كاد القاتل أن يَقول: ها أنا! – إبراهيم شتلو

 

كما هي العادة، وفي الحادي والعشرين من شهر مارس/ آذار يقيم الفرع العاشر لبلدية العاصمة الفرنسية حفلا بمناسبة حلول عيد نوروز حيث يتم رفع العلم الكوردستاني إلى جانب العلم الفرنسي لمدة أسبوع وتتخلل الحفل إلقاء كلمات تذكر بتاريخ وتقاليد العيد الوطني للشعب الكوردي وسط حضور جماهيري واسع من الفرنسيين وأبناء الجالية الكوردستانية.

ولكن كان لمهرجان عيد نوروز لهذا العام صبغة تميزت عن سابقاتها إذ إمتزجت بالتنديد بأعداء نوروز الذين حاولوا خطف البسمة والبهجة من الشعب الكوردي في جبل الكورد فاغتالوا أربعة شبان في المدينة المحتلة والمنكوبة جنديرس واعتدوا على شعلة نوروز.

هذه الجريمة البشعة التي أراد مخططوها وفاعلوها بعملهم الإجرامي إغتيال إرادة الشعب الكوردي تحولت إلى إنفجار الغضب المكتوم ضد الإحتلال التركي وممارسات أدواته الآرهابية وانتقل خبر جريمة إغتيال الشباب الكورد في جنديرس إلى أنحاء العالم وجاءت ردة الفعل على عكس ماكان القتلة يخططون إذ عمت مسيرات الإحتجاجات جميع مدن كوردستان وأوربا كما بادر رجال الأعمال والمقاولون في فرنسا بإقامة مراسيم تنديد بمحاولة قمع الإحتفال بعيد نوروز بقتل الشباب الكورد في جنديرس إذا دعوا كبار رجال الأعمال وشخصيات المجتمع الباريسي ونخبة من أبناء وبنات الجالية الكوردستانية في فرنسا إلى حفل مساء يوم السبت 25 مارس/ آذار في مبنى مجلس الشيوخ الفرنسي حيث تحدث الشاب آريا جمو عن معاناة الشعب الكوردي في روز آفا وبشكل خاص عن الأحتلال التركي لمنطقة جبل الكورد وتولي الفصائل الإرهابية أمرالتنكيل بالمواطنين الكورد والإعتداء عليهم وسلب ممتلكاتهم واحتفل الحضور بعيد نوروز وقدمت مدالية الشرف لشخصيتين من روز آفا رمزا لتعاطف الشعب الفرنسي مع الشعب الكوردي في روز آفا.

الأمر الذي أقلق مضاجع الرئيس التركي أردوغان فقامت وزارة الخارجية التركية باستدعاء السفير الفرنسي لدى تركيا وأبلغته إحتجاجها على أقامة حفل نوروز واستقبال ممثلي الإدارة الذاتية ورفع العلم الكوردي.

فهل من دليل أكبرعلى أن جريمة إغتيال الأشقاء الكورد الأربعة في جنديرس كان بإذعان وتخطيط ودعم السلطات التركية؟

لماذا، يمتعض أردوغان من إستنكار فرنسا لجريمة إغتيال الشبان الكورد الأربعة في جنديرس ويحتج على تعاطف الرأي العام الرسمي الفرنسي مع ذوي ضحايا الإرهاب ؟

وثم لماذا تحاول سلطات الإحتلال التركي طمس معالم الجريمة بتهديد ذوي الشهداء بالسجن والتهجير إلى خارج سوريا والتّسترعلى الأداة المُنفذة الفاعل المجرم حسن ضبع من مسلحي فصائل الشرقية وتعمل وزارة الخارجية التركية على تضليل الرأي العام بتنسيب الجريمة إلى عدة أشخاص من الفصائل المسلحة وتحت مسميات مختلفة وروايات متضاربة إذا لم يكن أردوغان مسؤولا و شريكا في الجريمة؟

إن الحكومة التركية كشفت وبكل وقاحة واستخفاف بالرأي العام العالمي بأنها وراء الجريمة ومؤيدة لها.

وما إعلان إحتجاج تركيا على تعاطف الرأي العام الفرنسي على الصعيد الرسمي باستدعاء سفير فرنسا في أنقرة من قبل وزارة الخارجية التركية وتسليمه مذكرة إحتجاج على إقامة حفل تضامن مع الشعب الكوردي بمناسبة عيد نوروز وإبداء الحضور على تضامنهم مع ذوي الشهداء الأربعة في جنديرس في مقر مجلس الشيوخ ماهو إلا أكبر دليل على تلطخ أيدي السلطات التركية المحتلة بدماء مجزرة نوروز جنديرس وكأن لسان حالها ينادي:

ها أنا القاتل!

Kurdish&Islamic Stdies Association

March28th 2023

2 Comments on “كاد القاتل أن يَقول: ها أنا! – إبراهيم شتلو”

  1. المجد والخلود لشهداء الكورد وكوردستان والخزى والعار لاعداء الكورد والانسانية والحرية والتعايش والسلام اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد لليل الكورد ان ينجلى ولقيدهم ان ينكسر مهما طال الزمن وكبرت التضحيات تحية للكاتب كثر الله من امثاله الشرفاء والمخلصين

  2. تحية، واحتراما ، وبعد.
    إذا كان البعض منا قد غادر الوطن مقهورا أو طوعا فإن التعبير عن الشعور بالتضامن مع أهلنا عن طريق الكتابة هو ليس إلا أضعف الإيمان.
    إذا كانت موازين القوى بيد الحكومات الأوربية وأمريكا الشمالية أو ما يقابلها من المنافسين فما علينا إلا أن نبحث سوية وبالتنسيق بين مراكز القوى الكوردستانية على عمل دبلوماسي واع ودؤوب لكسب صف إحدى هذه القوتين.
    أما مجزرة جنديرس وإن لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة لما نراه من تصميم وحشي لأعداء شعبنا فإنه يتوجب علينا ونحن في المهجر أن نتبنى إنتفاضة شقيقاتنا وأهلنا وشعبنا الجريح وأن نعلنها متكافلين متضامنين إنتفاضة إعلامية ودبلوماسية وتعليمية عبر الوسائل السلمية المتاحة وهي كثيرة وأبوابها مفتوحة لنا إن طرقناها بأسلوب حضاري يحقق ما نبتغيه وعلى الأقل على غرار لقاء مجلس الشيوخ الفرنسي في باريس وحفلة نوروز في برلمان ولاية نورد راين فستفاليا – ألمانيا.
    يجب الإستمرارية والإستمرارية والإستمرارية…فالنصر حليف شعبنا لطالما كانت لها أخوات وشقيقات وشبان لايهابون الإرهاب ومستعدون دائما لدفع ثمن الحرية.
    يان كوردستان…يان نه مان!

Comments are closed.