إلى/ مكتب السيد الوزير/ للتفضل بالإطلاع.
عزيزي القارئ، كان هذا كتاباً رسمياً من الرجل الثاني في وزارة النفط، التي بلا شك استلم الأوامر من جهات أعلى منه للقيام بتنفيذ هذه السياسة العنصرية، التي لم تقم بمثلها دولة جنوب إفريقيا أيام سياسة الفصل العنصري ضد أصحاب البشرة السوداء.
دعني أضع أمامك كتاباً آخراً لا يستسيغه العقل البشري السليم.
جمهورية العراق
محافظة التأميم
العدد/101
التاريخ/ 2-2 2002م
سري للغاية
إلى/ كافة أعضاء اللجنة الأمنية
نسب السيد المحافظ اطلاق تسمية (ضبط السكن) بدلاً من تسمية (الترحيل) والخاصة لمناطق الحكم الذاتي مع الترحيل الطوعي للعمل بموجبها وبكل دقة.
الفريق الركن قيس عبد الرزاق محمد جواد
محافظ التأميم
رئيس اللجنة الأمنية
حقاً أن العروبي العنصري لا يرى أبعد من أرنبة أنفه، أول مرة قالوا ترحيل، لكن حين أدركوا أن هذه التسمية تفضحهم وتدينهم أمام العالم أجمع غيروها إلى ضبط سكن!!!.
01 06 2021
يتبع
نعم, هذا صحيح فقد اطلقوا على حيّ (رحيم ئاوه) الواقعة في أقصى شمال مدينة كركوك تسمية (حيّ الاندلس) وهي قريبة من نقطة السيطرة العسكرية على طريق (كركوك – أربيل), كما هدموا و شردوا سكان ناحية (دارمان) التي كانت تقع على بعد عشر دقائق من حي (رحيم ئاوه) الآنف الذكر. لكن لابد من تصحيح معلومة خاطئة وردت في المقالة حيث جاءت فيها (و اسم الطليعة على مدرسة ئاسو، وإطلاق اسم حي غرناطة، ومجمع القدس وغيرهما على أحياء ومناطق كوردية الخ الخ الخ. ) الحقيقة ان (ئاسو) ليست مدرسة, وإنما هي (مكتبة) تقع على الشارع الجمهورية مقابل بناية مركز الشرطة التي كانت قبلها ( المتوسطة الشرقية) التي درستُ فيها مرحلة المتوسط. و لهذه المكتبة قصة حزينة, صاحبها كان صديقا لي و للكثير من شباب المنطقة آنذاك, كان ودوداً مع الجميع لم يكن يفرق بين الكوردي والتركماني الذين أحبوه لطيبة خُلقه وإحترامه للجميع. كان يضع جانبا أعداداً من الجرائد الرياضية لنفاذها بسرعة لزبائنه الدائميين من أهل المنطقة. أما تسمية (ئاسو) فهو إسم لإبنه البكر الذي كان في الحدود العاشرة من عمره. لم تعجب السلطات الأمنية تسمية المكتبة بإسم (ئاسو) لذا خيروه بأسماء عربية أخرى لها دلالات سياسية, فإختار من بينها أهونها (الطليعة). في أواسط عام 1987 رأيتُ صبياً صغيراً يبيع الجرائد اليومية وقد وضعها على الرصيف في بداية شارع الاوقاف. وكم كانت دهشتي كبيرة عندما عرفت أنه الصبيّ (ئاسو) الذي اخبرني ان والده حوكم بالسجن المؤبد مع مصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة (منزلهم مع المكتبة). اما الأحياء السكنية (غرناطة, حي البعث, و حي سبعة نيسان, وخيّ القادسية, وحي واحد حزيران, وحيّ الشهداء) فهي أحياء جديدة ظهرت في الثماننيات نتيجة للتوسع الكبير للمدينة بعد وصول آلاف الوافدين من جماعة (أبو عشرة آلاف دينار ) . لابد من القول ان عدداً من الأحياء التركمانية أيضاً تعرضت للهدم, مثل حيّ (التسعين) التركمانية الشيعية بعد إعدام العشرات من رجالها,
شكراً لتعقيبك كاك قاسم الغالي. تحياتي