الدكتور خزعل الماجدي بشطحة لسان يلغي الحضارة والتاريخ الكوردي العريق!!! 3/8 – محمد مندلاوي

 

“خاص لصوت كوردستان”

 وفي سياق حديثه يزعم الدكتور خزعل الماجدي: “والله أن الآن مجموعة من الأكراد كانت حيثية هذا غير صحيح”. عزيزي القارئ اللبيب، لا تستغرب من الكلام المفكك، هو هكذا نطق به، وأنا نقلته كما هو؟!. – نقلنا كلام الدكتور كما نطق به بدون زيادة ونقصان؟-

توضيحنا على الجزئية أعلاه: ما هو الصحيح يا دكتور خزعل؟ حين ترفض مادة معينة يجب عليك أن تأتي بمادة تنفيها نفياً قاطعاً؟ أنت فقط تزعم: هذا غير صحيح، ولا يجوز، وهذا لم يكن هكذا إلخ. طيب يا دكتور قل أنت أين صارت هذه الأقوام التي كانت في عمق الأراضي الكوردستانية؟. أليس امتداد الأخمينيين هم الفرس اليوم؟ أليس امتداد الهون والمغول هم الأتراك اليوم، أليس امتداد الأعراب هم العرب اليوم؟ أليس امتداد الفايكنج في السويد هم الشعب السويدي اليوم؟ أليس امتداد الآراميين هم السريان اليوم؟ إلخ. لماذا لا يكون امتداد السومريين والميديين والكاشيين واللولوبيين هم الكورد اليوم؟.

دعني عزيزي القارئ أن أنتقل إلى جزئية أخرى مما قال الدكتور خزعل: يقول: ما نسميها ميتانية حورية، الميتانيين حتى في فلسطين – إسرائيل- موجودين في ذلك الزمن، إذاً نسميها باسمها حورية لأنها حضارة حورية،عندما جاء ملوك آريين عليها سموها الحورية الميتانية، خلاص لا نزيد عليها.

توضيحنا على ما تفضل الدكتور خزعل أعلاه: سبق وقلنا في مقالاتنا السابقة، أن الذين حكموا في كوردستان من الكورد وغيرهم تركوا بصماتهم فيها، إما من خلال تسميات أطلقت على الجبال والأنهر والقرى أو بقية من بقاياها بقية حية على أرض كوردستان ولازالت تعيش في كنف الشعب الكوردي. مثلاً، هناك بعض العرب في كوردستان، هؤلاء جاءوا بعد الغزوات العربية الإسلامية أو أيام حكم العروبيون وتجدهم في موصل وكركوك ومندلي وبدرة وشنگال (سنجار) إلخ أو كالتركمانستانيين (توركمان) الذين جاء بهم الاحتلال الصفوي والعثماني إلى مدن كوردستان وفي مقدمتها كركوك. أو هناك أسماء يونانية لبعض الجبال والمناطق بقية حية منذ زمن بعيد، قبل المسيح وإلى يومنا هذا، مثال اسم مدينة زاخو يقال كان قائداً يونانياً، وزاگروس اسم السلسلة الجبلية التي تصل من عمق كوردستان إلى سواحل الخليج الفارسي.وهكذا جسر دلال من بقايا الوجود اليوناني. وهكذا الفرس والعرب والبريطانيون كلهم تركوا بصماتهم في كوردستان. وقبلهم الحضارات القديمة كالميتانية نجد هناك جبل متين، ونيريري هناك قبيلة نهري، والميدية هناك جبل ماكو المختصر لـ”ماد كۆ” أي الجبل الميدي، والسيمري هناك نهر سيمره، واللولو هناك اللور، والپيلي هناك الفيلي والخوري هناك خورماتو أو خورمال والسومري هناك سومار إلخ. لا أعتقد أن هذا التشابه بين هذه الأسماء جاءت اعتباطية أو بالصدفة، ممكن أن اسماً أو اسمين يأتي بالصدفة، لكن هناك عشرات الأسماء تدل على أولئك الذين أشرنا لهم. أعتقد الدكتور يعرف أفضل من غيره، قديماً كانت الدول تسمى بأسماء أشخاص أو القبائل التي تتسلط وتحكم، مثال الدولة الأخمينية أو الساسانية أو الأموية أو العباسية أو الأيوبية أو العثمانية وحديثاً لدينا سعودية؟. يقول الدكتور: الميتانيون حتى في فلسطين. بلا شك كانوا هناك لكنه لم يقل كانوا هناك حكاماً أم محكومين؟. إن فلسطين ليست جزءًا من كوردستان، لكن الدولة الآشورية في تواريخ متباينة كما تقول المصادر ومنها التوراة في سفر إرميا 49:37: هكذا قال رب الجنود: ها أنذا أحطم قوس عيلام – ايلام- أول قوتهم، وأجلب على عيلام أربع رياح من أربعة أطراف السماء، وأذريهم لكل هذه الرياح ولا تكون أمة إلا ويأتي إليها منفيو عيلام، وأجعل العلاميين يرتعبون أمام أعدائهم وأمام طالبي نفوسهم، وأجلب عليهم شرا يقول الرب، وأرسل وراءهم السيف حتى أنفيهم. سفر التكوين 14:1-11:إن وكدر لعومر ملك عيلام كان قائد ملوك الشرق الذين غزوا شرق الأردن في زمن إبراهيم . وجاء في إشعيا 22:6: وفي القرن الثامن قبل الميلاد، انتصر ملوك آشور (سرجون، سنحاريب، آشور بانيبال) على عيلام، واتخذ الآشوريون العيلاميين جنوداً مرتزقة في جيشهم. وقد اشترك هؤلاء المرتزقة في الهجوم على القدس. وجاء في إرميا 25: 49:39؛ وفي حزقيال 32: 24، 25: وكان أنبياء اليهود قد تنبؤا بدمار دولة عيلام وزوال بأسها.إشعيا 21:2: ومع أن عيلام ساهمت في إسقاط دولة بابل. وفي سفر دانيال 8:2: وكان العيلاميون من جملة الشعوب التي حملت إلى سامرة لسكناها… . كانت هذه نبذة عن العيلاميين في إسرائيل – فلسطين. هاهم الآشوريون حين غزوا كوردستان نقلوا الكثير من الكورد في عرض كوردستان وطولها إلى فلسطين – إسرائيل؟. وجاء في كتاب الأستاذ رشيد ياسمي 1896- 1951م  كان أكاديمياً ولغوياً وصحفياً وكاتباً وشاعراً ومترجماً ” کُرد و پیوستگی نژادی وتاریخی او – الأكراد وتقاربهم العرقي والتاريخي” ص 20: عثر الباحثون في كهوف قرب سليمانية – جنوب كوردستان- على أشياء مصنوعة استخدمها الإنسان الموستري – أي في العصر الحجري- وهذه الأشياء لها شبه كبير بتلك الأدوات التي اكتشفت في فلسطين. رغم كل هذه الدلائل الصارخة، أنا لا أقول أن الميتانيين من العرق الكوردي، لكن هذا تاريخ يجب أن لا نقفز عليه أو نكون انتقائيون في كتاباتنا وأحاديثنا؟. للعلم، أن الميتانيين – الحوريين كان موطنهم الأصلي هو جنوب كوردستان في كركوك (نوزي) ومن ثم غرب كوردستان (أوركيش) وعاصمتهم كانت واشوكاني التي تقع في قلب غرب كوردستان ولازالت تحتفظ باسمها شكلاً ومضموناً باللغة الكوردية ؟. أدناه خارطة مدون فيها باللون الأحمر اسم ميتاني موطن الميتانيين:

أدناه الشعار الخوري حيث تجد بين الجناحي الشمس التي تسمى باللغة الكوردية خۆر – Khor من المرجح أنهم سموا بهذا الاسم خوريين نسبة للخۆر (الشمس) التي كانت مقدسة لديهم ولا زالت مقدسة عند الكورد حيث أن الإيزيدي عند أداء صلاته يتوجه نحو قرص الشمس في كبد السماء. وهكذا تجد الشمس في وسط علم كوردستان كرمز للكورد القدماء ولدينهم التوحيدي القويم:

