الدكتور خزعل الماجدي بشطحة لسان يلغي الحضارة والتاريخ الكوردي العريق!!! 4/8 – محمد مندلاوي

 

“خاص لصوت كوردستان” – 

ويستمر الدكتور خزعل بتشككه بتاريخ الكورد القديم قائلاً: اورارتو، هي حضارة اورارتو.

توضيحنا عن ما قاله الدكتور خزعل عن اورارتو: حسب معرفتي المتواضعة أن لاورارتو أسماء أخرى هو نايري كاردوخي وخالدي وكوتي وجميعها أسماء كوردية؟ – لا تنسى في سياق كلامنا عن أسماء القديمة  التي لازالت شاخصة في كوردستان اسم قبيلة نهري؟ وأحد أبنائها وهو الشيخ عبيد الله النهري 1826- 1883م قاد ثورة عظيمة ضد الدولة العثمانية الطورانية والإيرانية القاجارية معاً عام 1880م- ثم، أن عاصمة دولة اورارتو كانت قرب بحيرة وان – شمال كوردستان- في المنطقة التي ذكر فيها اليونانيون اسم أرض كوردوئين؟. الشيء الآخر الذي يؤكد على أن كورد هم امتداد لأولئك الذين وجدوا على أرض كوردستان منذ عصور غابرة أن ما تركوه في هذه الأرض المقدسة لا زالت تحمل ذات الأسماء القديمة التي سموها، لو لم يكن الكورد امتداد لأولئك لأطلقوا عليها أسماء أخرى، مثال جبل رنو- Rnw الذي يقع بين مدينتي ايلام وايوان. بالمناسبة، حتى أن اسم جبل اسم كوردي كوتي ألا أن الكورد بعد أن وقعوا تحت تأثير اللغة العربية وذلك بتأثير فرض العقيدة الإسلامية عليهم تأثرت لغتهم القديمة باللغة العربية القادمة من الصحراء فتحول حرف الـ” گ- G” في اسم گبل – گەبەل إلى جبل جاء هذا في كتاب (مقدمة في فقه اللغة العربية) تأليف الدكتور المصري القبطي (لويس عوض). وعندنا  حول مدينة ايوان جبل بانكۆڵ – Bankol وجبل شێرەزویل- شارەزول وجبل مانتشت ومنطقة مادەشت ومدينة مهاباد ومنطقة ومدينة شهرزور وجبل بيستون الذي فيه آثار كوردية قديمة، وفيه تمثالاً كبيراً لهرقل عظيم الروم، وتمثالاً لدرايوش إلخ. وعندنا جبل بَراو – پەراو. وجبل شاهو وجبل پیرەمەگرون –    Piramagrwn وجبل هەڵگورد – Halgurdإلخ إلخ إلخ. أختي المتابعة أخي المتابع،هناك عالم لا يستطيع أحد أن يشكك بكلامه ألا وهو البروفيسور (فلاديمير مینورسکی- Vladimir Minorskij) 1877- 1966م يقول في كتابه (الأكراد ملاحظات وانطباعات) هامش ص 21: يعتقد الأكاديمي مار أن اسم “كاردوخي” يبين من حيث الهيئة أن هذا الشعب من أصل واحد مع الاورارتيين (الذين كانوا يسمون أنفسهم بالخالديين)؛ويضيف: وأما اللغة القديمة فقد تغيرت من أساسها فيما بعد بلغة هندية – أوروبية… . بالمناسبة، أن إحدى أفخاذ قبيلة كلهر الكوردية العريقة اسمها خالدي وأنا محمد مندلاوي من ناحية الجدة انتمي لهذا الفخذ، ومن ناحية الجد انتمي لنفس القبيلة الكوردية كلهر لكن لفخذ آخر اسمه ئەغمەی- Aghmay؟. الشيء الآخر الذي يجب الوقوف عليه والتأمل فيه أن (ا. م. دياكونوف) الروسي في كتابه الشهير تاريخ ماد (تاريخ ميديا) ص103 ترجمه إلى الفارسية (كريم كشاورز) طبع انتشارات بيام (پیام) طهران عام 2527 تقويم إيراني قديم: في الألفية الأولى ق.م. كانوا يطلقون على الأورارتويين والمانيين والميديين اسم “كوتي” ؟؟؟ – إن كوتي، كورتي، كورت،گوتی، کورتو،  قورد، كوردي، کوردو، کاردا، كورچیخ، كوردا إلخ جميعها اسم الكورد كان يلفظه ويدونه كل شعب أو مجموعة بشرية بطريقته الخاصة حتى يناسب نطقه وقواعد لغته التي يدون بها. فيما يتعلق باسم كوتي وكورتي إلخ خارج كوردستان، هناك رسالة دكتوراه قدمت عام 1797م تقول بالأصل الكوردي للشعب الكرواتي. كان قد قدمها المؤرخ (Josif Mikoczy Blumentha) ويؤكد في رسالته لنيل شهادة الدكتوراه أن الكروات- Kroatien ينحدرون من الأصل الكوردي- عزيزي القارئ الكريم، نحن نتكلم عن كل الذين ذكرهم الدكتور خزعل الماجدي في كوردستان، لن نخرج من أرض الكورد، ولن نتحدث عن حضارة قامت خارج كوردستان؟ باستثناء رسالة الدكتوراه التي قدمها ذلك الكرواتي الشهم قبل 225 سنة- ثم، لا ننسى أن لغة اورارتو كما هي اللغة السومرية والحورية واللغة الكوردية الموجودة اليوم كانت ولازالت الكوردية لغة إلصاقية، امتزاجية، بينما اللغات السامية ومنها العربية لغتها اشتقاقية؟ لقد تكلمنا في مقالات سابقة عن حيثيات اللغة الامتزاجية واللغة الاشتقاقية فلذا لا نقف عليها كثيراً. أكرر، أنا لا أقول أن جميع هؤلاء كانوا كورد، نترك هذا الحكم للقارئ اللبيب بعد أن يقرأ ويشاهد المشتركات الجمة بين الكورد اليوم وهؤلاء الذين كانوا جميعاً في كوردستان وامتدادهم اليوم هم تلك القبائل الكوردية المنتشرة بطول كوردستان وعرضها، حيث تجد جميع مشتركاتهم، كالمفردات اللغوية وغيرها حية وباقية عند أبناء هذا الشعب العريق إلى يومنا هذا؟.

