تكتسب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، إلى الولايات المتحدة أهمية بالغة، حيث من المتوقع أن تتناول محادثاته مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ، مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية الحساسة. وعلى رأس هذه الملفات يأتي الوضع في غزة، البرنامج النووي الإيراني، والتطورات الأخيرة في سوريا، لا سيما الدور التركي المتزايد هناك.
ملف الحرب في غزة
لا شك أن الحرب المستمرة في غزة ستكون أحد أبرز المواضيع التي سيتناولها نتنياهو خلال زيارته. إذ يسعى المسؤولون الإسرائيليون إلى تعزيز الدعم الأمريكي لحربهم ضد حركة حماس، خاصة في ظل الضغوط الدولية المتزايدة لإنهاء النزاع وتحقيق السلام.
البرنامج النووي الإيراني: التحدي المشترك
سيكون البرنامج النووي الإيراني محورًا آخر للمحادثات، حيث يسعى نتنياهو إلى بحث سبل مواجهة طهران ومنعها من امتلاك قدرات نووية. ويأتي هذا النقاش في وقت دعا فيه ترامب مرارًا إيران إلى التفاوض، مما قد يفتح الباب أمام استراتيجيات جديدة للتعامل مع هذا الملف.
سوريا وتركيا: التنافس الإقليمي
أحد أبرز الملفات التي ستطرح على الطاولة هو الوضع في سوريا، حيث يتصاعد التوتر بين إسرائيل وتركيا بشأن النفوذ في هذا البلد. وكشف مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو سيبحث مع ترامب الدور الذي تلعبه تركيا في سوريا، خاصة بعد الأنباء عن رغبة أنقرة في إنشاء قواعد عسكرية على الأراضي السورية.
الرسالة الإسرائيلية عبر الغارات الجوية
في خطوة قد تكون تحمل رسالة واضحة لأنقرة، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على مواقع استراتيجية في سوريا الأسبوع الماضي، بما في ذلك مطار حماة العسكري وقاعدتي T4 وتدمر . وأدت هذه الغارات إلى تدمير كبير في البنية التحتية لهذه المواقع، مما قد يجعل من الصعب على تركيا الاستفادة منها إذا قررت إنشاء قواعد عسكرية فيها.
تصريحات تركية تدعو إلى التهدئة
من جهتها، أكدت تركيا أنها لا تسعى إلى مواجهة مع إسرائيل في سوريا، وفق ما صرح به وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان . وأشار فيدان إلى أن بلاده تهدف إلى تحقيق الاستقرار في سوريا وليس تصعيد التوترات. ومع ذلك، فإن الغارات الإسرائيلية الأخيرة قد تجعل الجانب التركي يعيد النظر في خططه بشأن إقامة قواعد عسكرية في البلاد.
تحليل الخبراء: احتمالية الصراع ضئيلة
تعليقاً على التطورات، قال الخبير التركي في العلاقات الدولية، حيدر تشاكماك ، إن “احتمال نشوب صراع مباشر بين تركيا وإسرائيل في سوريا ضئيل للغاية ومحدود”. وأشار إلى أن أنقرة قد تستخدم الحديث عن إنشاء قواعد عسكرية كوسيلة لصرف انتباه الرأي العام التركي عن المشاكل الداخلية، وليس كخطة جدية تنوي تنفيذها.
مفاوضات الرسوم الجمركية
إلى جانب القضايا الأمنية والاستراتيجية، سيحاول نتنياهو التوصل إلى اتفاق أفضل بشأن الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة. ففي ظل التوترات الاقتصادية العالمية، تعد هذه المسألة ذات أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
مستقبل التوازن الإقليمي
زيارة نتنياهو إلى واشنطن تسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة، بدءًا من الحرب في غزة وصولاً إلى التوترات في سوريا والبرنامج النووي الإيراني. وبينما تحاول إسرائيل تعزيز نفوذها الإقليمي عبر الضربات الجوية والدبلوماسية، يبدو أن تركيا تسعى أيضًا إلى لعب دور أكبر في سوريا دون الدخول في مواجهة مباشرة مع تل أبيب.