غزة في قلب المعادلة الدولية .- محمد حسن الساعدي

تجلت قوة المعركة من خلال نوع السلام المستخدم والقوى المشاركة فيها فالملاحظ أن معايير القتال في مدينة غزة والتي يبلغ طولها حوالي 41 كم، وعرضه من 6 إلى 12 كم، وتبلغ مساحته الإجمالية 365 كم. وله حدود مع فلسطين بطول 51 كم، وحدود مع مصر بطول 11 كم بالقرب من مدينة رفح،حيث استخدمت فيها القوى المشاركة كل انواع الاسلحة حتى المحرمة منها،وقتلت الآف من المدنيين بين طفل وشيخ وامراة وحامل،حتى لم تترك الة الحربية الصهيونية أي مؤسسة صحية أو اجتماعية او بنى تحتية الا دمرتها،حتى عادت المدينة الى العصور المظلمة.

أن الكيفية التي سيتطور فيها الصراع في غزة سيكون لها آثار سلبية على الاقتصاد العالمي،والذي يعاني فعلاً من الصدمات إذ ان سلسلة من الأحداث الكارثية قد تمتد إلى الخليج نفسه والتي يمكنها أن تؤدي إلى الصراع بين القوى العظمى بالإضافة ان الانظمة في المنطقة ممكن لها أن  تتزعزع على أثر الغضب الشعبي بسبب فشلها في إدارة هذا الصراع ومحاولة تخفيف حدته او مساعدة مدينة غزة المحاصرة.

السؤال هنا اذا توسعت الحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة واتسعت ساحة الحرب ، فهل سيكون لها أهمية ؟ نعم بالتأكيد ،إذ تعد المنطقة أهم منتج للطاقة في العالم ووفقًا للأرقام الإحصائية التي أصدرتها منظمة الطاقة العالمية لعام 2023، فأن المنطقة تحتوي على 48 % من الاحتياطيات العالمية المؤكدة وأنتجت 33 % من النفط العالمي في عام 2022، ووفقاً لتقرير ادارة معلومات الطاقة الأمريكية، فقد مر خُمس إمدادات النفط العالمية عبر مضيق هرمز في عام 2018. وهذه هي نقطة الاختناق والسيطرة لإمدادات الطاقة العالمية، بالإضافة الى أن المنطقة تمثل اكبر مزود للطاقة في العالم ولازال الوقود الاحفوري يمثل اهمية كبيرة الى النمو فيه.

أن افضل وسيلة للتنبؤ عن مستقبل هذا الصراع هو العمل على حسره وتطويقه، ولكن اذا ما حصل العكس وأستمر الكيان الصهيوني وحلفاءه من الاستمرار في قصفها لغزة فأن الاضطرابات ممكن ان تعم المنطقة، كما ان ارتفاع حدتها ممكن ان تقود الى الهزات السياسية في الانظمة السياسية نفسها،ولكن هذا في المقابل لن يكون منطقاً مقبولاً من قبل الملايين من السكان الذين يتطلعون الى ان تتجه حياتهم نحو الاحسن.

والسؤال الكبير هنا هو ان اسرائيل الى اين تريد الذهاب في حربها ضد غزة ؟

والسؤال الاكبر الذي يوجه الى اسرائيل هو هل هناك جدوى من ممارسة القوة العسكرية خصوصا مع الخسائر الكبيرة في المعدات والارواح في صفوف الجيش الاسرائيلي ، والتي بسببها لجأت واشنطن الى الضغط على تل ابيب من أجل القبول بالتهدئة وعدم التورط في أجتياح غزة،ما يعني ان المستنقع الغزاوي بات أكثر عمقاً وخطورة .