يقول الدكتور: عندما جاء ملوك آريين عليها سموها الحورية الميتانية. أ هذا صحيح يا دكتور، أن الملوك الآريين يلفظون حرف الحاء وسموها حورية؟!. لقد نقلت لنا وسائل الإعلام عام 2019 اكتشاف موقع أثري  كبير، ظهر لنا بعد انحسار مياه سد موصل وأعلنت جامعة توبغن الألمانية عن اكتشاف لقصر يبلغ عمره 3400 سنة ويعود إلى الإمبراطورية الميتانية. من القرائن التي تخدم الكورد في هذه الجزئية ، أليس القائد اليوناني كسينوفون (Xenophon) تلميذ سقراط 430- 354 ق.م. حين مر بالقرب من موصل ذكر الكورد باسم كردوك؟ هل ذكر شعب آخر غيرهم هناك؟. ألم يذكر العلامة (طه باقر) الذي لا يشك بنزاهته في كتابه (ملحمة گلگامش) أن سفينة النبي نوح قبل كسينوفون بآلاف السنين استوت على جبل الأكراد؟ أنا لا أجزم، لكن هذه مصادركم المعتمدة التي تعتبر حجة عليكم. مثال اسم “بيت قردو” وأحيان يختصر إلى “بقردى” الذي ذكر في المصادر القديمة ويعني منطقة الكورد أو بلد الكورد. بهذا الصدد يقول ابن قتيبة الدينوري توفى 276 هـ في كتابه عيون الأخبار ج1 ص 214: أول قرية بنيت بعد الطوفان – أيام النبي نوح- قرية بقردى تسمى سوق الثمانين كان نوح لما خرج من السفينة بناها. (وبنى) فيها لكل رجل آمن معه بيتاً وكانوا ثمانين فهي اليوم تسمى الثمانين. عزيزي المتابع،عند الانطلاقة الثانية لدورة الحياة بعد الطوفان الذي لم يبقِ شيء على وجه البسيطة من البشر والحيوانات، حسب ما جاء في الكتب السماوية سوى الذين رافقوا نوحا. إن التوراة في سفر التكوين 8:4 تقول أن فلك – السفينة –  النبي نوح استقر على جبل ( أراراط – آرارات- Ararat). إن جبل أرارات أو آرارات يقع في شمال كوردستان في المحافظة التي تحمل بصيغ من الصيغ الكوردية اسم الجبل ذاته إلا وهو آگری Agri . للعلم، إن آرارات جبل بركاني خامد، وآخر نشاط بركاني له كان عام 1840م، وقديماً كان يحتوي على مئات البراكين الناشطة، فلذا سمي منذ قديم الزمان بجبل البراكين، وتسميته آرارات- Ararat جاءت من جذر” آر” أي النار في اللغة الكوردية. وللنار أسماء عديدة في اللغة الكوردية منها: آر، آگر، آتر،  آتش، آير الخ : وعند الأتراك يسمى ( آگريداغ) أي: جبل النار،  داغ كلمة تركية، لكن آگری كالعادة مقتبسة من الكوردية، لأن النار في التركية تسمى: آلاز- Alaz -، آليف- Alev -، يالازا – Yalaza. والعرب أيضاً كانوا يشيرون إليه في كتبهم القديمة باسم (جبل النار) أو جبل الحارث وحارث في اللغة العربية له عدة معاني منها النار أو أداة لتحريك النار؟. أدنا صورة لمجموعة من الكورد قرب جبل آرارات في شمال كوردستان عام 1898م:

