بلاد الواق واق – عبدالناصر عليوي العبيدي

 

————-

الــحالُ مُــزْرٍ و الــجريمةُ مُنكرَةْ

يــا  أمــةً لــلجهلِ أمستْ مَسْطَرَةْ

نــفــيُ الــحقيقةِ لا يــعالجُ أزمــةً

أســبــابُــها  بــعــقولِنا مُــتَــجَذِّرَةْ

فَــرْضٌ  عــلينا أنْ نُــداوِيَ عِــلَّةً

بــاتتْ إذا سَــكَتَ الــجميعُ مُدَمِّرَةْ

ونــفَضِّلُ الــتّصفيقَ رغمَ جِرَاحِنا

دومـــاً هــزيمَتُنَا تــكونُ مُــبَرَّرَةْ

فــوسائلُ الإعــلامِ أضــحتْ نُكْتَةً

أخــبارُها عــكسُ الــحقيقةِ مُدبِرَةْ

أبــطالُها الــشجعانُ فرسانُ الهوا

خُــطُــوَاتُهمْ بــذيــولِهمْ مُــتَــعَثِّرَةْ

ســبقتْ بــلادَ الــواقَ واقٍ مَركزاً

فــي  الــذّيلِ دوماً تَقتدي بمُؤخِّرةْ

فــاستبشرتْ  خيراً وزادَ حماسُهَا

كــي تــستَمِرَ إلــى النهايةِ مُبْحِرَةْ

رَفَــعَــتْ لــكلِّ نــطيحةٍ مَــوقوذةٍ

لــتصير فــي الإقدامِ تسبقُ عنترةْ

ومُــبَــرْمَــجٍ  كــالــببغاءِ مُـــرَدِّداً

لــعــبارةٍ مــمــجوجةٍ و مــكرَّرَةْ

ومُــخَرِّفٍ فــي العقلِ باتَ مُفكراً

لَــمْ يُــسْمِع الــجمهورَ إلاّ الثَرْثرةْ

ومُــشَــعْوذٍ  يــتــسابقونَ لــجــلبهِ

مُــتَــطِيِّراً و الــهَرْطَقَاتُ مــقرَّرَةْ

ومُــهَلْوسٍ ثَــكِلَتْهُ أمُّــهُ قــد أتــى

بــقصيدةٍ  لــعكاظَ تَــقْطَعُ تَــذْكِرةْ

ألــفاظُها مَــمْغُوصَةٌ فــي بــطنِها

عــبثيةٌ فــيها الــحروفُ مــبعثرةْ

فــذوو الــجهالةِ أصــبحوا قُدُوَاتِنا

و  وجــوهُمْ مثلَ الكواكبِ مسفرةْ

وذوو الــعقولِ تــقطّعتْ أســبابُهمْ

بــاتوا  طــيوراً في الفلاةِ مهجَّرَةْ

فــغدتْ بلادُ العربِ قاعاً صفصفاً

صــحراءُ مــن أهلِ التَفَكُّرِ مُقفرَةْ

كــلُّ الشعوبِ الى الأمامِ مسيرُها

والعُرْبُ من دون الورى متقهقرةْ