بعكس الكثيرين الذين كانوا يبشرون بسقوط اردوغان قبل إجراء الإنتخابات بأشهر، لم أتفاجئ بنجاح الثعلب اردوغان في الإنتخابات التي إجريت قبل يوم ومن الجولة الإولى، وتحقيق ما كان يصبوا إليه، ألا وهو أن يصبح رئيس تركيا بصلاحيات تنفيذية شبه مطلقة.
السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه هنا هو: هل نجح أردوغان أم فشلت المعارضة بشقيها التركية والكردية؟
حسب رأي المعارضة التركية والكردية على حدٍ سواء، فشلت فشلآ ذريعآ في إقصاء حاكم تركيا الحالي اردوغان عن السلطة، رغم وجوده في الحكم لأكثر من 15 عامآ، وإرتكابه العديد من الجرائم في الداخل التركي بحق المواطنين الترك والكرد، وتحويله تركيا إلى سجن كبير، إضافة إلى تدهور الوضع الإقتصادي، وهبوط قيمة الليرة التركية بنسية كبيرة، السبب في ذلك يعود برأي إلى ضعف المعارضة وتفرقها.
في هذه المقالة سأركز على المعارضة الكردية، التي ترفض إطلاقها هذه التسمية عليها لأسباب غير مفهومة، والتي تتمثل بالدرجة الإولى في حزب الشعوب الديمقراطي (ه د ب) بقيادة صلاح الدين دميرتاش المسجون منذ عدة أشهر، بتهمة الإخلال بالأمن والعلاقة مع تنظيم إرهابي.
المعارضة الكردية تفتقر إلى برنامج سياسي واضح المعالم، يضمن شكل الحل للقضية الكردية في تركيا، والعلاقة مع المركز، وحل القضايا الإقتصادية والإجتماعية التي تعاني منها البلد، تستطيع من خلاله جذب أكثرية الأصوات الكردية، هذا إضافة إلى موقفها الغير واضح من حزب العمال الكردستاني، وفشلها في إقامة جبهة كردستانية موحدة، لخوض الإنتخابات ككتلة واحدة، وعدم قدرتها على عقد أي تحالف مع القوى اليسارية والعلمانية التركية، بهدف خلف كيان أكبر يستطيع الوقوف في وجه الثعلب اردوغان. بتصوري هذه أهم نقاط الضعف التي تعاني منها المعارضة الكردية أو القوى الكردية في تركيا.
القيادات الكردية الحالية هي نفسها التي خاضت الإنتخابات الماضية والتي قبلها، وتقدمت بنفس البرامج والشعارات السابقة للإنتخابات، ولهذا فشلت في كسب الأصوات الكردية، حيث أن حوالي 65% من أصوات الناخبين الكرد ذهبت لحزب اردوغان وأحزاب تركية إخرى في الإنتخابات ما قبل الأخيرة للأسف الشديد، ولم تتعلم القوى الكردية وفي مقدمتهم حزب العمال وواجهته السياسية أي (ه د ب) الدرس، وإستمروا في نفس سياستهم السابقة، وفشلوا في إحداث أي تغير في المشهد السياسي الكردي، فما بالكم بالمشهد التركي العام.
حزب الشعوب الديمقراطي، لا يستطيع أن يتطور ويلعب دورآ سياسيآ مؤثرآ في تركيا، مدام يدور في فلك سياسة حزب العمال الكردستاني، وإرتكب حماقة سياسية برأي عندما رفض الإنضمام إلى حكومة إئتلافية عقب البرلمانية الماضية، بعد حصوله على 88 مقعدآ من مقاعد البرلمان التركي، بسبب شخصنة الموضوع، وخضوعه لرغبات قنديل.
على القيادات الكردية بجميع أطيافها، إجراء مراجعة حقيقية لسياساتها السابقة والبحث عن سبب الفشل في نفسها، وليس القاء اللوم على الخصوم وتحديدآ اردوغان وحزبه. من الطبيعي أن يحاول كل طرف حشر الخصم في الزاوية، بهدف النيل منه والفوز عليه، لأن الصراع كما هو معلوم يدور حول السلطة، والسلطة لها بريقها، وتمنع صاحبها القوة والمال لينفذ برنامجه، وتحقيق ما يصبو اليه من أهداف، هذا في الحالات العادية، فما بالكم بالعدواة بين القوى الكردية والتركية، فإن الوضع يصبح أكثر سخونة وحساسية، وشراسة، ويستعمل في المعركة كل الوسائل المشروعة والغير مشروعة على حدٍ سواء.
وهناك عامل أساسي تشترك فيه المعارضة الكردية والتركية، وهو فشلها في تقديم وجه بديل قوي وصاحب كريزمة ومفوهه، يكون ندآ لأردوغان صاحب الكريزمة القوية، كي يثق الناخب العادي الغير مؤدلج به، ويمنحه صوته وهو مطمئن.
وبعيداً عن نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وفوز الثعلب اردوغان وحزبه، هناك إنقسام قومي وإجتماعي عمودي عميق في البلد، يعاني منه تركيا وتعرقل تطورها، لا يمكن لأردوغان والدولة التركية تجاهله والقفز فوقه.
وأولى الحقائق وأخطرها أن هذا البلد يشهد صراعاً داخلياً عميقاً واستقطاباً حاداً حيال سياسات الداخلية والخارجية للدولة التركية بقيادة المستبد اردوغان. والحقيقة الثانية، هو الجرح الكردي المزمن والملتهب، الذي يهدد بنشوب حرب أهلية في تركيا، بسبب سياسات اردوغان العنصرية والقمع الذي مارسها ويمارسها ضد الكرد في الداخل التركي والخارج. والحقيقة الثالثة، الوضع الإقتصادي المتردي، الذي تعاني منه تركيا، بسبب سياسات اردوغان وعدم الإستقرار في البلد.
خلاصة القول، العلة برأي في المعارضة الكردية والتركية، التي لم تستطيع تقديم قيادات واعية وقادرة على منافسة الثعلب اردوغان والحاق الهزيمة به. وثانيآ،عدم قدرتها على طرح حلول إقتصادية معقولة تمس حياة المواطنين العادين، وطرح حل سياسي واقعي ومقبول لحل القضية الكردية حلآ سياسيآ في تركيا. بكلام أخر، اردوغان نجح بسبب فشل المعارضة وليس العكس.
25 – 06 – 2018
تحليل واقعي. ان استخدام اردوكان للدين يكسبه اصوات الحمير الكرد اللذين لايفهمون الدين وكيف ان الدين يمكن ان يستخدم لافناء الشعوب. واردوكان يستخدم القومية التركية الشوفينية لكسب اصوات الترك المتعصبين. بالرغم ان اردوكان انسان شيطان فهو بعيد عن الدين حيث نرى ظلمه على الشعب الكردي وبقية شعوب تركيا وسوريا. وكذلك اردوكان في الاصل هو ليس تركي. فهو لامتدين ولاتركي ويستخدم الدين والقومية لتحقيق ماربه. والعتب على الكردي الغبي اللذي ينخدع بالشعارات.
هناك امر عجب رايته عند الكرد هو ان
1- ان الكثيرين من اكراد تركيا عندما تسالهم عن قوميته يقول لك ان والديه من الاكراد ولكنه تركي وياللعجب.
2- ان الكرد في سوريا هم يحبون قوميتهم بشكل جنوني وانهم يعتبرون انفسهم جزا من امة عظيمة تنتظر الخلاص.
3- ان الكرد في العراق منقسمون الى قسمين قسم ككرد سوريا وقسم تابعون لاحزاب والقومية لديهم ياتي بالدرجة الثانية. ان الكرد في دهوك واربيل وكركوك والموصل اكثر هما لقوميته من اكراد السليمانية. وهنا اقصد الغالبية.
4- ان كرد ايران منهم الشيعة اللذين يتبعون للخامنئي وهم كرد بالاسم اما البقية فهم قوميون ايضا.
هناك نقاط اود ان ابينها
1- انا اسف عندما اقول كرد سوريا او العراق او تركيا او ايران فهذه تسميات فرضت علينا.
2- عندما اقول قوميون انا لااقصد شوفينيون لان الولاء للقومية الكردية هي حق وواجب على كردي لاننا نتعرض للابادة.
3- اذا اراد الكرد ان يتخلصوا من العبودية فعليهم ان يقل ولائهم للاحزاب ويزداد ولائهم للقومية. لاننا راينا كوارث الاحزاب الكردية علينا في كركوك وعفرين وسنجار.