“خاص لصوت كوردستان”
ويضيف الدكتور في الجزئية أدناه: كيف بنا حضارة يا أخوان، أنا لا أميل لهذه المبالغات هذه إذا كانت جاية – جاءت- من ناس يعجبهم – تعجبهم- يبالغون فتخصهم ما يخصني آني – أنا- قضية متعمد لكن فعلاً ما قلت هذا الكلام وأحاسب عليه بعدين كل شيء في حدوده كل شيء في مكانه الصحيح كل شيء باسمه يعني لو أقول أن الحضارة الآشورية عربية قلت رتيب هذا الكلام يدمرني هذا الكلام يدمر مستقبلي كله، فكيف أقول أن الحضارة الكوردية هي حضارة حيثية حورية إلى 20 اسم اشلون – كيف- يصير على أي أساس ما هذه كل واحدة لها لغة لها تراث ولها ثقافة ولها ديانة ولها آلهة أين آلهة الأكراد، هل هناك حرف دون باللغة الكوردية مثلاً، أبد ما موجود، فأرجوكم أرجوكم نقلل من الغلوى -غلواء- كما قال أحد الأصدقاء ليس بالضرورة لكل شعب حضارة، لها تراث نعم،لها تاريخ نعم، لها تقاليد نعم، لها ثقافة، ثقافات وليس ثقافة، مو – ليست- بالضرورة لها حضارة، كل حضارات العالم 24 حضارة بضمنها الحضارة الحديثة، ليس كل شعوب الأرض، هذا يعني نحتاج 2000 حضارة هل هذا صحيح.
والآن نرد على الدكتور خزعل بالتفصيل الممل: عزيزي القارئ اللبيب، قبل فترة وللمرة الكذا كتبت مقالاً مطولاً عن كركوك، كانت بعنوان (كركوك الحقائق والوقائع التاريخية تتكلم عن أصالتها الكوردية وعراقتها الكوردستانية) وكانت عبارة عن 21 حلقة بـ 55 صفحة، لأني ابتغيت أن يكون رداً مفصلاً على أولئك المستوطنين العرب في كركوك دون استثناء؟، لكن قبل أن أدخل في صلب الموضوع الذي هو كركوك، قلت من الأفضل أن ألقي نظرة على تاريخ العراق بما فيه جنوب كوردستان الذي ألحق به قسراً عام 1925 بعد المؤامرة الخبيثة الدنيئة التي قادتها بريطانيا (الكافرة) في عصبة الأمم، لأنها – بريطانيا- هي التي أسست هذا الكيان المصطنع باسم العراق عام 1920، واستوردت له مملوكاً من شبه جزيرة العرب اسمه فيصل. على أية حال، ليس هذا موضوعنا الآن. وجدت في صفحات التاريخ أن الأرض المنخفضة التي تسمى العراق كانت مغطاة بالمياه، لأنه كان هناك بحراً باسم بحر الـ”تيثس – Tethys” الذي كان موجوداً في الأزمنة القديمة وكانت مياهه تغطي أراضي العراق وأراضي أخرى مجاورة لها، لقد سمي بهذا الاسم (تيثس) نسبة إلى آلهة البحار الإغريقية، وكانت الحياة في ذلك التاريخ موجودة فقط في الأراضي المرتفعة التي هي كوردستان؟، لقد وجدت ما يدعم رأيي هذا في محاضرة للدكتور خزعل الماجدي نفسه، الذي تحدث فيها عن الحياة في المنطقة وذكر العديد من الكهوف التي كلها موجودة في كوردستان، لم يجد كهفاً واحداً في العراق حتى يذكره في محاضرته التي كانت بعدة أجزاء والكهوف كما هي معروفة كانت مأوى الإنسان القديم؟؟؟. لقد بدأ الإنسان الكوردي القديم لأول مرة بحرث الأرض وزراعتها بالقمح وغيره في كوردستان، وقام الإنسان الكوردي قديماً بتدجين الحيوانات، وصنع الأدوات التي يحتاجها من الحجر والعظام، كالمناجل والملاعق إلخ، وقام لأول مرة ببناء المنازل، وإنشاء القرى، كقرية “چەرموو = Charmoo” المحرفة عربياً إلى “جرمو” والتي تقع على سفح سلسلة جبال زاگروس (زاغروس) شرقي مدينة (کەرکووک = كركوك) في جنوب كوردستان، التي تاريخ بناءها – جرمو- يعود إلى 7000عام ق.م. وقبل تلك الأدوات ابتكر الكوردي اللغة للتعبير عن معاني ما يجيش في رأسه. جاءت في الموسوعة الحرة: أكتشف موقع “جرمو” في أربعينيات القرن الماضي وأوكلت الجهات المختصة عملية التنقيب إلى معهد الدراسات الشرقية في جامعة شيكاغو، الذي أرسل مجموعة من خبرائه وعلى رأسهم العالم (روبرت بريدوود= Robert Braidwood) 1907- 2003. استناداً إلى كتابات “بريدوود” كانت جرمو تحوي 100-150 شخص كانوا يعيشون في 20 بيتا مبنياً من الطين حيث مارس سكان جرمو الزراعة بطرق بدائية وكانوا يربون الحيوانات الأليفة، أو تلك التي دجنوها. عزيزي المتابع، أليست هذه الأشياء التي ذكرناها أعلاه تعتبر ألف باء الحضارة على الأرض؟ أليست أولى إشارات الحضارة انطلقت من موطن الكورد كوردستان؟. للعلم، أن قرية جرمو ليست القرية الوحيدة في كوردستان وجدت قبل الميلاد بـ7000 عام، بل هناك قرى أخرى في كوردستان تاريخ بناءها ليس أقل من تاريخ بناء جرمو، كقرية “زاوچەمی= Zawcemi” وقرية “چوخمامی= Çwskmamy “و”تەپەگاور= Tepegawer”إلخ أعتقد أن الدكتور خزعل ذكر هذه القرى في محاضرته المذكورة. عزيزي القارئ، بعد هذه الزيارة لكوردستان كتب عالم الآثار ما قبل التاريخ (انثروبولوجيا) “بريدوود” عن الحضارة والمدنية والزراعة الأولى للقمح وغيرها في العالم.لا ننسى، إنه فيلسوف الحضارة الشهير صاحب نظرية التفسير الحضاري لحركة التأريخ وتطور البشرية عبر تسلسل “كرونولوجي= Chronologie ” لنقرأ معاً ماذا قال هذا العالم الفيلسوف عن الكورد وكوردستان: إن الشعب الكوردي كان من أوائل الشعوب التي طورت الزراعة والصناعة ومن أوائل الشعوب التي تركت الكهوف لتعيش في منازل بها أدوات منزلية متطورة للاستعمال اليومي. وقبل “بريدوود” شهد على المدنية التي كانت سائدة بين الكورد القائد والمؤرخ وتلميذ سقراط البطل اليوناني (گزينفون =كزينفون= كسينفون) 430 – 352 ق.م. في كتابه (رحلة العشرة آلاف مقاتل). يقول هذا الفيلسوف والمؤرخ والقائد العسكري اليوناني القادم من بابل والمتجه نحو وطنه يونان عام 401-400 ق.م.: بعد وصولنا إلى قرية للكردوك – الكورد- خرجوا من منازلهم وأخذوا النساء والأطفال إلى أعالي الجبل. ويستمر: لقد حصلنا في منازل الكردوك على طعام وفير، ويضيف: كانت في تلك المنازل أدوات منزلية عديدة، لم نأخذ من بيوت الكردوك سوى الطعام، ويقول كسينفون أيضاً: بعد المواجهة القتالية مع الكردوك احتل الجيش اليوناني قرية أخرى من قرى كردوك وأيضاً وجدوا في منازلها الطعام الكافي، ويصف أيضاً جمال منازل القرية، ويقول: إنهم حصلوا على الشراب والطعام أيضاً كان قد حفظه الكردوك في مخازن خاصة عدت لهذا. أليس وجود هذا الطعام والمنازل الجميلة دليل على التحضر والرفاه الاجتماعي في ذلك التاريخ؟. ويتحدث كسينفون عن سلاح كردوك: كان لهم القوس، وكان لهم مقاليع مصنوعة من الخيط – يضع فيها الحصى ويرمى بها العدو-. ويقول كسينفون: سرنا في بلاد الكردوك سبعة أيام بلياليها، خلال هذه الأيام والليالي قاتلونا الكردوك، وخلال القتال كانوا ينشدون الأناشيد إلخ. عزيزي المتابع، يظهر من خلال حديث (كزينفون- كسينوفون – گزینفون) أن الكورد في ذلك العصر، في القرن الخامس قبل الميلاد كانت بلادهم واسعة بحيث سار الجيش اليوناني في جزء منها سبعة أيام بلياليها؟، وكان الكورد في وضع اقتصادي مرفه، حيث الطعام الوفير والشراب الكثير؟ وكانوا شعباً متحضراً امتلكوا الأسلحة التي دافعوا بها عن أنفسهم وطريقة بناء منازلهم إلخ. ويتحدث (كسينوفون) عن طراز منازلهم بأنه طراز جميل الخ. كل هذا يدل على صحت كلامنا بأن ألف باء الحضارة التي باءت اليوم لها مفاهيم كثيرة انطلقت من كوردستان، أو أن الكورد من أوائل الشعوب التي تحضرت وانتقل من حياة الكهوف إلى العيش في منازل. عزيزي القارئ، الفضل ما شهدت به الأعداء. هذه شهادة من الفيلسوف (كسينوفون) ومن العالم (بريدوود) نعتز بها نحن الكورد لأنها صدرت من شخصين الأول مؤرخ، والآخر عالم ذي اختصاص، له وزنه ومكانته في العالم حيث يذكر التطور الذي بدأ في كوردستان عند الشعب الكوردي قبل الكثير من الشعوب الأخرى؟ وكان نتاج هذا التطور وضع اللبنة الأولى لبناء صرح الحضارة البشرية. كما أسلفت، عندما كانت الأراضي المنخفضة مغمورة بالمياه، كانت أعالي جبال كوردستان تنبض بالحياة والحركة من قبل أولئك الكورد، والشاهد على ذلك التأريخ والآثار المكتشفة في كهوف وقرى كوردستان ككهف “بيستون= Bisston ” في شرق كوردستان حيث يرجع تأريخه إلى مائة ألف سنة قبل الميلاد، وكهف شاندر في جنوب كوردستان حيث يرجع تاريخه إلى عشرات آلاف السنين. أدناه صورة لكهف شاندر على سفح جبل برادوست ضمن سلسلة جبال زاگروس= زاغروس في قضاء مێرگە سوور = ميركه سور= Meyrgasor في جنوب كوردستان. لقد عثر فيه على هياكل عظمية لإنسان النياندرتال:
لا عزيزي الدكتور، أنت لو تُحاسب ستحاسب عن الكلام الماسخ الذي قلته ضد واحدة من أعرق شعوب الأرض ألا وهو الشعب الكوردي. صدقني قلت كلاماً لا يقوله الإنسان السوي. بلا أدنى شكل ستصبح أضحوكة إذا تقول أن الآشوريين عرب، لأنهم كانوا آشوريون، وانتهوا من صفحات التاريخ عام 612 قبل الميلاد على أيد الكورد الميديون كانتهاء الديناصورات من على وجه الأرض ولم بعد لهم وجوداً سوى في كتب التاريخ. للعلم، لقد تنبأ على فناء الآشوريين الكتاب المقدس في سفر ناحوم وغيره. كأي جاهل بالتاريخ يتساءل الدكتور خزعل الماجدي: أين آلهة الأكراد. أتعرف اين اسم آلهة الكورد يا دكتور خزعل؟ في بغداد، أعني تجده في اسم بغداد – بەغ داد حين بناها الكوردونياش- الكاشيون- الكاسيون قبل 4000 سنة وأطلقوا عليها هذا الاسم الذي يعني عطية الإله بەغ – بَغ – بەگ – Bag لأنها قرب نهر دجلة حيث الماء الوفير والخضرة الدائمة والجو المعتدل قياساً بجو كوردستان البارد قالوا أن الإله بَغ- بەگ منحنا إياها، إن مكان هذا الإله إلى الآن موجود قرب مدينة كرماشان (كرمنشاه) قرب الحدود العراقية الإيرانية المصطنعة التي خطها حراب الاحتلال البريطاني والعثماني ويسمى الآن بيستون لكن قديماً كان يسمى بغستان- بەگستان، أي مكان الإله بَغ- بەگ. للزيادة، على وزن اسم بغداد أي عطية الإله بغ إلى اليوم موجود أسماءًا بذات الصيغة والمعنى في كلتا اللغتين الكوردية والفارسية كـ: مهرداد أي عطية الإله مهر، هذا أيضاً إله كوردي وإيراني، وكذلك خوداداد أي عطية الإله خودا، وايزداد أي عطية الإله ايزد، وهكذا في الشهور الإيرانية مثل خُرداد إنه العضو الخامس في مجلس القديسون أو رؤساء الملائكة، وهو موكل بالمياه. ومثله مرداد،العضو السادس في مجلس القديسون الخالدون أو رؤساء الملائكة وهو موكل على النباتات إلخ. وللكوردونياش – الكاشيون آلهات أخرى مثل: شوكامون، شيمالي، كاشو. أدناه نصب على سفح جبل في سربول ذهاب في محافظة كرماشان يظهر الملك اللولوبي يسحق أعدائه وتقف أمامه الآلهة انانا التي كانت آلهة سومر أيضاً وغيره فيما بعد؟. للعلم أن غالبية الآلهات في سومر كانت تسبق اسمائهن صفة نَن؟ وهذه الصفة لا زالت حية في اللغة الكوردية حيث تقال للجدة والسيدة الكبيرة الوقورة ذات منزلة في قومها. يعلم الدكتور قبل غيره في سومر سبق اسم الآلهة صفة نًن، ويقال”نه نه- Nana” وفي الكوردية أيضاً “نه نه- Nana”. وأسماء الآلهة في سومر تبدأ بها ” نَن- Nan” وهي ترخيم لاسم “نه نه- Nana” لقد ذكر الدكتور خزعل في كتابه (متون سومر) أسماء بعض الآلهات السومرية بهذه الصيغة: نن موگ، ونن گونا، ونن اما، ونن مادا، ونن بارا، إلخ. وفي نفس الكتاب مزج الدكتور الصفة نَن مع الاسم هكذا :(ننتي) آلهة الشهور وراعية الزمن، و(ننسگلا) آلهة دلمون، و(ننكاسي) آلهة الخمرة، و(ننكورا) آلهة الأصباغ، و(ننكيزي اوتو) آلهة نباتية، و(ننسار) سيدة الخضار والنباتات التي تؤكل،و(ننمو) سيدة النباتات ذات الألياف، و(ننسون) أم دموزي، و(ننليل) زوجة انليل، و(ننسينا) آلهة الشفاء، و(ننمار) آلهة الطيور، والآلهة (ننكي) سيدة المكان، والآلهة (ننتو) سيدة الولادة، و(ننماخ) السيدة الكبيرة إلخ. لاحظ عزيزي القارئ، بما أن الدكتور كأي عربي آخر لا يعرف حقيقة الأسماء السومرية تجده في بعض الأماكن مزج صفة الآلهات التي هي نەن – نَن- Nan مع أسمائهن وفي أماكن أخرى فصلهن؟؟؟. هل يجوز أن تكتب الباحثخزعل، أو الكاتبخزعل؟؟. حسب معرفتي المتواضعة جداً لا السومرية ولا الكوردية ولا غيرهما تمزج الصفة مع الاسم، حتى لو كانت لغتها إلصاقية،امتزاجية. أدناه نصب ملك لولو – أجداد الكورد اللور- كما أسلفت تقف أمامه الآلهة انانا. كي لا يختلط الأمر على القارئ الكريم نقتبس شيئاً من مقال أكاديمي بعنوان: دولة بابل الثالثة العصر الكشي لشخص عربي اسمه (منشد مطلق المنشداوي) ماجستير آثار ينقل عن سامي سعيد الأحمد، مؤرخ عراقي في تاريخ الشرق القديم، حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة ميتشيغان عام 1962 وعين أستاذاً للتاريخ القديم في جامعة دنفر في كولارادو الأمريكية بين أعوام 1963- 1967 وفي أواخر الستينات عاد إلى العراق وعين أستاذاً في جامعة بغداد في كلية الآداب – قسم التاريخ. يقول الأحمد في كتابه العراق القديم، ج2، جامعة بغداد – 1983، ص 104 يقول: ساوا الكاشيون بين آلهتهم وبين الآلهة البابلية؛ فجعلوا (شيباك) مساوياً (لمردوخ)؛ ولعل هذا إنما يشير إلى أن الكاشيين قد عبدوا أرباب وادي الرافدين؛ إلى جانب أربابهم القومية؛ بأسمائها القديمة أحياناً؛ وبأسماء آرية جديدة أحياناً أخرى. إن النصب أدناه يعود إلى النصف الثاني للألفية الثالثة قبل الميلاد:
أدناه نصب آخر في تاقوسان (طاق بستان) قرب مدينة كرماشان كرمنشاه) للملك الساساني الكوردي خسرو پرویز – كسرى برويز وخلفه يقف الإله وحول رأسه هالة من النور المشع. لاحظ لا يوجد على رأس الملك أي نور لأنه ليس إلهاً؟. ثم لا حظ زي ثلاثتهم نفس الزي الذي يرتديه الملك الحيثي شوبيلوليوما الذي نشرنا صورته في حلقة سابقة في سياق ردنا هذا:
وفيما يتعلق باللغة الكوردية التي شكك بها الدكتور، إن مخطوطة (شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام) الذي ورد ذكره في أقدم ببلوجرافيا عربية وهو كتاب الفهرس لـ(ابن النديم) من القرن الحادي عشر الميلادي. الذي قال عن المخطوطة المذكورة أعلاه لـ(أبو أحمد بن علي) المعروف بـ(ابن وحشية النبطي الآرامي الكسداني) إنه عالم لغوي عاش في القرن الثالث الهجري أي قبل أكثر من أحد عشر قرناً تناول في كتابه (89) من اللغات القديمة وكتابتها ومقارنتها باللغة العربية، وضمنها اللغة الكوردية والهيروغليفية وأشار فيها إلى اللغة الكوردية، جاء هذا الكلام لـ (ابن وحشية النبطي الآرامي الكسداني) في الباب السابع والأخير في كتابه المذكور ص (165) طبع دار الفكر يقول: في ذكر أقلام الملوك التي تقدمت من ملوك السريان والهرامسة والفراعنة والكنعانيين والكلدانيين والنبط والأكراد والكسدانيين والفرس والقبط. انتهى كلام ابن وحشية. كما بينا أعلاه أن هذا الكلام ورد في كتاب قبل 1000 سنة يتكلم عن اللغة الكوردية وليست لهجة؟ ثم، إنه ذكر بجانب اللغة الكوردية اللغة الفارسية؟؟؟ كيف الكوردية لهجة فارسية وتتقدم على اللغة الفارسية، كيف تكون مدغماً معها يا دكتور…؟؟!!. يقول ابن وحشية النبطي الآرامي: “وقد رأيت في بغداد في ناووس من هذا الخط – يقصد الخط الكوردي،أي الكتاب الكوردي- نحو ثلاثين كتاباً، وكان عندي منها بالشام كتابين: كتاب في أفلاح الكرم والنخل، وكتاب في علل المياه وكيفية استخراجها من الأراضي المجهولة، فترجمتهما من لسان الأكراد إلى اللسان العربي لينتفع به أبناء البشر” ثم يقول ابن وحشية في كتابه المذكور ص (203 – 204): “إنما كانت براعة الأكراد الأول في صناعة الفلاحة وخواص النبات ويدعون أنهم من أولاد بينوشاد، وقد وصل إليهم سفر الفلاحة لآدم (ع)”- قارن هذا الكلام مع كلام (روبرت بريدوود) الذي ذكر انطلاق الزراعة من كوردستان؟- ويضيف في نهاية كتابه المذكور، “صفة قلم من الأقلام القديمة وفيه حروف زائدة عن القواعد الحرفية، تدعي الأكراد إنه القلم الذي كتب به بينوشاد وماسي سوراتي جميع علومهما وفنونهما وكتبهما بهذا القلم” إن صورة هذه الحروف الكوردية القديمة منشورة أيضاً في كتاب العلامة (محمد مردوخ) في صفحة (39) طبع الكتاب سنة (1351) للهجرة. (أدناه صورة الحروف الكوردية القديمة وتحتها الحروف العربية لكي يتسنى للقارئ معرفة صورة الحرف و تهجيها).
أكرر، إن العلامة (ابن وحشية) ألف كتابه المذكور سنة (241) للهجرة (856) ميلادية، حيث أرخ هذا التاريخ في نهاية كتابه المشار إليه. كي لا ننسى، أن مفسري القرآن أيضاً وضعوا اللغة الكوردية والعربية وغيرهما من اللغات في مستوى واحد، لم يميزوا بينها بدرجات وأرقام، والقرآن قال هذا بكل وضوح في سورة الروم آية (22):” ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين” يقول (ابن كثير) في تفسيره “لاختلاف الألسن”: يعني اللغات فهؤلاء عرب وهؤلاء تتر وهؤلاء كرج وهؤلاء روم وهؤلاء إفرنج وهؤلاء بربر وهؤلاء حبشة وهؤلاء هنود وهؤلاء أرمن وهؤلاء أكراد،إلى غير ذلك مما لا يعلمه إلا الله تعالى من اختلاف لغات بني آدم واختلاف ألوانهم. أليس ما قاله (ابن كثير) اعتراف واضح بجلالة اللغة الكوردية بأنها لغة قائمة بذاتها؟؟؟. نرجو من الدكتور خزعل أن يكون في المرات القادمة صادقاً وأميناً على الكلمة وينقل إلى القارئ الكريم نص الكلام الذي يوجد في المصادر التي يستقي منها دون زيادة أو نقصان وتلاعب بالنصوص. قال الدكتور خزعل أين لغة الكورد، هذه هي لغتهم يا دكتور. وفي العصر الحديث تحديداً عام 2008 نشرت مجلة فرنسية في عددها (355) اسمها (Le Françaıs dans le mond)وهي مختصة باللغات، اختارت في الدراسة علمية اللغة الكوردية ضمن (88) لغة في العالم، وفقاً لهذه الدراسة العلمية وضعت اللغة الكوردية ضمن هذه اللغات الحية، والتي حصلت فيها اللغة الإنجليزية على المرتبة الأولى واللغة الفرنسية على المرتبة الثانية واللغة الإسبانية على المرتبة الثالثة واللغة الألمانية على المرتبة الرابعة، وجاءت اللغة الكوردية في المرتبة (31) ثم جاءت اللغة الفارسية بعدها بتسع نقاط، أي في المرتبة (40)، وجاءت اللغة الآذرية بعد اللغة الكوردية بستة عشر نقطة، حيث جاءت في المرتبة (47) واللغة البيلاروسية جاءت في المرتبة (32) واللغة الرومانية جاءت في مرتبة (34) واللغة الهندية في المرتبة (37) واللغة البلغارية في المرتبة (39) واللغة الصربية في المرتبة (41) واللغة الفيتنامية في المرتبة (54) واللغة الأزبكية في المرتبة (56) ولغة الپشتو الأفغانية في المرتبة (58) إلخ. السؤال هنا، كيف اللغة الكوردية فرع من اللغة الفارسية وتفوق عليها بتسع نقاط وذلك في دراسة أشرف عليها مختصون باللغات؟؟. للزيادة، راجع مقالنا الذي بعنوان: اللغة الكوردية تتفوق على اللغة الفارسية. وجاء في تقرير لمؤسسة أكراد بلا حدود، إن اللغات المسجلة لدى منظمة (اليونسكو) التابعة لأمم المتحدة هي 316 لغة، سجلت كل حسب قدمها وغناها.إن اللغة التركية جاءت ترتيبها 274، بينما اللغة الكردية ترتيبها رقم 80. أي أنها تتقدم على اللغة التركية بـ194 درجة. الذي نقوله للدكتور خزعل، هل أن منظمة الـ”يونسكو” لا تعرف أن تفرق بين لهجة ولغة أن كانت الكوردية لهجة أو مدغمة مع الفارسية؟؟. أدناه صورة اللائحة التي نشرتها المجلة الفرنسية المذكورة:
حتى فيما يتعلق باللغات التي تتكلم بها البشرية، لا تفاضل فيما بينها لأن كل لغة قائمة بذاتها ولها خصوصيتها اللغوية كما بينا هذا من خلال مقارنتنا للغات أعلاه. نعتذر من القارئ الكريم، أن الدكتور أرغمنا أن نعود لبعض كتاباتنا القديمة ونقتبس منها شيئاً مقتضباً حتى نضعه أمام الدكتور خزعل الماجدي لعله يتعظ هو ومن على شاكلته.
25 02 2022
يتبع