جاء في الكتاب المقدس أن اسم (أراراط) هو اسم عبري مأخوذ من الأكدية، لكنه لم يقل لنا الكتاب المقدس ماذا يعني هذا الاسم في كلتا اللغتين!! يقول إنه مجرد اسم أطلق على بلاد جبلية؟!. من المعروف، أن الكتاب المقدس بخلاف القرآن يذكر الأشياء بالتفصيل، لكن حين تطرق لاسم آرارات دار وجهه عنا لا هو ولا قاموسه لم يقولا لنا معناه، كذكرهما وشرحهما – أعني التوراة وقاموسها المعروف بقاموس الكتاب المقدس- لأسماء أخرى التي وردت فيه؟؟؟!!!. مثلاً تجد قاموس الكتاب الذي هو بمثابة تفسير للآيات والأسماء التي وردت توراة يقول عن اسم آبل الكروم: إنه اسم عبري ومعناه “مرج الكروم” وهو موضع في شرق الأردن. وعن اسم الأب (الآب) يقول: لفظ يطلقه المسيحيون على الله لأنه الآب السماوي. ويقول عن آمي، إنه اختصار لآمون. وباراق اسم عبري معناه البرق إلخ حيث في القاموس آلاف الأسماء التي فسرها ألا اسم آرارات؟!. عزيزي القارئ،بعد هذا الذي عرضناه، أليس اسم آرارات شكلاً ومضموناً ينطبق على ما نحن قدمناه؟ حيث أن الجبل كانت فيه المئات من براكين النار، واسمه بالعربية والتركية والكوردية يعني النار، بينما التوراة لم تقل لنا شيئاً عن اسمه، فلذا أيهما أصح؟ ما قدمناه نحن بدلائل يقبلها العلم والعقل والمنطق، أم ما نقلته التوراة دون أي تفسير للاسم؟. للزيادة، أن آرارات باقية حية في ضمير ووجدان الأمة الكوردية منذ عصور غابرة وإلى ما توجد هواء على الأرض. في العقد الثالث من القرن العشرين أسس الكورد في شمال كوردستان وتحديداً في آرارات بين أعوام 1927- 1931 جمهورية باسم جمهورية آرارات وكانت بقيادة إحسان نوري باشا، والإدارة المدنية برئاسة إبراهيم هسكي، وعاصمتها كوردوا- كوردآفا قرب جبل آرارات. وفيما يتعلق بقول  القرآن كان بخلاف ما جاءت في التوراة، يقول القرآن إنها – السفينة، الفلك- رست على جبل (گوتی – جودي) – الگوتیون هم أحد الأقوام الكوردية، ويقال أيضاً إنه اسم من أسماء الأمة الكوردية وكذلك اسم لجبل وأرض دون بهذه الصيغة: گوتی- گودی- جودي. مثال اسم كوردستان تجد أن اسم الشعب ملصق به كورد  ستان. للعلم، في مملكة السويد توجد جزيرة كبيرة في بحر البلطيق عثروا فيها عام 1910م على 99 قطعة، مسكوكة نقدية للدولة الكوردية المروانية التي ذكرها عدة مصادر عربية وغير عربية كـ(ابن الأثير الجزري) 555- 630هـ في كتابه الشهير (الكامل في التاريخ) طبع بيروت 1967. و (ابن الأزرق الفارقي) في كتابه تاريخ (ميافارقين وآمد) طبع في القاهرة (1959). وكذلك الموسوعة العربية – Encyclopedia وكتاب للأستاذ (ماركوس هشتاين) (Markus Hattstein) ” Islam:Kunst und Avchitektur” الفنون والهندسة الإسلامية، أن جميع هذه المصادر تقول: إن المروانيين، سلالة كوردية حكمت شمال سوريا – غرب كوردستان- وجنوب الأناضول – شمال كوردستان- بين سنوات (990- 1084م)، كانت عاصمتهم آمد، دياربكر، وتقول هذه المصادر، قام الأمراء المروانيون بتشجيع حركة العمران وبناء المدن، كما شجعوا العلماء والأدباء في دولتهم إلخ. أدناه صورة لصفحة (42) من كتاب بعنوان ( Svensk- Kurdiska Kontakter under tusen år – العلاقات الكوردية السويدية خلال ألف عام) لمسكوكات الدولة الكوردية المروانية، عثرت عليها في جزيرة (جوتلاند- Gotland) السويدية سنة (1910) كما أسلفت. سُكت هذه النقود في عهد (أبو علي حسن بن مروان) و (أبو منصور سعيد بن مروان) في ميافارقين والجزيرة (جزره)، أنها من ضمن (99) مسكوكة، كوردية موجودة في المتحف الملكي في استوكهولم. قد يسأل ساءل ما علاقة ما تقوله بموضعنا؟ نقول لأنه يحمل اسم گوت -Got ؟ ولاند – Land يعني قطر- بلد، ونحن الكورد نستخدم هذه اللفظة بنفس المعنى إلا أنه كموطن كوكر للطائر وعرين للحيوان ومربض وعريش  ونسميه لانه – Lane؟. للزيادة، سكت مسكوكات كوردية أخرى من قبل دول و إمارات كوردية الأخرى في أزمنة وتواريخ متباينة في أرجاء كوردستان.على سبيل المثال وليس الحصر، منها مسكوكات للدينار الذهبي، للدولة الحسنوية (959- 1015م) أميرها (بدر بن حسنويه) نشر صورها المؤرخ (عباس العزاوي) في كتابه (شهرزور) ص (122). وكذلك الدولة (الروادية) التي حكمت بين سنة (230 – 618) للهجرة وسميت نسبة إلى قبيلة (رواد) الكوردية والتي موطنها في آذربايجان ومنها انحدر السلطان صلاح الدين الأيوبي. أدناه صورة للكتاب المؤلف باللغة السويدية للكاتب روهات ألاكوم (Rohat Alakom):

 

على أية حال. هناك من يقول أن جودي وآرارات جبل واحد باسمين. ومن يقول أنهما جبلان باسمي آرارات وجودي وكلاهما يقعان في عمق الأراضي الكوردستانية، تحديداً في شمال كوردستان. في هذا الحقل يقول القرآن في سورة هود، آية 44:  قيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين. بعد أن استقرت السفينة وهبط منها النساء والرجال الذين رافقوا نوحاً، بدأوا ببناء المساكن لهم. حسب المصادر كان عدد الذين رافقوه في الفلك ثمانين شخصا،ً بنو لأنفسهم ثمانين مسكناً، وسميت القرية بـ(هشتايان). (هشتايان) تعني ثمانين باللغة الكوردية، أي قرية الثمانين دار في المنطقة التي كانت تسمى كوردوينه – كوردئن – كاردو. وبالقرب منها مرقد العلامة الكوردي أحمدي خاني 1650 -1707م صاحب ملحمة مم وزين. وفي سفح جبل (جودي) توجد  مدينة كوردية اسمها (شرنخ) التي تعني باللغة الكوردية (مدينة نوح)، بما أن اللغة الكوردية ليس فيها حرف الحاء فيقلبوه خاءًا. وكذلك توجد هناك (دشت نوخ) أي (سهل نوح). جاءت في المصادر العبرية والآرامية قبل الميلاد ذكراً لمدينة (بيت قوردو)، حيث يذكر اسم هذه المدينة مؤرخو العصر الإسلامي، كابن أثير والحموي والمسعودي وغيرهم باسم (بقردى) اختصاراً. هنا يستوجب الوقوف قليلاً لتوضيح هذا الاسم المكوّن من مقطعين هما (بيت) و (قوردو). إلى يومنا هذا يستعمل اليهود والمسيحيون بكل طوائفهم اسم (بيت) للدلالة على منطقة مثال: (بيت لحم )، (بيت لاهيا)، (بيت الدين)  ولا زال يقول المسيحيون لبلاد (بين نهرين) (بيت نهرين) إلخ. أما كلمة (قُردو – قوردو) فهي في الأصل (كوردو) أي (الشعب الكوردي)، إلا أنّ العناصر السامية، كالآراميين والعبريين والعرب، يقلبون الكاف قافاً مثال: (گريك) أي (يونان) يقولون (إغريق) ويقولون عن كرمنشاه  قرمسين وهذه الطريقة في قلب الكاف قافاً باقية إلى اليوم عند بعض الطوائف المسيحية حيث يقولون للـ(البنك) (بنق) و يقولون لـ(الكارت) (قارت) إلخ. فبيت قُردو هي بيت كوردو في الأصل، على سبيل المثال وليس الحصر، حرف العرب اسم تاسكند إلى طاشقند، واسم سمركند، صار سمرقند، اسم إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية إلا وهي “كيرگيزستان” لكن عربياً يصبح الاسم قرغيزستان؟، ومثله اسم جمهورية “مكدونيا” عند العرب أصبح مقدونيا؟، الاسم الآخر وهو عاصمة جمهورية تترستان إلا وهو “كازان” لكن عربياً صار قازان؟، اسم البطل وإمبراطور بيزنطة “Heraclius” سَمته العرب هَرقل؟، هناك مدينة  بنيت على جانب دجلة ذكرت كثيراً في كتب التاريخ حملت اسم القائد المقدوني “Seleukia” لكن العرب بدلت حرف الكاف إلى القاف وسَمتها سلوقية؟، وفي اللغة العبرية هناك ماركوس المبشر بالدين سمته العرب مرقس؟، هناك مدينة تقع في شمال كوردستان سماها اليونان كيليكيا سمته العرب قيليقيا؟، المصطلح اليوناني الشائع في العالم ديمكراتيا، كالعادة العرب بدلت كافه قافاً وتقول ديمقراطية؟، كذلك اسم الفيلسوف اليوناني “Socrates” العرب تقول عنه: سقراط؟. اسم كوهستان أي الجبال تجده في المصادر العربية القديمة بهذه الصيغة قهستان؟، جمهورية قبرص التي عبارة عن جزيرة في بحر الأبيض المتوسط، التي استخرجت منها قديماً مادة النحاس التي بالإنجليزية تسمى “Copper” كوپر، إلا أنها استمدت اسمها من التسمية الإغريقية “Kypros” بينما العرب تقول قبرص؟، وشبه جزيرة “Balkans” صارت عند العرب بلقان؟. دعنا نعود لبيت القصيد في موضوعنا إلا وهو اسم قورد الذي يعني كورد. انظر الآن إلى هذا الاسم الذي ورد في كتاب التوراة الترجمة السريانية (الآرامية) المسمى بشيطا، أي: الواضحة، البسيطة، يقول في سفر التكوين الإصحاح الثامن الفقرة الرابعة 4:8: استقر الفلك على طور قُردو. أي: على جبل قُردو؟. وهكذا ورد في نفس الإصحاح ونفس الفقرة في التوراة الآرامي ترجمة اونقيلوس: استقر الفلك على طور قُردو – طور يعني جبل-. وفي كتاب الصابئة المندائية الذي باسم كنز ربا وهو عبارة عن 18 سفر و62 فصل بـ700  صفحة ومعناه الكنز الكبير. يقول الكتاب في آية 13: وجنح الفُلك على صخرة صماء.. كانت هامة جبل قُردون؟. ويؤكد على أن قُردو وقردون هما اسمان للكورد العلامة المختص بالسومريات (طه باقر) في كتابه الشهير (ملحمة گلگاميش) ص (141) طبع وزارة الأعلام العراقية سنة (1975) يقول: اسم الجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح البابلي، بحسب رواية “بيروسوس” (برعوشا، الكاتب البابلي، عاش في القرن الثالث ق.م ) باسم جبل الـ “كورديين” أي جبل الأكراد. انتهى الاقتباس. أدناه خارطة تشير إلى تاريخ قبل الميلاد لأرض كوردويين – Corduene:

كما أسلفت، في كتاب التوراة العبري لليهود يقول في إصحاح 4:8: واستقر الفُلك على جبال أراراط – آرارات- . جاء في الكتاب الشهير (الكامل في التاريخ) لـ(أبو حسن علي بن محمد بن عبد الكريم)، المعروف  بـ(ابن الأثير) المولود سنة (1160م) والمتوفى سنة (1233م) يقول:”إن عمر بن الخطاب استعمل عتبة بن فرقد على الموصل و(فتحها) سنة عشرين – أي قبل أكثر من 1400 عام- فأتاها فقاتله أهل نينوى فأخذ حصنها وهو الشرقي عنوةً وعبر دجلة فصالحه أهل الحصن الغربي وهو الموصل على الجزية ثم (فتح) بقية المدن الكوردية ومنها قردى. لقد عرفت هذه المنطقة، بين المسلمين، مثل الطبري والبلاذري وغيرهما باسم بقردى. بهذا الصدد يقول ياقوت الحموي، نقلاً عن ابن الأثير، إن بلاد بقردى، قسم من بلاد الجزيرة. هذا وقد اندثر أخيراً اسم ((باكاردا – بقردى))، وحل محله في الكتب الإسلامية والعربية، أسماء مثل جزيرة ابن عمر، أو بوتان. يقول (مسعود گلزاري) في كتابه (كرمانشاهان – كردستان) مجلد الأول، نقلاً عن المؤرخ والجغرافي اليوناني (سترابون) الذي عاش بين أعوام 64 ق.م. و21 م: إن المنطقة الجبلية بين آمد (دياربكر) وموش سميت قديماً ” كوردوا”. لقد ورد في كتاب (الأخبار الطوال) لأبي حنيفة الدينوري ما نصه: ((كان جنوح سفينة نوح واستقرارها على رأس جودي، جبل بقردى وبازبدى. دعني عزيزي المتابع أن أقف قليلاً على اسم بقردى. أن من عادة الشعوب السامية تختصر الكلمة وترفع منها بضعة أحرف وتأخذ حرفاً واحداً مثال اسم بقردى الذي يعني بيت قردى أي: منطقة أو موطن قردى؟. مثلاً تجد اسم بغديدا، حسب قولهم يعني بيت الشباب، كما قلت أن حرف الباء مختصر لبيت. واسم بعشيقة يقولون يعني بيت المظالم. وبعقوبة يقولون يعني بيت الحارس، أو بيت السجن الذي يقضون فيه العقوبة إلخ. جاء أيضاً في كتاب ياقوت الحموي (معجم البلدان) ج4 ص322  قردى قرية قريبة من جبل جودي بالجزيرة وبقربها قرية الثمانين -هشتايان- وعندها رست سفينة النبي نوح (ع). وجاءت في دائرة المعارف الإسلامية وهي مؤلف ضخم تضم بين دفتيه كم هائل من معلومات تاريخية عن المنطقة الإسلامية “The Encyclopaedia 0f Islam, II, London 1927, PP”: إن الأرامنة أطلقوا على – قردو- اسم كردوخ؟. وهكذا البلاذري والطبري وابن أثير ذكروها باسم بقردى. والكتابات الآرامية ذكرت الناحية الجنوبية لبحيرة وان باسم “بيت قُردو” أي: بيت كُردو، وذكرت مدينة باسم “گزرتا دو قُردو” للعلم أن اسم “بيت” باللغة العبرية والآرامية كما أسلفت يعني منطقة كـ:بيت لحم، وبيت لاهيا، بيت حانون الخ، وعندنا في جنوب كوردستان مدينة من أعمال اليهود الذين سباهم الآشوريون قبل الميلاد إلا وهي مدينة بيتواته؟. إذاً في هذه الجزئية ومن خلال المصادر المعتبرة والمعتمدة اتضح لنا بما لا يقبل الشك أن اسم قُردو أو قوردو هو كورد وكوردو. حقيقة لا أدري لماذا الدكتور خزعل يأخذ الخبر كمسلمة؟ أليس من الممكن أن غداً يكتشف آثار ما تنفي كلما تتبناه، كما هي الابتكارات العلمية تجدها اليوم صحيحة وسليمة إلا إنها بعد مرور عدة أعوام يظهر ابتكار آخر يقضي على ما قبله قضاءً مبرماً. بهذا السبب يشطح ويقع الدكتور في مطبات ويُنتقد من قبل الممسيحيين ومسلمين الشيعة كحميد شاكر والعلمانيين في مقدمتهم الأستاذ (فراس السواح) الباحث في الميثولوجيا وتاريخ الأديان. لا ضير إذا نشير إلى بعض الكلمات الهورية (حورية) التي جاءت في المصدر السابق وقارنها المؤلف مع الكلمات الكوردية السائدة اليوم والترجمة العربية نحن قمنا بها.

الكلمة الهورية                            الكلمة الكوردية اليوم                        المعنى باللغة العربية

ئەدی                                             ئەدی                                                 ثم ماذا  ئاگری           ئاگر                                               النار،                                                  شيء  يحترق

ئەردی                                           ئەرد                                                   الأرض

ئاواری                                              هاواری                                                الصرخة

کود                                       کەوت                                              وقع – سقط   إلخ.

25 02 2022

يتبع