قرأت لكم / كتاب رابعة العدوية إمامة العاشقين والمًحزونين د. عبد المنعم الحنفي –القاهرة طبعة/2 لعام 1996 م – ومن 222صفحة –اعداد /خالد علوكة .

وص 40 (يقول العطار ان رابعة العدوية كأنها مريم ثانية ، صافية صفية ، مستورة مخدورة ، والهة بالعشق والشوق ، ومتحرقة الى القلب .

وكما { قال الانبياء إن الله لاينظر الى صوركم ، فليست العبرة بالصورة بل بالنية }، فالمرإة التي تسلك الطريق الى الله كالرجل لايمكن ان ننظر اليها كأمرأة . ورابعة كان الحسن البصرى اذا لم يرها في المجلس حاضرة تركه ، ومعنى ذلك ان المراة كالرجل في التأله ، ولافرق في التصوف بين بين الرجل والمرأة ).

وص 41 –( توفيت اُمها ثم الأب وحدثت مجاعة في البصرة وخرجت رابعة تهيم على وجهها حتى رآها من سولت له نفسه ان ياسرها ويبيعها بستة دراهم الى شخص اخذها الى بيته خادمة ، ومن ثم سيدها رآها ساجدة ويشع نور فوقها في الصباح بعدها أعتقها وتركت البيت ، وقيل ان رابعة كانت تصلي كل يوم وليلة الف ركعة .

وقيل انها ذهبت للحج وكان لها حمار يحمل متاعها فنفق وتطوع من كان معها ان يحملوا المتاع على دوابهم ولم تقبل فرحلوا وتركوها .. فناجت ربها اهكذا يفعل الملوك بالمستضعفين من عبيدهم وما ان انتهت من كلامها حتى نهض الحمار حيا لتلتحق بالقافلة .

ثم في حجة اخرى كانت وحدها في الصحراء واصابها الاعياء فتوجهت بنظرها الى السماء وقالت: يارب انا لبنة – اي ضعيفة –  والكعبة حجر ومااردت من حجتي أن ارى الكعبة وإنما لأشاهد وجهك ! فهتف بها مستحيل وقد سبقها الى ذلك موسى ، فلما تجلى الله للجبل جعله دكاً وخرٌ موسى صعقاً. وقيل في مرة اخرى انتوت للحج وهمت به فرأت الكعبة قادمة نحوها عبر الصحراء فقالت رابعة : لااريد الكعبة ولكن رب الكعبة أما الكعبة فماذا افعل بها : ورفضت النظر اليها ).

وص42 – (ابراهيم بن أدهم قد قضى اربعين سنه في طريقه الى الكعبة لانه كان يصلي ركعتين كلما خطى خطوة وكان يقول غيري يسافر على قدميه وانا اسافر على رأسي !! وعندا بلغ الكعبة لم يجدها في مكانها فبكى وظن العمى قد لحقه وجاءه هاتف بان الكعبة قد انتقلت الى رابعة لملاقاتها وتأثر ابراهيم ثم رأى الكعبة تعود الى مكانها وعاتب رابعة على ذلك فردت عليه – انت جئت بالصلاة وانا جئت بالفقر !وبكت  .

وقيل في احدى مرات حجها لم تسطيع المشي فما كان منها إلا أن رقدت على جانبها واخذت تتقلب وتقتطع المسافة للكعبة الا ان بلغتها بعد سبعة أعوام . ولما اقتربت من البيت حيل بينه والوصول لشئ من نفسه ، وقيل لم تحج في هذه الرحلة ولم تفكر مرة اخرى في السفر الى الكعبة ) .

وص44 – (يروي عنها انها صعدت جبلا والغزلان تطوف بها وجاء الحسن البصري فلما رأته الغزلان فرت هاربة .

وص45 – الحسن البصري توجه وبعض اصحابه  الى رابعة ليلا فاحتاجوا الى مصباح وعندئذ وضعت رابعة اصبعها في فمها ثم أخرجته فظل يضئ لهم مثل النورحتى مطلع الفجر  ).

وص 46 – (سألها الحسن البصرى ان تتزوجه ردت عليه بأن الزواج ضروري لمن يكون له الخيار في امر نفسه وهي لاخيار لها في نفسها ، فهي لربها وفي ظل أوامره . وسألها الحسن كيف بلغت هذه الدرجة ؟ فاجابت بفنائي بالكلية .

وسئلت لماذا لاتتزوجين ؟ فقالت انها مهمومة بثلاثة اشياء وان من يخلصها من همومها تتزوجه : اولها إذا مت أأستطيع أن اتقدم بإيماني طاهراً. والثاني هل ساعطي كتابي بيميني يوم القيامة ؟ والثالث : إذا كنت يوم البعث وسيق اصحاب الميمنه الى الجنة واصحاب المشأمة الى النار فمن أي الفريقين سأكون؟.

وسئلت رابعة من أين أنت ؟ فقالت من العالم الاخر ! والى أين تذهبين؟ فقالت الى العالم الآخر ! وماذا تفعلين في هذه الدنيا ؟ فقالت أعبث بها ! وكيف تعبثين بها؟ فقالت آكل خبزها وأعمل عمل ألآخرة ! ).

وص47 –( يسألونها هل تحبين الله؟ فقالت : نعم أحبه حقا وصدقا ، فقالوا والشيطان هل تكرهينه ؟ فردت أن حبها لله قد منعها عن أن يشتغل قلبها بكراهية الشيطان .

