السَلام على عبدالله اوجلان – خالد علوكة

هذا الرجل قرأت له أكثر من كتاب رأيت فيه فكر واعِ مع قدرة موازية بترويض الفكر المتنور لصالح قضيته الكبرى ويتطرق في كتبه الى امور ثقافية عدة لا تخص قضيته فحسب ، وارى توجهه اليسارى حمله هذا الكم الهائل من ثقافته وحياة قضيته .

وأعتقد عملية اختطافه وعدم تصفيته جسديا وقتها في تسعينات القرن الماضي لم تضر قضيته بقدر تحريكها وتوصيلها الى العالم وكذلك فترة حبسه الطويلة احدث نقلة تفكيرية بحلول لصالح شعبه .

في خطاب اوجلان الاخير اشار الى نقاط مهمة موزعة (بين القومية والاستقلال والفدرالية  فهي لا تلبي متطلبات الحقوق الاجتماعية التاريخية للمجتمع ).

وباي حال فكرة القومية عفا عليها الزمن لتبدوا نوع من التفرقة والتعنصر المكلف ونجد فشل القومية العربية وماوصل اليه العرب اليوم رغم حملها اكبر رسالة متحدة في التاريخ وهي قرآن الاسلام .وكذلك القومية الهتلرية في المانيا التي حطمت المانيا ولكن نهضت من كبوتها بقبولها السلام في الحرب الكونية الثانية اسوة باليابان ، ولامقارنة معها كدول بسلام اوجلان اليوم ولكن لكل مرحلة زمان ورجال لتدوير ايدولوجيتها بحس حاضر للحلول .

وايضا لامجال غير السلام  لاكراد تركيا والدخول من ابواب البرلمانات والمجتمع المدني وترك القتال المسلح رغم انه كلف البككة انهار من الدماء ولربما لا تقنع الاباء والامهات الثكلى لمصير فقدان زهرة شبابهم لكنها افضل الحلول الحالية .

صورة اوجلان في المؤتمر الاخير – لاتطمئن – ولكنه ابغض الحلال بترك الكفاح المسلح لحزب العمال الكوردستاني الذي استطاع فرض القضية الكوردية عالميا طول مدة حربه مع الدولة التركية رغم إتهامه بالارهاب مما قوض تعاطف ومساندة المجتمع الدولي معه لكن خيار السلام سيعيده للواجهة الانسانية والدولية ويثبتها اكثر بعد ترحيب دولي كبير بهذه الخطوة السلمية .

والكفاح المسلح بدأ بحركات الفكر الثوري الاشتراكي وانتهى الى ماآل اليه من فواجع بنجاح ضئيل ولو نظرنا مثلا لحركة حماس التي يبدوا عليها الجهادية وكيف وقفت امام قوة اسرائيلية فتاكة وتبني حماس قضية العرب الكبرى والتي تلقى الدعم الدولي والعربي والاسلامي ولاقياس لها مع البككة التي حجم دورها كثيراً منها تباين اراء كوردية كوردية معها – وضيق مجال تعاون جيرانها من فرس وسوريين – لكن حماس قاومت اكثر من سنة ضد اسرائيل منذ 7 اكتوبر بينما اكثر حروب الدول العربية مع اسرائيل لم تستمر لايام!!  .وكثرة نفوس الفلسطينين ب 7 ملايين فرد في غزة والضفة الغربية اصبح عامل ضغط قوي والكثرة تغلب مما اجبر العالم بالتفكير بتهجير اهل غزة والبحث عن اماكن ترامبية جديدة .

 والقصد من مثال حركة حماس الحرب تقود للسلام بانه هناك شعب فلسطيني كبير يريد العيش على ارضه بسلام وخيار الحرب في حماس عجل انظار العالم  بحقوق شعوب لايمكن الغائها وهكذا توافق  حماس مع البككة بوجود شعب بحدود 20 مليون كوردي تركي لهم حق الحياة رغم ألفرق الايدولوجي بينهم لكن نيل الحقوق قائمة.واختلاف آخرجوهري كون تركيا واكرادها مسلمين !!.

خطوة اوجلان لابد توثيقها وفرضها بضمانات تركية ودولية شاملة للكورد حتى تعزز وجود السلام الكامل في المنطقة – وضرورةعدم ربط حرية اوجلان مقابل حرية وحقوق الشعب الكوردي- وضمانة مصير القادة في البككة وعدم ملاحقتهم مستقبلا – واعمار مئات القرى الكوردية المهملة واعادة المرحلين اليها ونيل الحقوق الثقافية والاجتماعية والسياسية مقابل القبول بالسلام والقاء السلاح . ونأمل ان يكون سلاما اوجلان تاريخيا وليس سياسيا فحسب ،

ولايمكن ان ينسى الايزيدين في العراق والعالم دور حزب العمال الكوردستاني في انقاذ الالآف من اهالي ايزيدية سنجار في هجوم داعش عام 2014م ونقلهم بامان الى سوريا .

ولو قارنا السلام الكوردي التركي اليوم مع خطورة عدد مرات الصلح والسلام بين كورد العراق وحكومة بغداد سابقا ولاحقا لتخوفنا من السلام  . ففي المرحلة الماضية من السلام الفاشل مع بغداد عندما كسر ظهر العراق الانقلاب على بيان 11 آذار التاريخي عام 1970م وسحق الاتفاق بسواعد هواري بومدين في الجزائر الذي توفى بعدها من حوبة العراق وخسرنا شط العرب باهدائه لايران مقابل سلام بيان آذار وضد كورد شعب العراق والنتيجة الاهم بعد 1991م عاد الشعب الكوردي الى اهله وارضه باقليم جميل يتمتع بحقوقه ضمن عراق اتحادي ، ولاننسى كورد العراق ساعدتهم في نضالهم ضد بغداد كل من ايران وتركيا وسوريا ليس محبة بالكورد بقدر كرهها لبغداد وشعبها ولكن عندما تحرك اقليم كوردستان العراق  بفكرة الاستفتاء عارضت هذه الدول الفكرة وافشلتها.

دوليا لم نعد نعرف ماذا يجرى في العالم حسني مبارك قال حماس اسستها اسرائيل لدحر الحركات السلفية وقال اسسنا الاخوان لضرب الشيوعية – وقيل القاعدة صُنعت لذلك الامر !! ناهيك عن مؤسس داعش ،ونرى قبول دولي عجيب لخريجي سجن بوكا في سدة الرئاسة ولذا سلام الحرب افضل من حرب سلام قد لايأتي ، وكل شعب له حق الحياة والسلام المستدام فقبول دول عربية بالسلام مع اسرائيل اُبعدت عن التدمير والقتل والسبي وبالمقابل من رفض السلام ضاعت دولهم وشعوبها في قتال وحروب لم يجنى منها شئ سوى توسيع مساحات المقابر لتبلع خيرة الشباب واليوم فرص فرض السلام في الشرق الاوسط واسعة  بقوة تفوق السلاح الفتاك وربما قد يكون سلام مجبرين عليه لكنه افضل من حروب تحرير طويلة لامنتصر فيها ولاجدوى منها..

مارس /2025م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *