تعرض الشعب الكوردي خلال القرن الماضي والى اليوم الى جرائم وحشية من الأعتقالات والإعدامات واستخدام الأسلحة الكيماوية والجرثومية المحرمة الدولية والحصار الأقتصادي، فضلا على استخدام سياسية الأرض المحروقة التي دمرت البنى التحتية في الريف والمدن، لا لذنب سوى ان هذا الشعب يريد العيش على ارض ابائه واجداده ضمن نطاق كيان مستقل الى جانب شعوب المنطقة.
انظمة الدول التي تتقاسم ارض كوردستان والتي تختلف فيما بينها على كل صغيرة وكبيرة، هم متفقون من دون شروط على وأد التطلع الكوردي في نيل حقوقه المشروعة، ولم يتوانوا عن ارتكاب ابشع الجرائم لتحقيق هدفهم المشترك.
عندما نتصفح وريقات تأريخ العراق المعاصر نستذكر اسماء قيادات سياسية وعسكرية وامنية اجرمت بحق الشعب الكوردي، قتلوا النساء والأطفال،دفنوا الآف المدنيين العزل احياء في مقابر جماعية ،واعدموا الشبان ودمروا مقومات الحياة الأنسانية في هذه البقعة الجغرافية من الشرق الأوسط.
جميع الأنظمة التي توالت على حكم العراق، رغم جرائمهم البربرية الوحشية وقساوتهم في مواجهة الشعب الكوردي ، نأت بنفسها عن استخدام جريمة التجويع واللجوء الى قطع رواتب الموظفين، وحرمان الأطفال من الحليب والمرضى من الدواء، التي تترك اثاراً مدمرة على الأسرة الكوردية والمجتمع الكوردستاني برمته.
اليوم التأريخ يعيد نفسه ويكشف عن وجود عين العقلية العنصرية الشوفينية الطائفية السابقة التي تحاول وبشتى الوسائل ابادة الشعب الكوردي ومسخ هويته القومية ،ارضاءً لنزواتها غير الإنسانية البعيدة عن جميع القيم والمبادئ التي يتحلى بها الإنسان السوي.
(طيف سامي) الوزيرة الفاقدة لأي سابقة نضالية وجهادية والتي جاء بها نظام المحاصصة المقيت،لتتربع على اعلى الهرم في وزارة المالية الغارقة بالفساد وتبديد ثروت البلاد،ماتزال تستخدم سياسة التجويع وقطع رواتب موظفي اقليم كوردستان ، رغم التزام حكومة اقليم كوردستان بجميع قرارات المحكمة الإتحادية وما تم فرضه من شروط غير قانونية ودستورية على الأقليم،ضاربة بذلك جميع القوانين والأعراف والمبادئ الإنسانية عرض الحائط، ارضاءً لمن وهبها المنصب واشباعا لعقدها النفسية وميولها الطائفية والقومية العنصرية.
ان التعامل الجائر وغير الإنساني لوزيرة المالية طيف سامي مع مستحقات شعب كوردستان وتجويع الملايين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة من المجتمع الكوردستاني ،تدل وبدون ادنى شك انها تحمل في دواخلها احقاداً طائفية وعنصرية قومية دفينة ازاء الشعب الكوردي، والا فما معنى استمرار تنصلها عن مهماتها كوزيرة و تأخير صرف رواتب موظفي اقليم كوردستان لشهرين متتاليين بحجج وذرائع واهية، رغم التزام حكومة الأقليم بجميع تعهداتها القانونية والدستورية وما فرضتها عليه قرارات المحكمة الإتحادية.
لتعلم طيف سامي ان المنصب والكرسي لن يدوما، و انها مسؤولة امام الله وستحاسب على دمعة كل طفل كوردي يئن من الجوع والألم ،وعن اهات الأمهات اللاتي يعجزن عن توفير الحليب لأطفالهن الرضع والمرضى وكبار السن العاجزين عن تأمين دوائهم واليتامى من عوائل الشهداء الذين ينتظرون راتبهم الشهري البسيط لتأمين حاجياتهم اليومية، كما انها مسؤولة عن كل ما يعانيه ذوو الإحتياجات الخاصة والأسرة الكوردستانية بشكل عام من مشاكل اجتماعية ومعيشية. (الله يمهل ولايهمل) والأيام بيننا، وسنرى ان مصيرها لن يكون افضل من ازلام البعث، الذين رغم ارتكابهم لأبشع الجرائم ضد الإنسانية و عاثوا في الأرض فسادا الا انهم لم يسمحوا لأنفسهم قطع قوت المواطنين وتجويعهم بوصفها اخس الجرائم وارذلها.