” خاص لصوت كوردستان”
أي نعم، لماذا لا يعلنوا وفاته ويقيموا مأتماً لهذا الكيان الميت سريرياً؟ الذي كان شاذاً وذميماً وغير طبيعياً منذ ولادته العسيرة في القشلة على يد القابلة المأذونة البريطانية “مس بيل- Gertrude Bell” عام 1920 وإلى الآن ونحن في العقد الثالث من القرن الـ21 لم يستطع هذا الكيان المصطنع أن يصلح نفسه، بل عند تغيير أي نظام فيه تحول من سيء إلى الأسوأ، حتى قالت الناس عند مجيء أي نظام جديد: يذهب كلب أبيض يأتي كلب أسود أو العكس. قد يسأل سائل ما هو الشيء غير الطبيعي في هذا الكيان.
نقول له، أولاً: إن المستعمر البريطاني الـ(كافر) الذي جاء عبر البحار هو الذي أسس هذا الكيان، ولا شرعية لأي مستعمر في كل ما يقوم به وذلك لسبب معروف لا يحتاج إلى تفسير وتحليل لأنه مستعمر وأجنبي جاء من أقاصي أوروبا وفرض سلطانه السياسي والاقتصادي بقوة السلاح، أضف لهذا، عندما جاء المستعمر البريطاني وطرد المحتل الآخر الذي هو التركي العثماني لم يكن هناك كياناً باسم العراق، بل كانت هناك ولاية باسم ولاية بغداد، وولاية أخرى منفصلة عنها تماماً ولها واليها مثل ولاية بغداد باسم ولاية البصرة. إما الولاية الثالثة التي ألحقت قسراً بالكيان العراقي عام 1925 لم يكن لها إبان الحكم العثماني وتحديداً بين أعوام 1831- 1917 ميلادية أية علاقة وارتباطات مع الولايتين المذكورتين بغداد والبصرة، وهذا يعني، أن الكيان الذي يسمى العراق بحدوده الحالية ما هو إلا صناعة بريطانية. الذي أقوله في نهاية هذه الجزئية لمن في داخل العراقي ويريد أن يحمي حدود الكيان العراقي ويطالب ببقائها كما هو الآن، إنما يحمي ويطالب ببقاء حدود ظالمة خطها أيادي (الكفار)، أ وهل يريد أن يتشبه بالـ(كفار) ويسير على خطاهم؟.
ثانياً: لاحظ عزيزي المتابع، أن الأنظمة التي حكمت الكيان العراقي تماماً مثل الكيان ذاته ليست لها أية شرعية تذكر. سنبينها لك بالتسلسل كيف هذه الأنظمة الدموية غير شرعية بدءً من اللعين العاق فيصل الأول وانتهاء بالجماعة التي جاءت بها الدبابة الأمريكية. إن النظام الأول الذي حكم بين أعوام 1921- 1958م جاء به المستعمر البريطاني من شبه جزيرة العرب ونصب أحد أبنائه الذي هو فيصل بن الحسين الذي خان والده مع البريطانيين فلذا نصبوه ملكاً على سوريا لكن الفرنسيين طردوه، بما أنه عميل محسن لهم نصبوه مملوكاً على الكيان العراقي الذي استحدثوه. كما أسلفنا، أنما يقوم به المستعمر غير شرعي ومرفوض رفضاً باتا، ثم، الشيء الآخر على عدم شرعية النظام، أن هذه العائلة الحاكمة ليست من أرض الرافدين، لقد جيء بها من الحجاز، من الصحراء العربية وسلمت مقاليد السلطة وبعد مرور 37 سنة على وجودها في السلطة ثارت عليها الجماهير الغاضبة وفتكت بها في صبيحة الرابع عشر من تموز عام 1958.
ثالثاً: النظام الجمهوري في الكيان العراقي لم يأت من خلال فوز الحاكم في صناديق الاقتراع في استفتاء عام أو في انتخابات عامة، بل جاء من خلال انقلاب عسكري ممتطياً ظهر الدبابة ومحتلاً بها دار الإذاعة مذيعاً بيان رقم واحد. عزيزي المتابع، المعروف للعالم أجمع أن مكان قائد الجيش هو الثكنة العسكرية وليس القصر الجمهوري؟. في عموم دول العالم لا شرعية لأي انقلاب عسكري، الشرعية تأتي من خلال الديمقراطية وأصوات الشعب، من خلال أصوات الناخبين. بناء على هذا، كما لم يكن للنظام الملكي أية شرعية لأن المستعمر البريطاني هو الذي جاء به خدمة لمصالحه، هكذا هو نظام عبد الكريم قاسم هو الآخر افتقد إلى الشرعية لأنه جاء إلى السلطة من خلال الدبابة.
رابعاً: نظام حزب البعث وعبد السلام محمد عارف، هو الآخر افتقد إلى الشرعية، ليس هذا فقط، بل كان نظاماً دموياً وعرف في العراق بانقلاب 8 شباط الأسود الذي حول قاعة الموسيقى في دار الإذاعة العراقية إلى قاعة لمحكمة صورية للزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه، وتمت تصفيتهم جسدياً وبدم بارد في ذات المكان!!!. وكان من أدوات نظام شباط الدموي ما سمي بالحرس القومي المجرم الذي ارتكب المجازر البشعة في كل من العراق وجنوب كوردستان وكان أفراده كما أن غالبية حزب البعث أبناء تلك الموجات البدوية التي قدمت في تواريخ متباينة من شبه جزيرة العرب إلى أرض الرافدين؟. وأنا أدون اسم الحرس القومي خطر ببالي ما قالته المصادر الموثقة عن بدايات الفكر القومي العربي والطوراني في المنطقة. إن كل المصادر المعتبرة تقول لنا أن فكرة القومية العربية لم تولد على أيدي العرب أنفسهم، بل بدأت على أيدي النصارى وهؤلاء النصارى قد يكونوا سرياناً أو كلداناً أو آثوريون أو مارونيون الخ، وهكذا ولدت فكرة القومية الطورانية في تركيا على أيدي اليهود والماسونية. بهذا الصدد يقول جورج انطونيوس – لاحظ اسمه ليس فيه شيء عربي إنه مسيحي لبناني من المرجح من بقايا الروم في لبنان- في كتابه يقظة العرب ص 71: بدأت قصة الحركة القومية العربية في الشام سنة 1847م بإنشاء جمعية أدبية قليلة الأعضاء في بيروت في ظل رعاية أمريكية. ويقول في ص 97: وهذه الحركة القومية هي نتيجة من نتائج البعثات التبشيرية الغربية التي يرجع وجودها في بلاد الشام إلى مطلع القرن التاسع عشر الميلادي. على أية حال، دعونا نعود إلى بيت القصيد في موضوعنا. لم تمض سوى تسعة أشهر على نجاح انقلابهم على نظام قاسم حتى انقلب عليهم رئيس الجمهورية عبد السلام محمد عارف وأخرجهم من السلطة وألقى بقياداتهم في غياهب السجون. وبعد مرور ثلاث سنوات على حركة تشرين التصحيحية كما سمي في وقته قتل عبد السلام عارف بسقوط طائرته الهليكوبتر في محافظة البصرة وألحق بقاسم في عالم اللا عودة.
خامساً: بعد الذي قال عنه العراقيون: طار لحم ونزل فحم؟، تبوأ منصب رئاسة الجمهورية عبد الرحمن محمد عارف وهو شقيق الراحل عبد السلام محمد عارف. للتاريخ نقول، بعد قتل الطرطور عبد السلام عارف جرى انتخاب رئيس الجمهورية بين القيادات الحاكمة في القصر الجمهوري وفاز رئيس الوزراء آنذاك عبد الرحمن البزاز، لكن الجيش لم يقبلوا به وهددوه وأجبروه على التنازل لصالح العسكري عبد الرحمن عارف شقيق عبد السلام عارف؟ وصار عارف الثاني رئيساً للجمهورية في الكيان العراقي كما أرادته قيادات الجيش..؟. لكن نظام عبد الرحمن عارف كان نظاماً هزيلاً فعليه خطط حزب الشيوعي العراقي (القيادة المركزية) القيام بانقلاب ضد نظامه، ألا أن المخابرات الأمريكية والبريطانية عرفت بما يخططون وعلى وجه السرعة أوعزت إلى حزب البعث في العراق للقيام بانقلاب على نظام عبد الرحمن قبل أن يقوم به الشيوعيون، وهذا الذي صار، لم تمض فترة طويلة حتى فتكت سلطة البعث بالحزب الشيوعي (القيادة المركزية). طبعاً لا ننسى أن انقلاب البعث أكل أبنائه فيما بعد، حين انقلب نظام بكر وصدام على شركائهم في الانقلاب وهم عبد الرزاق النايف، وإبراهيم عبد الرحمن الداود، وناصر الحاني الخ وأقصوهم من السلطة وأبعدوا بعضهم إلى خارج العراق، وبعضهم الآخر كالعادة صفي جسدياً داخل العراق. لكن هناك من لم يسكت على الغدر الذي تعرض له مثل عبد الرزاق النايف الذي جرى تصفيته من قبل البعث عام 1978 في قلب لندن. وفي عام 1979 انقلب صدام حسين على رفيق دربه ورئيسه أحمد حسن البكر وأجبره على التنازل من منصب رئيس الجمهورية وتبوأ صدام حسين المنصب، ولم تمض على تقلده المنصب أيام معدودة حتى وشح نظامه الدموي بمجزرة قاعة الخلد الذي أعدم فيها العشرات من رفاقه في حزب البعث. إن نظام حزب البعث المجرم ورئيسه الديكتاتور صدام حسين لم يترك جريمة دنيئة ألا وارتكبها داخل وخارج العراق وكوردستان، وفي نهاية الأمر ورغم كل هذه الدموية المفرطة فقد كل مقاومة البقاء ولم يكن أمام الجيش الأمريكي ألا أن يأتي من أعالي البحار ويسقط نظامه العفن ويعتقل غالبية قياداته السياسية والعسكرية المجرمة ويسلمهم للنظام الشيعي كي يحاكمهم، وهذا الذي حدث ونفذ الإعدام شنقاً حتى الموت برأس نظام حزب البعث المجرم الدموي صدام حسين.
سادساً: عزيزي القارئ اللبيب، بعد عام 2003 وتحرير العراق من براثن حزب البعث المجرم – نعم أنا أسميه تحرير شاء من شاء وأبى من أبى- سلم مقاليد السلطة إلى الثلة الشيعية كي تقود البلد، لكن تبين لنا فيما بعد أن هؤلاء مثل أولئك؟ لا يختلفوا عنهم قيد شعرة أن لم يكونوا أسوأ منهم في بعض الأمور حيث تجد أعداد ميليشياتهم التي خارج القوات المسلحة تصول وتجول دون حسيب أو رقيب وتهدد بقطع أنف رئيس مجلس الوزراء قائد العام للقوات المسلحة!!!. وفيما يتعلق بالبرلمان العراقي هو الآخر كبقية مؤسسات الكيان ليس له أي اعتبار لقد تحول في هذه الأيام إلى إصطبل (حظيرة الخيل، طوالة الخيل) شاهدنا فيه الخيل والجمال الخ. أما الدستور الاتحادي هو الآخر تحول إلى خرقة لا يعتبره أحد، حتى أن المحكمة الاتحادية التي هي أعلى سلطة قضائية لا تحترمه وتصدر أحكامها خلافاً لمواده وفقراته!!!. أما الفساد في المؤسسات والدوائر الحكومية ونهب الأموال العامة في وضح النهار تحت شعار “فرهود يا أمة محمد” فحدث عنه ولا حرج، أن بعض الأحزاب الشيعية حلله شرعاً تحت يافطة “مال مجهول المالك”.بهذا الصدد يقول آية الله السيد صباح شبر: إن الكثير من علماء الشيعة لا يرون أن الحكومات مالكة لأموال الدولة. ويضيف شبر: من هؤلاء الذين لا يرون أن الدولة مالكة للأموال السيد الخوئي، والسيد السيستاني، والميرزا التبريزي وغيرهم؟. وهذا يسمى في المصطلح الفقهي مال مجهول المالك، أن المال إذا ليس له مالك يحق لك أن تستولي عليه وتتصرف به كيفما تشاء، وهذا ما تفعله جماعة عبد الزهرة منذ عام 2003 وإلى يومنا هذا ونحن في عام 2022؟.
سابعاً وأخيراً: في نهاية المقال أسأل القارئ الكريم وكل إنسان ذي ضمير: هل أن كياناً بهيئة دولة مثل العراق الذي على مدى قرن من الزمن لم يستطع أن يصلح نفسه يكون جديراً بالبقاء؟ أم يجب أن يلحق في عالم اللا عودة بالدولة العثمانية الفاشلة، والاتحاد السوفيتي، ويوغسلافيا، وتشيكوسلافاكيا؟. قد يتساءل البعض يا ترى لماذا أمريكا وبعض بلدان الغرب الاستعمارية لا تريد أن تنهي هذا الكيان المصطنع. بكل بساطة نقول لهم، لأن أمريكا والدول الغربية المتحالفة معها بقدر معاناتكم هي مستفادة من هذا الوضع الشاذ وغير الطبيعي، لو صحح الوضع وذلك بنهاية هذا الكيان المسمى عراق حيث الشيعة ينفصلون بمحافظاتهم التسعة، والسنة تنفصل بالمنطقة الغربية، والكورد يستقلون بجنوب كوردستان الذي أحتله البريطانيون وألحقوه قسراً بالكيان العراقي عام 1925. بعده سيكون للشيعي دولته الخاصة به في الجنوب، وللسني دولته الخاصة في الغربية، وهكذا الكورد يؤسسوا دولتهم الوطنية في جنوب كوردستان. بلا أدنى شك بعده سيعم الخير على الجميع وسيأكلون من فوقهم ومن تحت أرجلهم وسيعيشون بأمن وأمان والعيش الرغيد بعيداً عن الحروب العبثية التي أهلكت الحرث والنسل وأحرقت الأخضر واليابس.
06 08 2022
البعض يكتب مُجرد للكتابة وليس لشيء آخر ، فمن يكتب بهكذا أسلوب وتحليل وفهم وعلى معرفه بباطن الأمور وأسرارها …..لا ينكر المشكلة الرئيسية فمثلاً ، لنأخذ المقطع الأخير حول ( بعده سيكون للشيعي دولته الخاصه به في الجنوب ، وللسني دولته ……..بلا أدنى شك سيعم الخير )
الصراع الآن في كل جزء من أجزاء هذا العراق في نفس المكون ونفس المنطقة ، لذلك المشكلة ليست بدولة العراق المصطنعه فمثلاً الأكراد ، لولا الغرب لما وقف أطلاق النار بين الحزبين أو بالاحرى التركيبتين المختلفتين أجتماعياً من نفس القومية الكردية.
وهكذا نفس الشيء للعرب الشيعة ونفس المنوال على العرب السنة ، أن غالبية من يكتب ويتفكر بأمور كردستان ويريد أن يكون منظراً أو مفكراً وعندما تقرأ في هذا الموقع بالذات يكتبون من كل أصقاع الأرض ، ويتغنون بها وأنها جنّة الأرض و وووو ، ولكن الحقيقة بعيدة جداً عن الكلام والكتابة والفعل شيء آخر ، كردستان لن تكون وطن بمجرد مقالات من هذا في المانيا أو ذاك في أمريكا او آخر في السويد ، الكلام كثير وربما لا يعجب القوم ….تحية للكاتب مع الأحترام
حضرة السيد إبراهيم
تحية كوردية
وبعد
عزيزي، أنا إنسان أبسط من البسيط، لا أكتب من أجل الشهرة أو أي شيء آخر، أنا أكتب لأني صاحب قضية، صاحب وطن مغتصب وشعب مضطهَد من قبل كيانات أربعة وهي إيران ، عراق، سوريا، تركيا. إن هدفي من الكتابة بشقين إحداه لمواجهة المحتل بأسلوب حضاري أعني بالمحتل الكيانات الأربعة دون تميرز بين إحداها، أما الشق الآخر لاستنهاض الوعي القومي والنضوج السياسي الوطني عند المواطن الكوردي حتى يعلم جيداً ما هي الواجبات القومية والوطنية التي تقع على عاتقه إبان الاحتلال البغيض.
وفيما يتعلق بالجزء الثاني مما سطرت كاك إبراهيم، بلا أدنى شك ما يجري من خلافات سياسية أو مواجهات مسلحة بين الكورد يقف خلفها جهة من الجهات الأربعة التي تحتل كوردستان، أو من قبل دول أصحاب القرار لا تريد أن تتحرر كوردستان. عجبي، ألا تعرف أن للمالكي وغيره من التنظيمات الشيعية ذيول حتى في جنوب كوردستان؟. عزيزي إبراهيم، هل لك شك أن كوردستان بطبيعتها الخلابة وشمسها المشرقة ليست المحرقة ومياهها الفيروزية ليست جنة الخالق على الأرض؟. أما الجنة التي أنت تقصدها، بلا أدنى شك قياساً بالعراق أعني جنوب وغرب ووسط العراق كوردستان جنة حيث تجد فيها الإعمار أفضل بكثير من العراق، وفيها الأمن والأمان، والنظام السياسي هو الآخر أفضل من الأنظمة الموجودة بالمنطقة، طبعاً ليس صحيحاً أن تقيسه بالنظام الديمقراطي في السويد الذي عمره عقود طويلة، فعليه ليس من الإنصاف أن تقاس كوردستان بالسويد أو ألمانيا أو النرويج. عزيزي إبراهيم، نحن لم نقل أن كوردستان ستتحرر من براثن الاحتلال العربي الفارسي التركية بكتابة مقالة، لكن هذه المقالات مجرد مسامير ندقها في نعش المحتل لكوردستان.
هذا ولك مني كل الاحترام والتقدير