وقالوا لها هل ترين من تتعبدين له؟ فأجابت : لو لم أكن أراه لما عبدته .

وسألوها : فهل تقبل توبة التائب ؟ قالت: إن الله إن لم يمًن عليه بالتوبة فلن يتوب ، فاذا تاب عليه فمعنى ذلك ان توبته مقبولة – ) واول العمر تكون التوبة نصوحة اما بعد قرب المنية فلا قبول توبة كون الله يقوم على العدل والنية وليس الرحمة فحسب .

وص 48 – (قيل انها صامت في احدى المرات سبع ليالي وسبعة ايام على التوالي  وقالت للحسن البصرى مرة عن : الرزق وذكرتُه بان الله  الذي يرزق من يسبُه ألا يرزق من يحبه ؟.

وص50 – (كان حديثها حول الاخلاص مع مالك بن دينار والحسن البصرى وشقيق البلخي فقالت : ليس بصادق في دعواه من لم ينس الضرب في مشاهدة مولاه مثل نسوة مصر اللائي لم يلحظن أيديهن تقطع عندما رأين وجه يوسف !) .

وص51 – (تقول رابعة : لو كنت اعبدك مخافة النار فأحرقني بها ! ولوكنت أطمع في الجنة فلتحرمني منها ! وإن كنت لا اعبدك إلا لوجهك فلا تحرمني مشاهدته !).

وص 53- ( اورد السهروردي في كتاب عوارف المعارف قولها:

       وقد جعلت في الفؤاد محدثي        وأبحتُ جسمي من أراد جلوسي

       فالجسم مني للجليس مؤانس       وحبيب قلبي  في الفؤاد أنيسى .

(- واتهما السجستاني بالزندقة عن هذه . )

وص 55 – ( من بين دعواتها دعاء اعتادت أن تردده بالليل من فوق سقف لها : إلهي أنارت النجوم ونامت العيون ، وغلقت الملوك ابوابها ، وخلا كل حبيب بحبيبه ، وهذا مقامي بين يديك ! – وسئلت كيف بلغت هذا المقام من الولاية ؟ أجابت بقولي – أللهم إني اعوذ بك من كل مايشغلني عنك ، ومن كل حائل يحول بيني وبينك ! ).

وص 56- ( كالصوفية جميعا تنشد الوصل وقالت ايضا : إنها انقطعت عن الوجود وانسلخت من نفسها واتصلت بالله واصبحت كلها له !. ومن وصاياها إكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم ).

وص61 –  (في كتاب رابعة العدوية لمحمد زكي عبدالرحمن : ان رابعة كان لها سميات :-  فرابعة القيسية كانت معاصرة لها في البصرة – ورابعة بنت إسماعيل عابدة من العابدات الصالحات 145هج ، اقامت بمصر سبع سنوات – ورابعة البغدادية 518هج عابدة من عابدات الشام وتوفيت ودفنت بدمشق ويسموها رابعة البدوية وقبرها في ضواحي القدس الشريف وقيل اسمها رايعة . وقيل بعد تحررها من الرق أحترفت مهنة العزف على الناي وفي ساحة التصوف فان العزف على الناي وسيلة من وسائل الترنم بذكر الله وتسبيحه ، وللآن الطبل والدف والناي لها تأثير كبير في حلقات الذكر ).

وص 62 – (من اعتنق مذهب العشق الالهي  ثلاثة وهم رابعة العدوية – وابو يزيد البسطامي – والحلاج . والتاريخ يحفظ لنا ولاشك ذكرى أمراة صوفية اوجدت في تصوفها مذهبا خاصا كانت له آثاره وهو المذهب القائم على العشق الالهي الذي يتنافي مع عقيدتنا الاسلامية ويخالف مخالفة صريحة الكتاب والسنة واعتبر تطرفا لرابعة هو ماادعت من عشق لله تعالى . فهنا خطأ رابعة الذي اوقعت فيه نفسها وقادها لأن ترى في الله معشوقها . وايضا انتقدت في موقفها من الحج  وذهاب الكعبة الى لقائها وقولها الكعبة ليست سوى صنم معبود في الارض  ).

وص 64- ( اعتبر بعض التخيلات والاوهام قد ملأت عقل رابعة كاعتقادها بالبعث والحساب يخالفان الشريعة والسنة – وعبادة تقوم على الخوف من نار الله ينهي معها {الثواب والعقاب} ويتساوى الناس في مصير واحد في الاخرة – واعتبرت شوقها الى الجنة خطيئة حين عرضت عليها فملت بقلبي فاحسست ان مولاي غار عليً – ومعاتبة الله على خلقه النار لتأديب العاصين ، حيث قالت { أما كان لك عقوبة ولا أدب غير النار }! ).

و65 – (في كتاب رابعة بين الغناء والبكاء للدكتورة . سعاد عبدالرزاق: بارتباط اسمها بالنظرية الروحانية ، ونظرية الحب الالهي ، ونظرية الخٌلة ، ونظرية الحج بالهٍمة . والذي أجزم به مستنده الى النصوص أن رابعة كانت مغنية قبل أن تسلك طريق الهجرة الى الله وانها كانت تغني على أنغام الناي وقرع الدفوف والطبول ، ورابعة كما وصفها الهجويري بداية التصوف ونهايته لأن مقامات التصوف واحواله والحانه ومواجيده وكشوفه والهاماته لاتزال على مارسمته وكما عبرت عنه وتذوقته ).

ملاحظة / له تتمة جزء 3

يوليو/2023م