ويستمر الدكتور في كلامه غير المنضبط علمياً وأدبياً. قبل أن أبدأ بعرض كلام الدكتور خزعل الماجدي أدناه، كي لا يفهم كلامي خطأ، لا أعني بالأدب الأخلاق كما هو شائع؟، بل أعني ما ينتجه العقل البشري من علم ومعرفة إلخ.

الآن نأتي بكلام الدكتور الذي يقول: الميدية، هي ميدية. أسألكم سؤال بسيط جداً: هل يحق أنا أقول أن البابليين عرب، إنها حضارة عربية، هل يحق لي. لو أني قلت هذا الكلام إلا تشرشحوني. طيب ماذا رأيك يا أستاذ – لا أعلم يقصد من بكلمة أستاذ؟- أن العرب ليس لهم حضارة، العرب وأنا عربي ليست لهم حضارة قبل الإسلام، في شيء اسمه الحضارة الإسلامية، ليست حضارة عربية إسلامية.

ردنا على ما قال الدكتور خزعل الوثني- الصنمي أعلاه: – قبل أن أبد بالرد في هذه الجزئية، حين سميته بالصنمي أو الوثني لا أقصد بهما انتماءًا عقدياً، أقصد بهما أنه كثيراً ما يستند في كتاباته ومحاضراته على الأصنام، مع أن الأصنام، التماثيل لا تأخذ مساحة كبيرة في صفحات التاريخ؟- يقول: إن العرب ليست لهم حضارة. لكن الدكتور في حديث آخر موجود في الـ”يوتيوب” بعنوان حوار الحضارات القديمة جزء الأول 04 02 2022 قال فيها: العربية – اللغة العربية- احتوت كل اللهجات العربية واللغات السامية وهذه ميزة من ميزات الحضارة العظيمة جداً لهذه اللغة؟. يظهر أن الدكتور خزعل الماجدي كجميع العرب لا يقرأ عن تاريخ الكورد وكوردستان فلذا يشطح في كلامه يميناً ويسارا، شرقاً وغربا. عزيزي المتابع، بما إنه مختص في هذا الحقل الحيوي وجب عليه تعلم اللغة الكوردية، وتحديداً اللهجة الفيلية كما تسميها العرب؟ لو كان يجيدها لانفكت أمامه طلاسم تاريخية عديدة. عزيزي الدكتور خزعل أن الميديين كأولئك الذين تطرقنا لهم كانوا في عمق الأراضي الكوردستانية وعاصمتهم مدينة (همدان) ومن أسمائها هگمتانە- اكباتانه- امدانه – آمادى- آنادانه. وتقع على الجانب الشرقي من جبل الوند- Alwand وعلى جانبه الغربي تقع مدينة (أسد آباد) لا زالت تقيم فيها قبائل كوردية كثيرة. ثم، لا أدري كيف سمح الدكتور لنفسه أن يلغي كوردية الميديين أو ميدية الكورد!!. حقيقة لا أريد أن أتحدث كثيراً عن كوردية ميديا لأني كتبت الكثير عنها وغير مستعد أن أعيد الكلام مرة واثنين وعشرة وعشرين، مَن يريد أن يعرف رأي في هذا الموضوع يذهب إلى حقل البحث في الجوجل (Google) ويكتب محمد مندلاوي: ميديا أو الميديون أو ماد أو ماي أو ماه الكوفة ستظهر له غالبية كتاباتي عن كوردية ميديا. وهذه بعض عناوين ما كتبنا في هذا الحقل، مقال بثمان حلقات بعنوان: السومريون كانوا كورد.. حتى وأن لن تظهر أدلة جديدة. مقال آخر بخمس حلقات بعنوان: الطائفة النسطورية.. من الهرطقة الدينية إلى الهرطقة التاريخية. ومقال بتسع حلقات بعنوان: دفعة مردي وعصا الكوردي. ومقال آخر بتسع حلقات بعنوان: رداً على الدكتور علي ثويني. ومقال آخر بست حلقات بعنوان: ولدت الحضارة السومرية من رحم حضارة ايلام الكوردية إلخ. يعذرنا القارئ الكريم إذا نشرنا هنا جزءًا مقتضباً عن ما قلناه سابقاً في هذا المضمار. بصدد آرية وكوردية السومريين، يقول الدكتور المصري (لويس عوض) في كتابه