بعض الملاحظات عن اللهجة الكوردية الكلهرية – الفيليية المستخدمة في قناة الإشراق – محمد مندلاوي

 

رغم أن القناة المذكورة أعلاه أنشئت من قبل جهة غير كوردية، ويقال إنها أنشئت تحديداً من قبل شخص رئيس حزب إسلامي (شيعي) كان رئيساً لمجلس الوزراء العراقي الاتحادي، ألا أن جانباً كبيراً من هذه القناة خصص لشريحة الكورد الفيليية – الكلهرية أو سميها ما شئت فيلي أو كلهري أو أو إلخ لكن تبقى إنها شريحة كوردية ومن أعراق الشرائح الأمة الكوردية وبخلاف جميع شرائح الأمة الكوردي يسبق اسم أمتها اسمها القبلي ألا وهي الكورد الفيلية.

مما لا شك فيه أن القناة في جانب منها تخدم تاريخ وتراث وأدب الشعب الكوردي وذلك من خلال بعض البرامج أو الأعمال الفنية التي تنتج في العراق، أو في جنوب كوردستان أو في شرق كوردستان وتحديد في مدينة إيلام. أما البرامج الأخرى عقائدية بحتة، والأصح شيعية بحتة، مما لا شك فيه الهدف الأول والأخير منها سحب هذه الشريحة الكوردية الأصيلة رويداً رويدا من تحت خيمة الكوردية الكوردستانية إلى خيمة الحسينيات والمواكب الحسينية وذلك من أجل دغدغة مشاعرهم العقدية ومن ثم الاستحواذ عليهم كلياً وتسييرهم لمشيئة وأهداف صاحب القناة..؟.

على أية حال، هذا ليس موضوعنا اليوم. إن موضعنا اليوم يكون عن اللهجة الكلهرية – الفيليية السائدة في برامج القناة من قبل أناس لا لغتهم الكوردية ولا لهجتهم المشار إليها سليمة، وهذا يترك أثراً سلبياً على جلالة اللغة الكوردية العريقة. سأذكر هنا بعض الأخطاء التي تقع فيها معدو ومقدمو البرامج في القناة المذكورة.

أولاً: تقد القناة برنامجاً بعنوان: وە زوان فە یلی. هنا نتساءل، هل أن الفيليية زوان (لغة)، أم زاراوه (لهجة)؟؟ بلا أدنى شك المصطلح الثاني (زاراوه) هو الصحيح والسليم. ثم، حتى صيغة كتابة الاسم بهذه الطريقة الركيكة: فە یلی. المفروض تكون الكلمة متلاصقة مع بعضها بهذه الصورة: فەیلی. حتى تفهم كما يجب بمعناها الصحيح، أما بالصيغة التي دونها المشرف على البرنامج تُقرأ “فه” بمعزل عن نصفها الآخر “لى”. يظهر أن الجماعة ليست لديهم لوحة مفاتيح بالأبجدية الكوردية للكتابة فلذا يكتبوها من خلال لوحة مفاتيح بالأبجدية العربية فعليه تظهر ركيكة وغير منسقة لأنها لوحة للغة أخرى تختلف عنها 180 درجة.

ثانياً: تقدم القناة برنامجاً باسم: قسە یی قانوونی. بما أن الهدف من هذا البرنامج نشر الثقافة القانونية فعليه وجب عليها أن تكون السيدة المقدمة أو المعدة للبرنامج دقيقة في التسمية وصيغة كتابة الاسم، لأن الهدف كما أسلفت نشر الثقافة القانونية أو الثقافة والأدب بصورة عامة بين مشاهديه. يا ترى لماذا لا تختار بدل كلمة قانون كلمة ياسا السائدة عند عموم الكورد في شرق وجنوب كوردستان! رغم أني أعلم لا قانون كلمة كوردية ولا ياسا، الأول كلمة يونانية أصلها كانون كالعادة استعارتها العرب وعربتها إلى قانون. إما الكلمة الثانية ياسا فهي مغولية استعارتها الكورد منذ زمن ليس بقريب، فالأفضل للبرنامج أن يضع بدل كلمة القانون اليونانية المعربة التي كتبت كعنوان للبرنامج بصيغتها الكوردية السورانية “قانوون” بينما ياسا كلمة مغولية لكنها مستكردة أي أصبحت بمرور الزمن كلمة ضمن كلمات اللغة الكوردية؟.

ثالثاً: تقدم القناة برنامجاً آخراً بذات اللهجة المذكورة، ألا أن مقدم البرنامج يلقب نفسه بلقب كوردي كان قد عُرب في زمن المقبور اللعين صدام حسين وحزب البعث المجرم، وصاحبنا يذيل اسمه بهذا اللقب الكوردي المستعرب من قبل نظام عروبي عنصري مقيت!! بالإضافة إلى هذا، نجد لفة الكوفية الـ(چراوية- چەراوییە) على رأسه وكأنه شاش طبي لف بها رأس نتيجة جرح، إذا لا يجيد لفة الچراوية بطريقة صحيحة وسليمة فليذهب إلى سوق الشورجة يدع التجار الكورد أو العتالون- الحماميل الكورد يعلموه لفة الچراویة على أصولها الصحيحة. عجبي، ألا يعلم توجد عند الكورد عدة لفات لليشماغ وكل واحدة منها لها اسمها الخاص بها؟. ألا يعلم أن هذا تلفزيون يدخل البيوت دون استئذان وتشاهده المشاهدون بأعداد غفيرة. إن وقع خطأ أو مظهر غير سليم بلا شك سيؤثر سلباً على الشعب الذي يتكلم بلغته أو الشريحة التي يتكلم بلهجتها؟.

الذي سأقوله في نهاية هذه المقالة، يستحسن بالمشرفين على القناة ومعدي ومقدمي البرامج فيها أن يتجنبوا الكلمات الأجنبية كالعربية والتركية أو الفارسية أن لم تكن الكلمة مشتركة مع الأخيرة ويستخدموا بدلاً عنها الكلمات السورانية أو الكرمانجية وهما مثل الكوردية الفيليية شريحتان كورديتان لا غبار عليهما. للعلم، أن اللغة الكوردية غير اللغة العربية شكلاً ومضوما، لأن العربية لغة اشتقاقية، بينما الكوردية لغة امتزاجية، التصاقية مثل اللغة السومرية، فلذا طريقة الإملاء والكتابة بها تختلف عن العربية 180 درجة، العربية لديها الحركات والضوابط كالفتحة والكسرة والشدة والضمة والسكون وهمزة القطع إلخ بينما الكوردية مثل اللغات الأوروبية بدل الشدة العربية تكرر الحرف ذاته، وبدل الفتحة تستخدم الـ”ه” مثال: بەغدا،مەنەلی- مەندەلی شارەبان المعربة إلى مقدادية، خەسرەو ئاباد المعربة إلى سعدية، ورازەروو المعربة إلى بلدروز إلخ. إن الكورد الفيليية يتساءلون لماذا لا تقدم القناة برامج حتى لو باللغة العربية عن كوردية سومر والتاريخ الكوردي المنهوب من قبل الآخرين؟. أو عن معالم بغداد التي كانت كوردية. هناك الكثير، لكن كي لا أطيل على القارئ الكريم أكتفي بهذا القدر.

” كنت دائماً مع الشعب الكوردي، وقد قلت وأكرر مرة أخرى بأن الشعب الكوردي يعيش على ترابه وله الحق بتقرير مصيره بنفسه” ( الرئيس الراحل معمر القذافي)

 

23 11 2022