من ادب المهجر- قلبك وطنك أيها الشاعر- بدل رفو

 

غراتس \النمسا

 

رغم هزائمك وجراحك في بلادك الاولى..

رغم انتظاراتك على شواطئ الدنيا..

بقيتَ متفائلاً وطعنتَ التشاؤم

بلغة الطفولة والبراءة ..

إنتماءك أيها الشاعر المهاجر،

للانسان والعصور وللُّغةِ لاتتسكّع على عتبات

أبواب السياسة والغربان

في زمن الانترنت.. !

غُربتك أيها الشاعر تستحق الكبرياء

في خريفٍ شموعهُ شهدٌ وشعر وموسيقى .. !!

***       ***

قلبكَ وطنكَ أيها المهاجر ..

علمتكَ طُرق الليل الطويلة

بألا تُفرط في أحزان البلاد الاولى ،

فصباحاتها تشرقُ نرجساً واغانيَ قبوجٍ

على قممِ الجبال ،

وفي اذنِ الانسانية تَفطّرت  شفاهُكَ من الصراخ ،

أمامَ صَمتٍ يلوذُ أحياناً  بالفرار ،

كلما طرق هولاكو جديد أبواب مدينتك.. !!

***       ***

قلبكَ وطنكَ ..

إحمل جسدك المنهك ..

فأنت عطر روضٍ ونخبٌ لروحكَ وعمركَ ..

وإياكَ أن تطوي غيابك وأشعاركَ

في جهامة يُسطِّرهُ التاريخ ،

فأنت القصيدة والعناق والسعادة ..

هَيّا إسرد  للشواطئ وللمطارات والجزر

قصصَ شهقات أشعارك

ومُدنَ حياتك وشهد أسفارك

وعن شغاف روحك.. !

فأنت هجرت مخالب الوحوش..

ومزقتَ صدر الارض

لتجعلها وطنك.. !

وفي عٌباب البحر لم يلعقك لا الجرحُ ولا الغدرُ

في مكر الزمان.. !!

***    ***

قلبكَ وطنكَ أيها الشاعر ..

فأنت عشقت أساطير الدنيا..

واسيتَ الفقراء والمساكين..

وتُوِّجتَ بتاج محبة الجبل والانسان

والمجانين.. !!

***    ***

قلبكَ وطنكَ اَيها المهاجر..

وطنٌ يُوحَّد الشعر والشعوب

والعشق ،

وطنٌ ..نَثرتهُ في طرقات الدنيا سلاماً..

واشتهاءات للقلوب رغم النكبات .

فإياكَ أن تُبكي قلبك.. فهو الوطن

وإن أطلقوا عليك قنابل الغاز.. !!

قلبكٌ وطنكَ ..

فأطلق أشعار العشق والجنون ..

قلبكَ..غيمةٌ في سماء الدنيا

كطفلٍ ينتظر هدية العيد.

قلبكَ وطنكَ أيها الشاعر..

فوق بركان الغربة

وربما في الهزيع الاخير من ليلٍ

قد لا ينتهي أبداً.. !!

هامش: عنوان القصيدة ورد في محاورة تلفونية مع الاستاذ الجامعي البروفيسور مولود ابراهيم حسن صديق الزمن الجميل  حين خاطبني وقال لي يا بدل  قلبك وطنك فانطلق.. أنت ملك زمانك !!

صورة الشاعر في مونتينيغرو \ الجبل الاسود