المافيا الاسيوية والتلاعب بنتائج الكرة الاسيوية- الكاتب/ اسعد الدلفي

كرة القدم في اسيا في وضع خطر حاليا, بطولة امم اسيا في خطر, تصفيات كاس العالم في خطر, بطولات الاندية في خطر, حيث يزداد انتشار التلاعب بنتائج مباريات كرة القدم في آسيا بشكل ملحوظ، تُعدّ قوانين المراهنات في اسيا متساهلة جدا، إلى جانب الحجم الهائل لسوق المقامرة، فهي بيئةً جاذبةً للغاية وفقًا لخبراء نزاهة الرياضة, ويُذكر أن التلاعب بنتائج مباريات كرة القدم – أو “سوكر” كما تُعرف في أستراليا والولايات المتحدة – موجود منذ عقود، لكن بعض الخبراء يُحذّرون من أنه أصبح الآن مُتفشّيًا في جميع أنحاء العالم.

دارين سمول هو مدير النزاهة في شركة “سبورت رادار”، وهي شركة تُراقب المراهنات العالمية، ويعمل لديها هيئات رياضية رئيسية، بما في ذلك الاتحاد الأسترالي لكرة القدم يقول: إن التلاعب بنتائج المباريات مُتفشي بشكل خاص في جميع أنحاء آسيا. ويُضيف: “يتعاملون كثيرًا مع الوكلاء والأشخاص الذين يتلقون الرهانات نيابةً عن شركات المراهنات، ويمر مسار الأموال عبر نظام هرميّ يكاد يصل إلى أعلى المستويات”, إنه نظام يفتقر إلى الشفافية، ولا يسمح بالوضوح بشأن من وضع الرهانات وأين ولماذا؟!

انه حديث عن عصابات إجرامية منظمة تعمل في كرة القدم، للتلاعب بالنتائج لتحقيق مكاسب مالية خاصة بها.

  • اسيا تغرق بالمراهنات

كشفت يوروبول، هيئة الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي، مؤخرًا عن ضخامة مشكلة التلاعب بنتائج المباريات. وحددت ما يقرب من 700 مباراة مشبوهة وأكثر من 400 مسؤول ولاعب ومجرم خطير فاسد حول العالم, انها لعبة قذرةإن العدد الهائل من المباريات والزيادة الهائلة في المراهنات عبر الإنترنت، يجعلان هذه الرياضة هدفًا سهلًا للجريمة المنظمة، التي تقدر الفيفا أرباحها بما يصل إلى 15 مليار دولار سنويًا من التلاعب بالمباريات.

وقال رئيس الفيفا السابق سيب بلاتر: “نعلم أن هناك مباريات يتم التلاعب بنتائجها، لكننا نعلم أيضًا أنه من الصعب جدًا اتخاذ أي إجراء حيال المنظمين، وخاصةً الغشاشين”, وقد يكون تعقب المنظمين أمرًا صعبًا، لكن الفيفا تبنت سياسة عدم التسامح مطلقًا مع اللاعبين الغشاشين, حتى الآن هذا العام أصدرت عقوبات بالإيقاف مدى الحياة على 41 لاعبًا في كوريا الجنوبية وحدها, ولم يتمكن اللاعبون الكوريون المحليون الذين وُجهت إليهم اتهامات بالتلاعب بنتائج المباريات من التعامل مع هذا الوضع، وقد سُجِّلت حالات انتحار بين اللاعبين في تلك البلدان.

وليست كوريا وحدها, بل إن من الدول الأخرى المعرضة لممارسات الفساد في التلاعب بنتائج المباريات ماليزيا وإندونيسيا والصين, وقد جرت تحقيقات من قبل الشرطة الأوروبية مع عصابة كبيرة مقرها سنغافورة، والتي يُزعم أنها طرف رئيسي في عملية احتيال المراهنات العالمية.

  • استراليا هل هي المستنقع؟

سُلطت الأضواء على كرة القدم في أستراليا اعلاميا عندما كشفت الشرطة عن حصول شركة مراهنات في جنوب شرق آسيا على 5 ملايين دولار في مباراة بين أديلايد يونايتد وملبورن فيكتوري، وتُسلّط الضوؤء على المراهنة في مباراة الدوري الأسترالي على تحوّل سوق المراهنات في آسيا بشكل متزايد نحو كرة القدم الأسترالية.

وتراقب شركة سبورت رادار أكثر من 300 شركة مراهنات حول العالم، قبل المباراة وأثناءها، وتبحث عن أيّ ارتفاعات مفاجئة في المراهنات وأي أنماط مشبوهة أخرى.

وكانت الشركة تراقب تلك المباراة ولاحظت أنّ شركة المراهنات في جنوب شرق آسيا أخذت من المقامرين حوالي أربعة أضعاف المبلغ المُعتاد, لمباراة في الدوري الأسترالي, في النهاية لم تجد الشركة والشرطة أيّ شيء خاطئ في المباراة أو في فوز أديلايد بنتيجة 4-2. حيث قال نائب المفوض غراهام أشتون من شرطة فيكتوريا: “لا نحدد وجود تلاعب بنتائج المباريات في هذه المرحلة, لكنه منتشر على نطاق واسع في الخارج، وتزايد مجموعات المراهنات يعني أننا بحاجة إلى اتخاذ إجراءات وقائية الآن لجعل الرياضة أكثر مرونة في مواجهة التهديد القادم”.

  • الردع عبر تثقيف اللاعبين

ان قارة اسيا تحتاج لتوعية اللاعبين بالأساليب التي يستخدمها المجرمون لجذبهم, فمن اهم الوسائل المستخدمة كتعريف الرياضيين بالنساء – او إدخالهم إلى كازينو حيث قد يقعون في الديون, أو ربما تعريضهم لمخدرات غير مشروعة، حيث يكونون عرضة للخطر ولا يرغبون في كشفها أمام ناديهم أو عائلاتهم أو وسائل الإعلام، وفجأة تظهر مشكلة, ثم قد يقول المجرمون للاعب: هناك حلٌّ لهذه المشكلة، وللأسف قد يتضمن ذلك اللعب بطريقة قد تُسهّل التلاعب بنتائج المباريات.

وتحتاج قارة اسيا مؤتمرات في مكافحة التلاعب بالنتائج, والترويج لها بشكل كبير.

  • قوانين مشددة ضد التلاعب

اليوم في العراق مطالبين بوضع قوانين مشددة ضد التلاعب بنتائج المباريات, خوفا من ان تغرق الملاعب العراقية بعاصفة المراهنات والتلاعب بالمباريات, خصوصا ان في العراق حاليا طبقة كبيرة من المرفهين التي يمكنها ان تتدخل وتحدث فارق في الرياضة, فالقوانين لحماية كرة القدم العراقية من هذه الشركات المنحرفة والشخوص المنحرفين.

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكاتب/ اسعد الدلفي

العراق- بغداد

الايميل/ assdabddulla@gmail.com

الفيسبوك/assad aldlfy

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *