حاتم خاني: هل يريد الصدر تغيير النظام القائم في العراق جذريا كما يدعي ؟

 

الجواب : بالطبع لا , لان هذا النظام هو سبب وجود الصدر وبتلاشى النظام لابد ان يتلاشى امثال الصدر

اذن لماذا هذه الادعاءات بتغيير النظام والدستور ؟

اولا : لكسب الشارع التواق للقضاء على ما افرزه النظام الحالي

ثانيا : للحصول على مزيد من المكاسب على حساب الطبقة السياسية الشيعية الحالية

هل سيبتعد عن الهيمنة الايرانية في حال سيطر على الحكم بشكل مطلق ؟

افضل حل له هو الابقاء على التوازن الحالي بين التبعية لايران والاعتماد على الاميركان بسبب:

اولا : رضا ايران كفيل بابقاء السيطرة الشيعية على الحكم , وموازنة تأثير الدول العربية التي تسعى جاهدة لاعادة السلطة الى السنة , حيث تبدو هذه الدول العربية ومعها تركيا مستفيدة من الفوضى التي يعيشها العراق الذي طالما كان يهدد بروز هذه الدول كقوى اقليمية في المنطقة , حيث وجود عراق قوي يضع حدا لما تقوم به هذه الدول خارج حدودها حتى بالنسبة لاسرائيل التي ادركت قبل غزو العراق من قبل اميركا ان القضاء على قوة العراق يعني هدم الجدار العربي القوي الذي بناه العراق ضد طموحاتها بتوسيع اتفاقياتها مع بقية الدول العربية .

ثانيا : يدرك الصدر تماما ان اخراج العراق من الهيمنة الاميركية التي كانت السبب الرئيسي في ظهوره على الساحة خاصة بعد العفو عنه او غض الطرف عن قيامه بقتل رجل الدين الشيعي البارز عبدالمجيد الخوئي , سيكون سببا آخر لان تميل الادارة الاميركية باتجاه رغبة الدول العربية لاعادة السنة الى الواجهة في العراق وهو امر سهل جدا لهذه الادارة لما يتمتع به السنة وما خبروه طوال هذه السنين من اساليب الحكم والقيادة على حكم شعب متمرد كالشعب العراقي .

ثالثا : التوازن بين الرغبة الشيعية بالبقاء على رأس السلطة ووجود علاقات قوية مع الجارة ايران الشيعية وبين تحقيق رغبة الفئة التشرينية التي تعتقد تماما ان سبب ما يمر به العراق حاليا من مشاكل ومآسي واضطرابات وعودة عجلة التقدم الى الوراء هو ايران وليس الدول العربية السنية والابقاء على هذا التوازن سيحقق رغبة الفئتين الرافضة والتابعة للهيمنة الايرانية . كما ان هناك نقطة اخرى تساعده في هذا التوازن وهي ان الشيعة لا يمكن ان ينسوا ان الصدر كان من اوائل من حارب وقاتل السنة ايام الحرب الطائفية .

رابعا: التوازن بين القوتين هو مفتاح المراوغة على الجبهتين والحصول على تنازلات من الطرفين وكسب المنافع التي يمكن ان يجنيها بقليل من السياسة ومزيد من الدهاء حيث يبدو وكأنه اصبح يجيد هذا الدهاء ويصبح اكثر قدرة وحنكة في ممارسته .

اذن ما يقوم به الصدر هي لعبة سياسية محضة يجب على الكتل السياسية ادراك آنية هذه اللعبة  وعدم الانجرار لمجابهة اتباعه ومحاولة اشباع رغبته الجامحة بالسيطرة على هؤلاء الشباب المتظاهرين , وعدم الخوف من خطاباته المتشددة  وافضل ما يقومون به هو تركه لفترة كفيلة باشباع هذه الرغبة ومن ثم العودة الى طاولة المفاوضات  وعلى الجميع ايضا ادراك ان الظروف التي اتت بهم هي نفس الظروف التي تساعد الصدر على البقاء .

حاتم خاني

4 \ 8 \ 2022