المرشد الإيراني أسد على العراق وارنب أمام أمريكا –   جمعة عبدالله

 
 تغيرت موازين القوى والمعايير بشكل استراتيجي على أيران,  بعد خسارة سورية ولبنان , بالهزيمة الشنعاء , التي كسرت ظهر البعير , وأيران خسرت نفوذها كلياً في هاتين الدولتين  , وانهزمت اذرعها وذيولها كالفئران المذعورة ,  خوفاً  من الابادة والموت , ليس ان ايران تكبدت خسارة حولي  30 مليار دولار كدين رسمي  على النظام الساقط بشار الأسد , بل النظام الجديد في سورية  يطالب ايران بتعويض بعشرات المليارات الدولارية , لان ايران سببت بشكل  فعلي واساسي , في  دمار وخراب المدن السورية , وكذلك فقدت ايران  المئات العقارات والشركات التي كانت تمول الاقتصاد بشكل  الحيوي , حيث كانت تحصل سنوياً على  المليارات الدولارية لتصب في  الشريان     الاقتصاد الايراني , وزاد الامر فداحة   حتى التمثيل  والعلاقات الدبلوماسية متوقفة تماماً , وكذلك الحال بالنسبة الى لبنان وحزب الله , حيث  سقطت وتهاوت دويلة  حزب الله  العميقة , التي شيدت  بالمال الإيراني , وكان  حزب الله اللبناني يتحكم بكل صغيرة وكبيرة في الشأن اللبناني , كان سلاح حزب الله يمثل  السيف المرعب المتسلط  على الطوائف اللبنانية الاخرى , لقد خرجت ايران بخفي حنين من سورية ولبنان  , ولم يبقٍ لها , سوى الوصاية والنفوذ على العراق بواسطة الحشد الشعبي , الذي يطلق عليه في إيران : حشدنا الشعبي والرئة التي يتنفس منها نظام ولاية الفقيه , الذي يتحكم بمصير ومستقبل العراق , ولا يمكن إلى اي قرار سياسي وقانوني ان يمر دون  توقيع المرشد  الإيراني عليه بالرفض أو القبول   , لذلك يرفض بشكل قاطع فكرة   حل الحشد الشعبي حتى سماعها , لان الحشد الشعبي يمثل بوابة إيران الرئيسية , واذا خسر الحشد الشعبي ,  يعني خسارة  الوصاية  والنفوذ الايراني في العراق , يعني  ذلك  بكل بساطة سقوط وتهالك نظام ولاية الفقية ,  امام التحديات الخطيرة التي تجري في المنطقة  ضده , وهذا يضعه  امام عواصف كثيرة  , من شأنها ان تفجر المد الشعبي الوسع داخل ايران  ضد حكم الملالي , ويمكن احترق ورقته كلياً , لذا فأن الدرس السوري واللبناني , يحاول النظام الايراني ,  ان يتجنبه في العراق حتى بتشديد القبضة الحديدة والارهاب والقتل  , لكل منْ ينتقد الدور الايراني المتنفذ في العراق , ومجي ترامب على رئاسة امريكا , يمثل البعبع المخيف والمرعب , الذي يقلق نظام ولاية الفقيه يومياً , ويدركون خطورته على الشأن الداخلي وعلى الاقتصاد الايراني بالذات , الذي يعتمد على سلة العنب العراقية , ويدرك ترامب ذلك , ويسعى الى سد هذا المنفذ الاقتصادي ,  ويحرم ايران من سلة العنب العراقية  , التي  تعطيه اكسير الحياة الى الاقتصاد ايران المتهالك , وبدأت الاجراءات الفعلية تصب  في هذا الاتجاه  ,  بدأت بالتوقف على الاستثناءات بشراء الغاز الايراني  لتشغيل الطاقة الكهربائية , بمنع شراء الغاز الايراني الذي يكلف العراق سنوياً 6 مليار دولار يضعها في جيب ايران  , بالرغم ان العراق يملك الغاز الذي يشغل المولدات الطاقة الكهربائية , ولكن القرار الايراني بمنع استخدام الغاز العراقي المتوفر , والمسألة الاخطر , ايقاف بيع النفط الايراني بحجة انه نفط عراقي في الاسواق العالمية  , واذا  لم يمتثل العراق الى هذا الاجراء سيطلب ترامب من منظمة الاوبك خفض حصة العراق النفطية , التي تبلغ حاياً  حوالي 3,5 مليون برميل يومياً , ونعرف ان ترامب هدد بلدان المنتجة للنفط ( الاوبك ) بخفض الاسعار  , وإلا  اغرق الاسواق العالمية بالنفط الامريكي , مع العلم ان الموازنة السنوية العراقية حددت  سعر النفط بحوالي 73 دولار للبرميل الواحد, وندرك عمق الازمة اذا كان سعر النفط عالمياً اقل من هذا السعر المحدد . ان ايران تدرك تماماً حجم الاخطار الهائلة عليها , لذلك تتفادى هذا المأزق الكبير مع امريكا ,  وتسعى جاهدة بطلب المفاوضات المباشرة مع أمريكا بشأن المفاعل النووية الايرانية  , كما صرح به رئيس جمهورية إيران , وانه يتطلع الى حل  اشكالات  المفاعل النووية  ان تكون سلمية  بدون انتاج السلاح النووي  , لكن ترامب قالها صراحة , اما الامتثال الكامل الى الشروط الامريكية للحل  , واما ان يوعز الى اسرائيل بضرب المفاعل النووية , لأن انتاج السلاح النووي الايراني خط احمر الى امريكا وإسرائيل , وخاصة ان ايران لا تملك المضادات الجوية حالياً ,   بعدما ضربت اسرائيل في هجومها الاخير اربع قواعد للصواريخ س س 300 الروسية , يعني الاجواء الايرانية سهلة جداً الى ضرب المفاعل  النووية , وخاصة بعد تزويد اسرائيل مؤخراً  بصواريخ زنتها كل واحد منها  طنين , باستطاعتها اختراق الجبال الى مسافة 80 متر تحت الارض , لذلك غيرت ايران سياستها في المنطقة من  العداء وتصدير الثورة الى المنطقة ,  الى الحمل الوديع المسالم الذي يود السلام والعلاقات ذات الاحترام المتبادل , الذي يحترم جيرانه في المنطقة والعيش بسلام دائم  , وبدأ  نظام ولاية الفقيه يتملق الى النظام السعودي ( العدو الاساسي ) يدعوه اخذ زمام  المبادرة , ان  يساهم في دور الوسيط  بين إيران وأمريكا ,   مثلما يساهم  بدور الوسيط واحتضان مؤتمر السلام في السعودية , بين روسيا وامريكا , في عقد مؤتمر السلام في السعودية يجمع  بوتين وترامب في مسالة انهاء  الحرب الاوكرانية الروسية . كل المؤشرات تؤكد  بأن ايران تتشبث في دورها في العراق بكل السبل والامكانيات  حتى الرمق الاخير , لأن خسارة العراق يعني تهالك نظام ولاية الفقيه , يعني خسارة الرئة العراقية . يعني الموت اختناقاً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *