رحلة خيري شنكالي الأخيرة- مراد سليمان علو

 

لوكنت ذو حظ عظيم مثلي، ورافقت (مام ألياس قولو) هذا الفجر صاعدا جبل شنكال من جهته الجنوبية الغربية سالكا (باب الشلو) مودعا آخر حرس إحدى قبائل الجان في نوبة حراسته، وتسلقت دربا صخريا ضيقا كانت غزلان (خدر فقير) تستخدمه عندما ترتفع هلهلة نايات الرعاة في نيسان، بالتأكيد حركتك ستكون شبيه بقفزة الحصان على رقعة الشطرنج، وما أن تتجاوز أوّل سفح ستستقبلك جوقة من حجول (خيري الشنكالي) وهي تنشد:

من هنا سيمرّ الفارس

هنا سترتجل روحه

هنا رعت (غزالته) وانتظرته

هنا سيكون اللقاء الأخير

هنا سيبحث مع رفيقه ككلكامش

عن عشبة الخلود

عن ابتسامة قومه

ذكراك يا خيري ألمس مداها 

لتعزف القصيدة على هواها

المتن لنا وحدنا

وغيرنا مشغول بالهامش.