من هو الكادح في مقياس طبقية المجتمع الليبرالي ؟- عماد علي

 

لو قسٌمنا المجتمع وفق ما يوجد فيه من الطبقات و كان المقياس اشتراكيا او يساريا على العموم، لتمكنا من افراز مجموعة كبيرة من المنتمين الى المهن التي يمكن ان تصنف بالكادح، يكون التصنيف لغرض توظيفهم و انتمائاتهم الطبقية بشكل تقريبي ، و بالاخص لو اعتمدنا الموجود من تاثيرات الليبرالية على خلط الطبقات و صعوبة تميزها استنادا على طبيعة معيشة المنتمي للمهن التي يمكن وصفها ضمن الطبقة الكادحة.

لو قارننا بين المجتمعات الشرقية و ما يميزها عن الغربية من حيث تصنيفاتها و ما تتوفر لها من الدعائم الحياتية المعيشية من قبل الحكومات طبقا لامكانيات ادولة مؤثرا على مستوى حياتها، اي حياة الطبقة الكادحة، و يمكن ذلك بعيدا عن اغراءات الراسمالية و ما تتمكن الحكومات من احتواء المجتمع والمنتمين الى المهن يك تتمكن من ابقاءها تحت رعايتها، فاننا لا يمكن ان نميز بين الطبقات بشكل صريح و واضح. لعل من اهم المسببات للخلط هذا هو ما تفرضه العولمة و شروطها على الجميع بما فيهم المجتمعات ذات الخصائص الاشتراكسية او اليسارية بتركيبتها و ترسبات تاريخها و عدم الخضوع ولو نسبيا لشروط ادواة العولمة و الراسمالية بشكل عام، بما فيهم شروك صدنوق النقد الدولي و البنك الدولي و منظمة التجارة العالمية.

ان الليبرالية او الليبرالية الحديثة تتصف بمجموعة من الخصال التي لا يمكن مزجها بعالم الاشتراكية باي وسيلة كانت رغم خلط ىتاريخهما في العديد من الدول الشرقية، الا انها يمكن ان تتجانس او حتى تتحد مع العالم الراسمالي، لا بل يعتبر البعض ان الليبرالية هي الراسمالية بعينها و ليس غيرها بعيدا عن ما يمكن ان نجد فيها توجهات او مسارات  يسارية ممكنة المنال في حال توفر الظروف السياسية و الاقتصادية الملائمة .

لناتي الى مجتمعنا الخاص في تركيبته و صفاته السياسية و ما يمتلك من الامكانيات الاقتصادية و كيف يتاثر هذا المجتمع بالتغييرات المختلفة المؤثرة التي تحدث بين فينة و اخرى و ما تفعله التغييرات هذه من تغيير صورة و جوهر المجتمع بمرور الوقت او في حالات معينة بشكل فجائي و قوي بحيث لم يبق في المجتمع ما يمكنه من مقاومة التغييرات.

المجتمع الليبرالي بشكل عام و الموجود في شرقنا له مميزات لا يمكن ان نشبهها لما هو الموجودة في الغرب ، و المعلوم عنه بشكل عام بانه اتي او منبثق نتيجة التغييرات التاريخية السياسية و التي لا يمكن ان نذكر نموذج منها في الغرب.

و عليه، يمكن ان نصنف الكادح وفق العالم الليبرالي الشرقي لدينا بانه ينظم لطبقات و يمكن ان تتضمن الطبقة مجموعة من المهن التي تعتبر نظريا بانها ضمن الطبقة الكادحة، و اخص الذكر هنا الى الموظف و المعلم و الفلاح و انواع من الحرفي و الكسبة. و عليه فاننا نحتاج لمقياس يساري يمكن ان نجده في ثنايا النظرية التي تهتم بالطبقات و خلطها نتيجة الاسباب الاقتصادية و تغييرات التشكيلة الاجتماعية وفق تغيير دخل الفرد و بالتالي تكوين طبقة لا يمكن تصنيفها بشكل دقيق بانها الكادحة تحت راية الليبرالية الموجودة، و به ان ما يفرض نفس على  ان يحدد ماهي اليسارية و كيف يمكن تعريفها و تصنيفها و من ثم الاستناد عليها لتحديد ما ينتمون الىها بشكل عام او الى الطبقة الكادحة حسب مقياس اليسارية المعتمدة.

لعلنا نذكر هنا ما هو الدقيق في شان الكادح، و من ثم تميز الطبقية في العالم الليبرالي المؤثر و المتاثر من الجانبين، المؤثر على المجتمع المستند على ما يفرضه التاريخ و ما ورد او جاء نتيجة مساره الطويل و المتاثر بترسبات التتاريخ و عدم تميزه مع ما كانت عليه طبقات الشعب ابان مراحل الراسمالية و الاشتراكية التي روجهما السوفيت و امريكا  في مرحلة الخرب الباردة لحين انهيار السوفيت على يد غورباجوف من دون قصد.