المشکلة والحل في في بقاء النظام الايراني أو رحيله- محمد حسين المياحي

 

بعد أن کانت المقاومة الايرانية لوحدها من ترفع صوتها على الدوام وتٶکد بأن بقاء النظام الايراني وإستمراره يشکل خطرا وتهديدا ليس على الشعب الايراني فقط وإنما يتجاوز ذلك ليشکل خطرا على الامن والاستقرار والسلام في المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام، وإن عدم التصدي لهذا النظام ومواجهته بما يرد کيده الى نحره، فإن خطره وتهديده سوف يتعاظم، واليوم وبعد أحداث 7 أکتوبر2023، وما نجم وتداعى عنها، يبدو واضحا بأن موقف المقاومة الايرانية کان صائبا ودقيقا جدا إذ إن الجميع صاروا يدرکون التهديد الکبير الذي صار النظام يمثله على المنطقة والعالم والاخطر من ذلك إنه يصر على مواقفه ويريد من المنطقة والعالم أن يتکيفوا مع الواقع الهجين والطارئ الذي أوجده في المنطقة خلال العقود الاربعة الماضية.

النظام الايراني الذي کما صار واضحا ومعروفا عنه، إنه يعتمد على رکيزتين أساسيتين من أجل ضمان بقائه وهما قمع الشعب الايراني في الداخل وتصدير التطرف والارهاب الى بلدان المنطقة، وإن قيامه بتأسيس أحزاب وميليشيات عميلة تابعة له في بلدان المنطقة وتمويلدا ودعمها على حساب الشعب الايراني، قد أرهق کاهل الشعب الايراني کثيرا، ومن دون أدنى شك فإن زعزعة هاتين الرکيزتين من شأنهما أن يخلخلا الاوضاع في داخل إيران لغير صالح النظام، وهذا مايمکن أن نراه ونشهد بداياته من خلال مسار الاوضاع والتطورات الجارية في المنطقة ولاسيما بعد ما قد آلت إليه أوضاع حرکة حماس وحزب الله اللبناني خلال الاشهر الاخيرة.

الاموال الطائلة التي قام النظام الايراني بصرفها على الاحزاب والميليشيات العميلة التي تثير الحروب والازمات بالنيابة عن النظام، فإن ما قد حدث لحزب الله في غضون فترة قصيرة نسبيا وخرج من الساحة کقوة تفرض نفسها ليس على لبنان فقط بل وحتى على المنطقة والعالم، جعل النظام في موقف صعب وحرج وخطير في وقت واحد، فهو لايتمکن إطلاقا من أن يدخل الحرب مباشرة الى جانب هذا الحزب لأنه يعلم بأن الشعب الايراني ليس لا يوافق على ذلك بل وحتى يرفضه رفضا قاطعا.

ومن جهة أخرى، فإن الشعب الايراني وعندما يرى بأن عشرات المليارات من الدولارات التي قام هذا النظام بصرفها على حزب الله والتي تبخرت کما يبدو في غضون فترة قصيرة، فإن هذا الامر سوف يساهم بمضاعفة مشاعر السخط والغضب على النظام ويجعله في موقف ووضع لايحسد عليه ولاسيما إذا ما تذکرنا بأن خامنئي والنظام قد أوصلا المنطقة الى هذا المفترق الخطير بسبب الحرب التي أثاروها في غزة من أجل أن تساهم في تهدئة الاوضاع الداخلية في إيران التي تداعت ونجمت عن إنتفاضة 16 سبتمبر2022، ولذلك فإن النظام يتخوف کثيرا في الوقت الحاضر ولاسيما وإن حالة الضعف والهزالة التي يعاني منها حاليا غير مسبوقة.

المنطقة والعالم وهم ينظرون الى التطورات الخطيرة الجارية حاليا، فإنهم قد توصلوا الى حقيقة مهمة کان قد أعلنها قائد المقاومة الايرانية، السيد مسعود رجوي قبل 40 عاما، من إن رأس أفعى إثارة الحرب وتصدير الارهاب في طهران ويجب إستهدافه. ومن دون شك فإن تغيير النظام في إيران هو الحل الامثل للاوضاع الخطيرة في المنطقة ولايمکن أبدا أن يتم تحقيق ذلك من خلال إطلاق صواريخ أو هجمات جوية، وإنما من خلال دعم وتإييد نضال الشعب والمقاومة الايرانية على الارض من أجل الحرية وإسقاط النظام وإن الاجواء والارضية الحالية في إيران والمنطقة والعالم ملائمة لذلك تماما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *