أكد مصدر في وزارة الدفاع التركية التقارير التي أشارت إلى استعداد أنقرة لإنشاء قاعدة عسكرية في سوريا. وأوضح المصدر أن تركيا تدرس، بالتنسيق مع الحكومة السورية المؤقتة، إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية لأغراض التدريب بهدف تعزيز قدرات الجيش السوري الجديد.
جاء ذلك خلال إفادة صحفية أسبوعية لوزارة الدفاع التركية يوم الخميس، ردًا على أسئلة حول التقارير التي تحدثت عن إقامة قاعدة عسكرية تركية في منطقة تدمر بمحافظة حمص، بالإضافة إلى قاعدة جوية في مطار منغ العسكري بمحافظة حلب.
تنسيق وتأمين الأنشطة
أضاف المصدر أن “جميع الأنشطة التركية في سوريا يتم تنسيقها بشكل دقيق مع الأطراف المعنية، وتُتخذ كافة الإجراءات الأمنية اللازمة”. وأكد أن تركيا تعتبر الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وبسط سلطة الحكومة الجديدة على كامل البلاد، وإرساء الاستقرار والأمن في سوريا… أمورًا ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لها.
الاتفاق الدفاعي المشترك
وفقًا للتقارير، من المتوقع توقيع اتفاق دفاع مشترك بين تركيا والحكومة السورية المؤقتة، يتضمن إنشاء قواعد عسكرية تركية في سوريا. ومن بين هذه القواعد، سيتم إنشاء قاعدة عسكرية في المنطقة الصحراوية الواسعة في وسط سوريا (البادية)، بالإضافة إلى قاعدة جوية في مدينة تدمر.
نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر سورية وأجنبية أن الاتفاق الذي سيوقعه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، سيتيح لتركيا إنشاء قاعدتين كبيرتين في البادية السورية. وأشارت المصادر إلى أن القاعدة العسكرية في تدمر ستكون بحجم قاعدة “رامشتاين” الأمريكية في ألمانيا، مما يجعلها واحدة من أكبر المنشآت العسكرية التركية خارج حدودها.
القواعد التركية خارج الحدود
تمتلك تركيا بالفعل أكبر قاعدة عسكرية خارج حدودها في الصومال، إلى جانب قاعدة عسكرية في قطر. كما يوجد لها قواعد برية وبحرية وجوية ومركز تدريب في ليبيا بموجب اتفاقية تعاون عسكري وأمني وُقعت بين الرئيس أردوغان ورئيس حكومة “الوفاق الوطني” السابقة فائز السراج في نوفمبر 2019.
وفقًا للتقارير، أبلغت تركيا القوى الكبرى، بما في ذلك الأمم المتحدة، بأنها تعتبر القاعدة الجديدة في سوريا “أرضًا سيادية تركية”، محذرة من أن أي استهداف لهذه القاعدة سيواجه برد عسكري مباشر.
تحركات عسكرية
انتشر مؤخرًا مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي يُظهر إرسال الجيش التركي معدات ثقيلة إلى قاعدة منغ الجوية. ذكرت تقارير إخبارية أن تركيا بدأت نقل أنظمة دفاع جوي ورادارات إلى القاعدة لإعادة تأهيلها وتوسيعها. ويبدو أن المقطع المتداول هو نفسه الذي كانت قد نشرته وزارة الدفاع التركية في 3 مارس 2024، حيث عرضت منظومة صواريخ الدفاع الجوي متوسط الارتفاع “حصار-أو” المحلية الصنع.
تتكون المنظومة من ثلاث مركبات لإطلاق الصواريخ، ورادار دفاع جوي متوسط المدى، ومركز تحكم في النيران، بالإضافة إلى وحدات دعم ومركبات أخرى.
قلق إسرائيلي
علّق محللون سياسيون على هذه الخطوة، قائلين إنها “أولى ثمار الاتفاق العسكري بين سوريا وتركيا، كرد على العدوان الإسرائيلي المتكرر ضد السيادة السورية”.
