لماذا قاموا بتوريط أوكرانيا في هذه الحرب؟ الكفاءات، الحبوب، بيع الاسلحة والصفقات.. هشام عقراوي

 

الاعلام العالمي و المواطنون منشغلون بالحرب الاوكرانية و يقومون بدعم هذه الحرب بأساليبهم المختلفة. فالذي يصف الرئيس الاوكراني بالمناضل و القائد الشجاع، و الذي يعتبر الشعب الاوكراني ضحية، و الذي يعتبر بوتين جلادا و سفاحا، و الذي يعتبر المساعدات الامريكية و الاوربية على أنها مساعدة للمظلوم و الذي يعتبر روسيا تدافع عن مصالحها و الذين يعتبرون الاوكرانيين يدافعون عن و طنهم و أستقلالهم. و قد تكون جميع هذه النقاط فيها و جهة نظر و قد تكون تلك النقاط صحيحه كلها أو على الاقل بعضها. ألا أن هناك تجارة سوداء و غير أنسانية تجري خلف كواليس تلك للحرب التي أشعلتها الاطراف المتحاربة بمهارة و تخطيط جهنمي على عتبة أنتهاء جائحة كورونا و الهدف ليس شريفا أو شرعيا أبدا.

فالمتتبع للصحافة الغربية و الروسية و يركز عليها يرى أن الاطراف المتصارعة منهمكة بتجاراتهم بهذه الحرب المخطط لها و الضحية هو الشعب الاوكراني الفقير و المدن و الاقتصاد الاوكراني و يرى أن هذا البلد يتحول الى ركام شيئا فشيئا.

فأمريكا مشغولة  بعقد و ببيع صفقات الاسلحة الى أوربا التي خصصت دولها المليارات لشراء الاسلحة خوفا من روسيا العدو القديم الجديد ألذي أبرزته أمريكا. و قد تم أبراز روسيا كعدو لأوربا بشكل مقصود و مخطط من قبل أمريكا الى درجة دفعت دول كالسويد و فنلندا في التفكير بالانضمام الى حلف الناتو بعد أن كانتا محايدتين منذ أكثر من 70 سنة.  و قامت جميع الدول الاوربية دون أستثناء بزيادة ميزانية وزارات الدفاع بمليارات الدولارات. و ماذا ستعمل تلك الدول بهذه الترليونات؟ من الطبيعي أنها ستقوم بشراء أحدث الاسلحة التي تستطيع منافسة الاسلحة الروسية و تلك الاسلحة ستكون أغلبيتها أمريكية.  و بهذا نرى أن أمريكا تريد تحسين أقتصادها  بعد كرونا بهذة الحرب و تريد أيضا أضافة دول أخرى الى الناتو و على حساب الشعب الاوكراني.

أما  أوربا فهي منهمكة بتهريب الكفاءات الاوكرانية و خاصة الباحثين في مجالات الاسلحة النووية و الكيمياوية و البيولوجية و الاكاديميين الاوكرانيين و تزج أموال الاغنياء الاوكرانيين في بنوكها. فالهاربون من أوكرانيا هم أولا أصحاب الملايين و المليارات و ليس  فقط الفقراء. أوكرانيا و حسب الاعلام الغربي نفسه لديها نخبة من أبرع الباحثين في جميع المجالات و هي التي كانت فيها كبرى المراكز النووية الروسية.  فأوربا ترى في أوكرانيا مصدرا للايادي العاملة الاكاديمية و المدربة و ليس للايادي العاملة الغير متعلمة. و الغرب يعلم أن تخريج شخص واحد في الجامعة يكلفها الملايين.  و هذا يعني أن هناك برنامجا لتفريغ أوكرانيا من خبرائها و أطبائها و من الان صدرت الاوامر الحكومية بتعيين الاكاديميين المدركين باللغة الانكليزية من دون أدخالهم حتى في دورات تعلم لغة الدولة.

أما روسيا  فهي مشغولة بمصادرة أراضي أوكرانيا و تضاعف بها  أسعار القمح و الحبوب و المواد الخام بعد توقف الحبوب الاوكرانية المنافسة من الانتاج و بعد أن تبدأ روسيا بالانتاج في الاراضي الاوكرانية. كما أنها منهمكة بتخريب هذا البلد كي لا تقوم له قائمة مرة أخرى. كما أنها تستعد لعقد صفقات لأسلحتها المتطورة و التي عرضها في الحرب الى العديد من الدول.

أما الرئيس الاوكراني فأنه كما قال بنفسة يقاتل بدلا من أوربا و أمريكا و شعبة يقتل و يتم تدمير بلده  بينا بيتا و تم أخلاء أوكرانيا من الايدي العاملة الذكية و من الاغنياء بنفس طريقة أخلاء سوريا من أغنيائها و توجههم الى تركيا و دول الخليج.  هذا الرئيس سعيد  بالاموال التي يقدمها له الغرب كمساعدات و سعيد لأن أوربا تستقبل الاوكرانيين و تقوم حتى بتعيينهم كي لا يعودوا الى أوكرانيا و لا يعلم ان هذا برنامج لسحب الايادي العاملة الذكية  الاوربية الاصل من أوكرانيا.

أما الشعب الاوكراني فيجد نفسة بين التشجيع الغربي و الابواب المفتوجة للهرب و بين الصواريخ الروسية و القصف الروسي و تغريب مدنهم و يرى بأم أعينه كيف يتم هدم المدن الاوكرانية الواحدة تلو الاخرى و ليس له سوى أما البقاء و الدفاع عن بلدة أو الهرب الى أوربا. هذا الرئيس لا يسأل نفسة لماذا لا تقال أوربا و امريكا بدل نفسها و لماذا سيهدم هو بيوت الاوكرانيين  على رئيسهم كي تقوم بعدها الشركات الاوربية بالاستثمار هناك و تفقد استقلالها الاقتصادي لصالح الغرب. فأوكرانيا ستكون أما لروسيا أو للغرب بعد هذه الحرب.

و كما  هو الحال في كل الثورات و الحروب فأن الانتهازيين و الاغنياء يهربون و يلجؤون الى البلدان الامينة و ينفذون بجلدهم و أموالهم و يبقى الفقراء أما تحت الاحتلال أو يقتلون بيد المحتل دفاعا عن بلدهم ليكونوا شهداء كي يحكمها الاغنياء و يتربعوا على عرش البلد.  والخطورة الكبرى تأتي عند صناعة شخص يعتقد بأنه يملك البلد على طريقة قادة الشرق أو حتى البعض من  قادة الاشتراكيات السابقة.

One Comment on “ لماذا قاموا بتوريط أوكرانيا في هذه الحرب؟ الكفاءات، الحبوب، بيع الاسلحة والصفقات.. هشام عقراوي”

  1. ** من ألأخر …{ ما تقوله يبدو حقيقة وهو من أهم أسباب هذه الحرب وهى إستزاف قدرات ومهارات هذا البلد المفجوع والذي أخذا ينافس حتى الروس أنفسهم في تجارة السلاح والحبوب ، ودول الغرب العاهرة بالمقابل تحصل على العقول والمهارات والايدي العاملة ، لذا تراهم كل عشرة عشرين سنة يفتعلون حرباً قذرة خاصة في الدول ذلت العقول النيرة ، والسوال هل سيتعض قادتنا وشعوبنا ، سلام ؟

Comments are closed.