الشهير (مقدمة في فقه اللغة العربية) دار سينا للنشر الطبعة الثانية ص (44): ” قد دلت الأبحاث التاريخية والأثرية إلى أن حضارة سومر في جنوب العراق، وهي أقدم حضارة معروفة في بلاد بين النهرين، كانت حضارة هندية أوروبية. و يضيف الدكتور (لويس عوض) في ذات المصدر، فبتحليل نقوشها، وجد العلماء، أن اللغة السومرية، لغة ميدية سكيذية” انتهى الاقتباس. من بقايا السكيذيين اليوم في شرقي كوردستان مدينة “سه قز – Seqz”؟. إن الكلام الذي ذكرناه أعلاه، ليس كلام إنسان كوردي، بل هو كلام صادر من إنسان أكاديمي مصري حجة ومرجع في الأوساط الأكاديمية، يقول بصريح العبارة، أن اللغة السومرية واللغة الميدية لغة واحدة، ولا يخفى على أحد أن الميديين، كانوا جزءًا من الشعب الكوردي، كما يقول معظم المؤرخون والكتاب العرب وغيرهم، منهم على سبيل المثال وليس الحصر، الأستاذ (علي ظريف ألأعظمي) في كتابه (تاريخ الدول الفارسية في العراق) صفحة (9) طبع مطبعة الفرات في بغداد سنة (1927) ما يلي:” الميديون سكان ميديا أو ميدية أو بلاد مادي ويقال ماذي وهي التي عرفت أخيراً بآذربايجان والعراق العجمي معاً ويقال لها مدية أيضاً ويسمى هذا الإقليم ببلاد الجبل أيضاً ومن أقسامها شهرزور وحلوان، وهم أي الميديون من الجنس الآري أخوان الفرس والأفغان والأرمن وغيرهم من الآريين ومن بقاياهم الآن الأكراد. وكانت لهم دولة قديمة كبيرة خضع لحكمها الفرس مدة ثم استولى عليها كورش الفارسي”. انتهى الاقتباس. لكي ندعم كلامنا وكلام الدكتور (لويس عوض) نأتي بما جاء في كتاب (معجم البلدان) جزء السابع صفحة  294- 295  لياقوت الحموي الذي عاش بين أعوام 574- 626 هجرية  قصيدة لـ(علي بن محمد العلوي الكوفي) المعروف بالجماني يصف فيها الكوفة التي كانت تسمى قديماً بـ(كوفان) أيضاً، وذكر الشاعر في قصيدته في ذات المنطقة اسماً لآثار((ماديان)) صيغة الجمع لاسم ميديا. تقول القصيدة:

ألا هل سبيل إلى نظرة                                                                                    بكوفان يحيا بها الناظران                                                                                    يقلبها الصب دون السدير                                                                                         حيث أقام بها القائمان                                                                                       وحيث أناف بأرواقه                                                                                          محل الخورنق والماديان                                                                                     وهل أبكرن وكثبانها                                                                                                تلوح كأودية الشاهجان                                                                                       وأنوارها مثل برد النبي                                                                                       ردع بالمسك والزعفران”.

وفي أيامنا هذه بعيداً عن الكوفة في شرقي كوردستان توجد قرب مدينة (سنندج) وادي باسم ( ماديان دۆڵ – Madiandol)، أن اسم “دۆڵ- Dol” في اللغة الكوردية يعني الوادي، أي: “وادي الميديين”. إنه من الأسماء المشتركة عند الشعوب الآرية حتى في اللغة السويدية والنرويجية والهولندي يسمى (دال- Dal) وكذلك في البولونية والكرواتية (دولينا- Dolina) إلخ. من المرجح أن الشاعر العربي قبل حدود 1000 سنة كان يقصد في قصيدته وصف لآثار السومريين في المنطقة، الذين قال عنهم الدكتور (لويس عوض) أنهم من العنصر الميدي؟. والمؤرخ الإيراني الفارسي (حسن بيرنيا) يقول في كتابه (تاريخ إيران..) ص (48) إن الميديين كانوا من العرق الآري، ويضيف: ولا يعرف متى استوطن هؤلاء في آذربايجان وكوردستان. وفي ذات الصفحة ينقل عن المؤرخ الكلداني (برس) الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد، قائلاً:” في زمن قديم جداً حكم الميديون بابل 224 سنة”. وفي ص (49) ينقل عن (هيرودوت – Herodotus) الذي عرف بأبي التاريخ، والذي عاش في القرن الخامس ق.م. : إن الميديين في قديم الزمان كان يطلق عليهم اسم (آريان) وفيما بعد سموا أنفسهم ميديين. بهذا الصدد أيضاً، يقول المؤرخ العلامة الدكتور (ويل ديورانت – Wil Durant) (1885- 1981) في كتابه (قصة الحضارة- The Story of Civilization) الذي يعتبر مرجعاً مهماً في تاريخ الشعوب، وهو كتاب موسوعي غني بالمادة التاريخية، قلما يوجد نظير له في هذا المضمار، يسرد العلامة (ويل) بأسلوب علمي شيق قصة الحضارات البشرية جميعها، منذ نشأتها وحتى القرن التاسع عشر. يتسم المؤلف، بالموضوعية وبالمنهج العلمي الرصين. لقد ترجم الكتاب إلى العربية، وأصدرته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية. يقول هذا المؤرخ الموسوعي عن (السومريين):” أنهم قوم جبليين أشداء متوسطي القامة، عيونهم واسعة لوزية، وفي أنوفهم انحناءة آرية”. – يقصد الجنس الآري- من المعروف للقاصي والداني لا يوجد جنس (آري) في العراق وكوردستان والمنطقة المحيطة به غير الكورد؟. وفيما يتعلق بكلام الدكتور خزعل الصنمي: إن العرب ليست لهم حضارة. عزيزي الدكتور بلا أدنى شك ليست لهم حضارة. أتعرف لماذا؟ لأن الإنسان كما يقال: ابن بيئته، والبيئة العربية ليست فيها مفردة من مفردات الحياة الضرورية كي تحرك خلايا دماغه حتى يبدع ويتحضر ويبتكر. الشيء الوحيد الذي قام به العرب أنهم اعتنقوا العقيدة الإسلامية وسيروها لأنفسهم حتى يخرجوا من شبه جزيرتهم الجرداء غير ذي زرع كي تكون حافزاً قوياً لهم لاحتلال أوطان الآخرين بحد السيف احتلالاً استيطانياً  الذي استمر إلى يومنا هذا، ومن بقاياهم الدكتور خزعل وغيره كثر. للعلم، حتى أن القبائل العربية ذاتها لم تسلم بالتبليغ ونشر الدعوة، بل أسلمت بحد السيف البتار؟. للأسف يا دكتور خزعل اللون الأحمر طاغي في تاريخكم. حقيقة لا أريد أن أسرد كل شيء، الذي تقشعر له الأبدان، وعنده نحتاج أن نسود صفحات وصفحات، لكني أقول للدكتور خزعل، دعنا نتوسع قليلاً في كلامنا حتى نعرف لماذا سبق الكورد العرب والآخرين في المنطقة في حقل الحضارة، لسبب بسيط جداً، أن الوطن الكوردي كوردستان فيها 4000 نوع نبات، وهذه النباتات على مدى وجودها في أرض الكورد شاهدها الكوردي وتابعها على مدار السنة كيف تنبت وكيف تنموا وكيف تثمر وكيف تموت وما الفائدة منها إلخ على ضوء هذه المتابعة الدائمة لها ابتكر الكوردي لها اسماً يناسبها، وهذا يعني، أن البيئة التي يعيش الكوردي في وسطها هي التي حركت خلايا دماغه حتى يتحضر ويبتكر. وهكذا الأشجار المتعددة التي لها ثمار، وتلك التي ليس لها ثمار، كلها أطلق عليها الكورد قبل آلاف السنين الأسماء التي تناسبها، وذلك قبل أن تظهر العرب كمجموعة بشرية على مسرح التاريخ؟. ومثلها الحيوانات الكاسرة والأليفة، سماها الكوردي بأسماء تناسبها في كل جوانب حياتها. وهكذا الطيور الجارحة وغيرها، من البدء أوجد لها الكوردي أسماءًا تناسبها. وكذلك الجبال الشاهقة والأرض المنبسطة والأنهار والشلالات المتدفقة كلها لها أسماء تناسب ارتفاعاتها ووعورتها وانبساطتها وجريانها والأحياء التي تعيش فيها وعليها إلخ. للعلم، هناك أسماءًا كثيرة اقتبسها العرب من الكورد وغيرهم. عزيزي المتابع، لاحظ العربي حتى في جزيرة العرب يستخدم الكلمات والأحرف الكوردية مثل: گ – چ- ژ – پ – ڤ. مع إنه عربي وجب عليه أن يستخدم الكلمات والأحرف العربية؟. في هذا الحقل لدينا مقال بعنوان: نبذة عن الكلمات الكوردية الشائعة في لهجة العرب في العراق؟. وفي ذات الحقل، بما أن الأرض الكوردية جبلية وفيها طقس بارد وجب على الكوردي قديماً عندما يسافر من وإلى أن يحسب في رأسه كم جبل وربوة في طريقه، وكم هي ارتفاعاتها، وكم هي عرضها، وكيف يكون الطقس هل سينهمر مطر أم ينزل ثلج وكم هي درجة الحرارة والبرودة، بناءًا على هذه الجغرافيا وهذا الطقس شديد البرودة، ابتكر الكوردي الملابس المناسبة كي يقيه من البرد القارس ومن أنياب الحيوانات المفترسة وبناءًا على هذه المتطلبات الحياتية ابتكر السلاح كي يدافع به عن نفسه ضد الحيوانات الكاسرة إلخ. عزيزي المتابع، كل هذا الذي في وطن الكورد جعله يستغل فصل الربيع والصيف للزراعة كي يدخر منها شيئاً لفصل الشتاء الذي لا يستطيع الخروج من منزله أو التنقل إلى أماكن أخرى. بهذا الصدد جاء في المصدر السابق ص 21: يقول Schul  في ألمانيا عام 1913م ص 3 عن النباتات: الشيء الآخر عن قدم الحضارة في هذه المنطقة – كوردستان- وجود نوع من الغلة أطلق عليها العلماء امر – emmer واعتبروها أصل زراعة الحنطة، ويضيف: إن هذه الغلة كشفت قرب كرند – شرق كوردستان قرب مدينة سربول ذهاب-. وعالم آخر ألا وهو  العالم الأمريكي (روبرت جون بريدوود (Robert John Braidwood=  جاء نص كلامه في كتاب للصحفية (درية عوني) بعنوان: (عرب وأكراد خصام أم وئام) ص 18: إن الزراعة وتطوير المحاصيل قد وجدتا في كوردستان منذ (12) ألف سنة، انتشرت منها إلى ميزوبوتاميا السفلى، ثم إلى غرب الأناضول ثم إلى الهضبة الإيرانية ثم وصلت منذ ثمانية آلاف سنة إلى شمال أفريقيا ثم أوروبا والهند الخ، ويضيف البروفيسور الأمريكي (بريدوود): إن كثيراً من المحاصيل التي نعرفها الآن، كالقمح والذرة والشعير إلخ، قد انطلقت من كوردستان. أما الصناعة، فيؤكد البروفيسور المذكور: أن منطقة “چايونو-  Çayunu” في شمال كوردستان يمكن أن يطلق عليها اسم أقدم مدينة صناعية في العالم، وهي أقدم منطقة في العالم يستخرج منها النحاس إلى يومنا هذا. هنا أذكر الدكتور خزعل بكلام سمعته وهو يقوله في إحدى أحاديثه والكلام موجود في اليوتيوب بعنوان: حوار الحضارات القديمة الجزء الأول 04 02 2022: الجغرافيا والتاريخ يتآزران قي صنع الحضارة. بدون أن يكابر الدكتور أليس الذي قاله حضرته تجده في كوردستان، حيث أن الجغرافيا والتاريخ متآزران في كوردستان ويجذبان قلم الكاتب وقريحة الشاعر لوصفها كجنة الخالق على الأرض؟. فلذا بدأ الإنسان القديم حياته المتحضرة بعد أن هجر الكهوف وبنا المنازل في تجمعات بشرية على شكل قرى كما هي قرية چەرمو- Charmw في محافظة السليمانية في جنوب كوردستان التي عمرها 9000 سنة. هل توجد في شبه جزيرة العرب مفردات الحياة كتلك التي في أرض الكورد؟ بالطبع لا وألف لا. لكي أكون دقيقاً فيما أقول، بلا أدنى شك توجد في شبه جزيرة العرب شيئاً من الذي موجود في وطن الكوردي لكن لا يقاس ولا بـ 5% من تلك التي عند الكورد، فلذا كانت لغتهم فقيرة حتى جاء الإسلام واقتبسوا مفردات كثيرة لغوية وحياتية من الكورد والفرس وغيرهم وتجد هذه المفردات حتى في القرآن. من هذه الأشياء الحياتية الضرورية إنك لا تجد نهراً أو شلالاً أو بحيرة في جزيرة العرب؟ كذاك الذي في كوردستان، أو جبلاً مكسواً بالغابات الكثيفة كذاك الذي في كوردستان، أو الحيوانات العديدة التي في جبال ووديان كوردستان، أو المواد الأولية القير والجص والمرمر والنحاس إلخ التي تزخر بها الأراضي الكوردية. لكن الذي عند العرب ولا وجود لها في جبال كوردستان هو الجمل فقط لذا أفضى فيه العرب ما عندهم من أسماء حتى وصلت إلى 1000 اسم!!، لو كان هناك حيوانات أخرى كثيرة في صحرائهم لوزعوا الأسماء 999 البقية على حيوانات أخرى. وفيما يخص البابليون، بلا شك لا يستطيع الدكتور أن يقول أنهم عرب لسبب بسيط لأنهم ليسوا عربا بل ساميون. دليل آخر على وجود الحضارة الكوردية، إنك تجد عند الكورد عدة شرائع وكل واحدة منها تحتاج إلى فلسفة وعلم وأدب ومنطق، كالدين الكوردي الواحد الأحد، وشرائعه المتعددة الزرادشتية وكتابه الأفيستا، والإيزيدية وكتابيه جلوة ومصحف رَش، واليارسانية – الكاكائية وكتابيه سَرنجام وكلام. كلمة حق نقوله في نهاية هذه الحلقة، لو كان الكورد في صحراء العرب، والعرب في كوردستان لصار العكس، لأن الإنسان كما أسلفت ابن بيئته، كما قال الدكتور نفسه: الجغرافيا والتاريخ يتآزران في صنع الحضارة. في كوردستاننا تآزرت الجغرافيا مع التاريخ وصنعت الحضارة على أيدي الإنسان الكوردي التي سبقت حضارات الجميع على كوكبنا الدوار، حيث تشاهدها في قرية جرمو المشار إليها أعلاه، وفي ابتكار الزراعة والأشياء التي ذكرناها في سياق ردنا هذا أو من خلال سلسلة مقالاتنا التي كانت بعنوان:كركوك الحقائق والوقائع التاريخية تتكلم عن أصالتها الكوردية وعراقتها الكوردستانية. كي لا أرهق القارئ العزيز هذا يكفي كتوضيح عن الجزئية أعلاه.

25 02 2022

يتبع