** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات ** – سرسبيندار السندي

 

 

* المقدّمة
يقول أينشتاين
مثلنا إزاء العالم مثل رجل أتى بكتاب لا يعرف عنه شيئاً البتة ، فلما أخذ في مطالعته وجد فيه الكثير من أوجه التناسق الفكري ، فأدرك أن وراء كلمات هذا الكتاب شئ غامض لم يصل لكنهه ، وهذا الشئ الغامض الذي عجز عن الوصول اليه هو عقل مؤلفه ، وبعد تأمله فيه جيداً أدرك أنه ثمرة عقل إنسان عبقري ، فكذالك نحن إزاء وجود هذا الكون إذ نشعر بأن وراء نظامه شئ غامض لا تصل إليه مداركنا ولا تستوعبه عُقولنا وهذا الشئ بكل بساطة هو ألله ؟

* المَدْخَل والمَوضُوع
من وجهة نظري المتواضعة أجد أن مقولة ألله واحد أحد ليس بصحيحة ، فكل الأرقام من 1-9 هى وحدة واحدة ، وتفقد وحدانيتها فقط عندما يشاركها أي رقم أخر ؟

فألله بالحقيقة ليس واحداً بل صفراً موجود منذ الاول رغم أن الكثيرين لا يشعرون به إلا عندما يحتاجونه ، بدليل أنه لا يؤثر على أي رقم (انسان) إلا إذا وضع إلى يساره ، مثل (10، 100) بينما الأرقام تتاثر بأي رقم يوضع سواء على يساره أو يمينه وهنا تكمن معجزته ؟

* يقول العالم الانكليزي السير جيمس جينز ؟
إن صيغة المعادلات التي توحد الْكَوْن هى ألانا التي تشترك فيها كل الموجودات وهى ثابة ومتجانسة مع طبيعة الكون ، بدليل ترابط الكثير من أحداثه سواء المفسرة منها أو الغير مفسرة ، وهذا الترابط يدلل على الطبيعة الرياضية الموجودة في الاشياء ؟
ومن أجل هذا لا مندوحة إلا أن نبحث عن عقل رياضي يتقن لغة الرياضات التي يرجع اليها سبب وجود هذا الكون ، وهذا العقل الرياضي الجبار الذي نلمس أثاره بوضوح في هذا الكون هو ألله ؟

* الجَدليةَِ
يقال بأن أول قوانين الطبيعة هو أن المادة لا تفنى ولا تستحدث بل تتحول من حالة لأخرى (علم) ؟

ويقال بأن أول تعريف للخلق هو إحداث شئ من العدم (دين) ؟

والحقيقة أوقعا في نفسي هذين التعريفين إذ وجدت أن المادة موجودة رغم القانون القائل بعدم إستحداثها (وهكذا ألله) ؟

فلا يسألني أحد من الذي أوجده إلا إذا أجابني من يؤمنون بأن المادَّة لا تفنى ولا تستحدث من الذي أوجدها ؟

وعجزهم عن الإجابة لدليل على وجود ألله الذي يؤثر ولا يتاثر كما الشمس التي تشرق على الاشرار والأخيار ، وهو بالتأكيد فوق مدارك الكثيرينَ حتى العلماء منهم كما الكثير من الأشياء رغم تطور العلوم والتقنيات وزيادة المعرفة ؟

فصراع المؤمنين مع غير المؤمنين ليست وليدة اليوم أو ألامس ، وهى مسألة طبيعية لا تستوجب التكفير أو فناء بَعضُنَا البعض ، والسبب لأننا بشر مختلفو الطباع والصفاة والقناعات وذالك لاختلاف المعارف والمدارك والضروف والمفاهيم ؟

لذا فألله ليست فقط حاجة إنسانية فطرية بل هو أعظم إكتشاف عرفته البشرية من خلال العقل والتأمل ؟

* لربما يقول قائل بأن هنالك الملايين من البشر ليسوا بحاجة إلى ألله ولا يحسون حتى بِه (منطق) ؟

كلامه هذا صحيحاً وَلَكِن لماذا فقط ألأبر الممغنطة تتجه نحو القطب المغناطيسي بينما الابر الخاملة والخامدة لا تتجه نحوه ولا تحس حتى به ، فهل نلقي اللوم على ألابر الخاملة والخامدة أم على القطب المغناطيسي ؟

* وأخيراً …؟
يستذكرني قول شاعر النيل حافظ إبراهيم (1872-1932) {إنما الشكوك أولى مراحل اليقين} ؟
فكما كان الشك عند توما وهو أحد حواري السيد المسيح قبل الفي عام المفتاح السحري الذي فتح به الهند والسند والصين واليابان بعد شكه في قيامة وظهوره للتلاميذ ، فكان أن ظهر له مع التلاميذ قائلاً له ؟
هات أصبعك إلى هاهنا وأبصر يدي ، وهات يدك وضعها في جنبي ، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً فطوبى لمن أمن ولم يرى} يوحنا (20–27) ؟
..
أحبتي فالشك ليس بحد ذاته كفراً بل الكفر أن نبي قناعاتنا وايماننا على أقوال وهرطقات ألاخرين دون برهان أو بحث تحليل أو دليل ، والاخطر تصديق من أتونا بالعنعنات ممن لم يرو أو يسمعوا ، والمصيبة ألاكبر ختمها ب (الله أعلم) سلام ؟

سرسبيندار السندي
Mar/ 24 / 2024