أصبحت ظاهرة نشر المواضيع والبوستات الطائفية والدينية المتطرفة في الصحف واليوتيوبات ومواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة مقززة ، هذه الظاهرة تقودها مجاميع من المرضى نفسياً المتخلفين عقلياً العاملين على خدمة سياسات جهات عدوانية منحرفة الأطباع ذات عقول مريضة جاهلة ، وللأسف لأول مرة صار بإمكان فايروسات هذا الوباء الإنتقال إلى الناس من غير تلامس ومن دون استخدام الأدوات الشخصية وإنما فقط من خلال السمع والمشاهدة ، هذه الفايروسات المعدية تضرب العقول المحشوة برواسب الماضي فتشلها ثم تحول هذا الكائن الراقي المحترم الذي أسمه إنسان ونظيره أخترق الفضاء بعقله ، تحوله إلى دمية متحركة ( قرقوز ) للضحك والسخرية ، نعم هذه هي الحقيقة لمن يظن بأنه أصبح عقائدياً عندما ينشر التطرف الديني أو الطائفي عليه أن يعرف بأنه أصبح قرقوزاً مقززاً وليس عقائدياً ، لا ترسل لي جمعة مباركة وصباح الورد لتغطي عيوبك الطائفية المتطرفة النتنة ، أنا لا أقول جميعهم ولكن غالبية أصحاب الجمعة المباركة وصباح الورد ومقطوعات الأدعية يفعلون ذلك للتغطية على فوران السموم الطافحة بدواخلهم ، فقد وجدوا في هذه الفعاليات المليئة بالورود خماراً لتغطية نتانة أفكارهم .
تخيلوا أن تصبح هذه هي ثقافة جيل كامل وجب عليه أن يتحمل مسؤولية مرحلة حساسة من تأريخ المجتمع ، جيل يذوب بالعشائرية بدل أن يذوب بحب الوطن ويستمتع بالكراهية بدل الاستمتاع بالتعاون والمحبة ، ويتلذذ بالتخلف بدل التلذذ بالعلم والمعرفة ، وإذا تعمقنا قليلاً في نفوس هؤلاء ستصيبنا الصدمة لنرى مدى فشلهم الاجتماعي سواء على مستوى العمل أو الروابط والعلاقات ، هؤلاء ليسوا من سكان الفضاء وليسوا دخلاء على المجتمع ، هؤلاء أخوتنا وأخواتنا وأبناء عمومتنا وأقاربنا وجيراننا ، هؤلاء بحاجة إلى الصدمة ليصحو من هذه السكرة ويعودوا إلى السكة الصحيحة إلى المحبة والأخوة الصادقة لا إلى الكراهية والأحقاد . الصدمة لا توقظهم من سباتهم فحسب وإنما تخرجهم من صف القطيع وتعيد لهم كرامتهم التي سلبتها حالة الانقياد للقطيع .
الجمعة المباركة هي الجمعة التي أراك فيها أنت وعائلتك ومجتمعك تتمتعون بخيرات الوطن وتستمتعون بالسكن المحترم والخدمات الميسرة والرعاية الصحية والتعليم المناسب لك و لأطفالك وتوفير فرص العمل لملايين الشباب العاطل عن العمل وليست التمتع بالطائفية والتخلف والإنجرار وراء الخرافات . .
ليت الظلام يزول عن سماءنا
ليرى الناس ما فعل الظلام