سقوط بشار الأسد بات في الافق القريب جداً –     جمعة عبدالله 

 
 اصبحت من البديهيات السياسية الاولية  , بأن اي نظام يفقد ثقة الشعب ,  ويقف بالضد من تطلعاته  المشروعة , في تهيئة الظروف المعيشية المناسبة , وتقديم أفضل الخدمات  , وحلحلة المشاكل الاساسية في الأزمات الحياتية التي تخنق المواطن , فأنه يفقد ايضاً حاضنته الشعبية والسياسية , ويصبح بدون جدار حماية , حتى لو استنجد باشرس المليشيات المتمرسة في القتل والاغتيال والخطف , إذا ترك الحبل  لهذه المليشيات المجرمة أن تفعل ما تشاء وترغب  , فأن مصيره سيكون  غير آمن ومستقر ,  مهما كان جبروته في البطش والتنكيل . إذا انحنى للاطماع الاجنبية واصبح ذيل لها . اذا كان هناك تنظيم عسكري بديل للمؤسسة الدولة العسكرية , أي تصبح المليشيات المسلحة اقوى من جيش الدولة  الرسمي , إذا كانت هذه المليشيات المسلحة فوق الدولة والقانون والنظام , وتكون هي الفاعل في الدولة وجيشها ضعيف وهزيل ,  لاحول ولا قوة لها , مثل النظام السوري الذي اعتمد على المليشيات الاجنبية الإيرانية وحزب الله اللبناني , وقمع الشعب وسلب حريته بالعنف الدموي و والآن يدفع فاتورة الحساب العسير , وضع نفسه في عمق البئر , وتخلى عنه حلفائه من  إيران وحزب الله اللبناني والمليشيات العراقية  , هربوا من سورية  , وتركوا بشار الاسد وحيداً وسط العاصفة المدوية , والتي لن تهدأ إلا  بسقوطه  مثل ما يحدث  بسقوط المدن الاساسية  في سورية دون قتال , تسقط واحدة بعد الاخرى بالسرعة الخيالية  , حتى يصل الحال  الى مشارف  دمشق , عند ذلك سيكون مصير بشار الأسد في مهب الريح ( كش ملك ) ,  بالفعل بدأت المطالبات تعلو بصوت عالٍ بتحني  بشار الاسد عن  الحكم , حفظاً لحقن الدماء السورية , بأن ورقته احترقت وانتهت حقبة بشار الاسد  , لأن الشعب اراد التخلص من نظام بشع قاتل ومجرم , حتى لو تحالف مع الشيطان , وليس مع جبهة النصرة أوهيئة تحرير الشام الارهابية , وهي خرجت من رحم القاعدة وداعش , وارتكبت مجازر وحشية وبشعة , مهما صبغت جلدها بلون آخر , فأن عقليتها السلفية هي الاجرام القتل باقٍ لن يتغير  . … وضع نظام بشار الأسد ,  هو نسخة طبق الأصل  من النظام الطائفي في العراق , الذي يعتمد على المليشيات الايرانية , واصبح نفوذها اقوى من الدولة ومن مؤسسته العسكرية , وايديها ملطحة بدماء الشعب ,اجهضوا انتفاضة تشرين الشبابية بالعنف الدموي بوحشية  ,  اغرقوها بالدماء و البطش الدموي , وأصبحت هذه المليشيات الدموية حطراً جسيماً على العراق , باعت العراق بسعر رخيص الى ولاية الفقيه خامنئي , اصبح وجودها يعني  هلاك للدولة وضياع السيادة والاستقلال , لذلك ارتفعت الأصوات من كل طرف حتى من المرجعية الدينية المحترمة , بنزع سلاحها وحصر السلاح بيد الدولة ,  وإلا فأن الدور القادم  سيكون في العراق المرشح الأول بما حدث ويحدث ,  وهذا يستدعي من الاحزاب الحاكمة ان تغيير بوصلتها الى بوصلة الشعب والتخلي عن أطماعها الأنانية  الجشعة , في تغيير الظروف المعيشية البائسة للشعب , وتعمل على تقديم الخدمات الأساسية , والكف عن الفساد والسرقة والنهب , ان تعيد الثقة المفقودة بينها وبين الشعب ,  و إلا سيكون مصيرها الرمي في   حاويات الأزبال ,  كما يرمى بشار الأسد في مزبلة التاريخ  الآن . 

2 Comments on “ سقوط بشار الأسد بات في الافق القريب جداً –     جمعة عبدالله ”

  1. تنظيم الشام.. مرحلة لاسقاط الاسد.. ولكن ماذا بعد؟
    اما قسد.. فنسبة الاكراد بسوريا 8% بالمائة..: واليوم قسد تسيطر على 40% من سوريا.. ماذا يعني ذلك؟
    السوريين اليوم كشف يتفرج للخلاص من الدكتاتور..ولكن الشعب فيه شرائح كبيرة ضد فرض الاسلامة على المجتمع والدولة..
    هل سوريا تسير على الطريقة الليبية بعد اسقاط الطاغية القذافي..
    ما هو دور هيئة تحرير الشام بعد سقوط الاسد؟

    وصف الجولاني بانه ارهابي سلفي قاعدة .. الخ.. يطرح سؤال ماذا فعل:
    قتل على الهوية .. كذلك مليشيات الصدر والولائيين قتلوا على الهوية
    قمعوا الشعب.. كذلك مليشيات الولائيين والصدر قمعت انتفاضة تشرين 2019
    سرقوا المال العام.. لم يسيطرون على الحكم لحد الان.. ولكن الاسلامي بطبعه يعتبر اي ارض يحتلها هي غنائم مباح سرقتها.. كالاسلاميين بالعراق الذين يعتبرون ميزانية العراق مجهولة المالك ويجوز استباحتها.. اي سرقتها.. وسرقوا منذ 2003 ولحد اليوم بلا رحمة..
    يريدون تطبيق الشريعة.. فماذا عن اسلاميين العراق الذين يريدون تفخيذ الرضيعة ونكاح القاصرات.. وقاموا بنشر المخدرات وتهريب النفط .. وغيرها من الموبقات

  2. الاستاذ العزيز حسين كاظم
    اتفق معك في كل التساؤلات التي طرحتها وجيهة وواقعية , جديرة بالانتباه والمناقشة , ولكن كل الاحزاب الاسلامية بمختلف مسمياتها الشيعية والسنية , هي خرجت من العباءة السلفية والتعصف الاسلامي , ولا تسلك لغة الحوار , لانها ببساطة لا تعترف بالديموقراطية , رغم تبجحهم بها , لان لغتهم الحقيقية , الدم والسلاح والقتل , وهضم حقوق الاقليات , خذ مثلاً العراق , ما بقى من الاقليات بعد القتل والتشريد حوالي 10% , لان عقيدتهم الدينية كل غير مسلم يوصم بالشرك والكفر والالحاد , لكن ما انتهى من الصراع السوري , هو فقدان دور ونفوذ ايران في سورية , والقادم في العراق , حتى تنزوي في حجرها الايراني , وفقدان الابن المدلل حزب الله اللبناني , ماذا بقي منه , بعدما كان امينه حسن نصرالله , يدعي بأنه زعيم المحور في المنطقة العربية , بتفويض من مرشده الايراني خامئني .
    تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *