لا تقولون لي ان (عراقكم) يوما حافظ على (شرف وعفة محصنات).. فاين انتم من الذين اغتصبن بالالاف بسجون صدام، اين انتم من الاف اليزيديات التي استبيحت اعراضهن سفاحا، غير المسيحيات والشيعيات ولا ننسى عرس التاجي، ولا ننسى انتهاكات الاعراض بالسجون اليوم ايضا حسب تقارير دولية، وكلها على يد من يطلق عليهم (المدافعين عن وحدة العراق من قوميين واسلاميين وغيرهم)..
ولا تقولون لي بان العراق (حامي دماء العراقيين وضامن مستقبل اجيالهم) .. ولا تقولون لي (بان العراق مقبرة للاعداء) لان الواقع اثبت بان (نسبة من سفكت دماءهم من شعوب منطقة العراق على يد “المدافعين عن وحدة العراق”).. اعلى بمئات المرات من الذين قتلوا من الاجانب فيه.. وان من سرق ثروات (العراق وميزانياته الانفجارية) هم (دعاة وحدة العراق)..
ولا تقولون لي بان (عراقكم يحفظ الكرامة) فشعوب منطقة العراق وصلت بلا ماء صالح للشرب ولا خدمات ولا فرص عمل، ويضربهم الفقر المدقع، الذي يذل الحجر قبل البشر.. وصلت بان (العراقي صدام) يبيح للمصري ضرب العراقي وان يقول للاجنبي المصري بان له الحق بطرد العراقي وان يقول للعراقي اطلع يا عراقي من العراق هذا العراق عراق المصريين، وكان ذلك في وقت حرب ايران وتعاد جثث شباب العراق بالالاف لمقابر النجف، والمصريين يستولون على فرص عمل العاقيين وينتهكون اعراض عراقيات.. لياتي من بعد صدام من فضل الاجنبي ايضا وهذه المرة الايراني على العراقي وصلت لجعل العراق مستعمرة ايرانية، ووصل الذل بان يتم جعل عراقيين يقبلون قنادر الايرانيين بكربلاء والنجف بحجة الزيارات الدينية،ـ فلا نعلم هل ثورة الحسين قامت حتى يقبل العراقيين قنادر الاخرين؟
وتم التضحية كخراف ضحية بمئات الاف من خيرة شباب شعوب منطقة العراق بحرب ايران والكويت، وعشرات الاف الاخرين تم التضحية بهم بمستنقع جبال كوردستان تحت شعارات وحدة العراق والدفاع عن العراق ايضا، وتم تدمير محافظات بكاملها بانتفاضة اذار شيعية وكوردية تحت شعارات (وحدة العراق)، ثم تم تدمير محافظات سنية بكاملها بمدنها، بعد عام 2014، تحت عنوان (وحدة العراق) ايضا.
الاف مؤلفة من (نساء شعوب منطقة العراق) سفكت اعراضهن سواء في السجون بزمن الانظمة السابقة والحالية، وسفكت اعراض اخريات على يد الجمعات المسلحة كداعش والقاعدة وهم يوصفون ايضا بالجنسية (عراقيين) كما حصل بعرس التاجي وغيرها، ويترحم اليوم من يترحم على (صدام) رغم اعترافهم باغتصاب اعراض من قبل جلاوزته، بدعوى (انه كان حامي وحدة العراق)؟؟ حتى لو (بسفك اعراض اهل العراق).. واليوم ايضا ملايين حواضن لداعش تنظيم الدولة الاسلامية، التي سفكت اعراض (عراقيات يزيديات ومسيحيات وشيعيات) .. وايضا نجد من يناصر داعش ويقاتل في سبيلها..
من ما سبق نسال لمتى يبقى وهم اسمه العراق تستباح وتسفك الملايين من اجل بقاءه كوثن يعبد، يعشقه الحكام الطغاة والفاسدين، لان كلاهما يعتاشون على دماء الناس وسرقة ثرواتهم، لمتى نموت ليحيى صنم اسمه العراق تسفك على مذبحه الملايين بلا وجه حق، لمتى يبقى يتم التضحية بالملايين في سبيل (خطوط وهمية على ورق تسمى خرائط) رسمها الاستعمار القديم لمصالحه وانتج (ابن سفاح اسمه العراق) .. بخرائط سايكيس بيكو ببداية القرن الماضي التي ضمت ثلاث مكونات متنافرة لا يجمعها جامع ولا يوحدها موحد.
وصرختنا لمن يدافع عن اكذوبة (وحدة العراق) ومستعد ان يضحي بالملايين من شعوب منطقة العراق في سبيل ذلك، لمتى تضحون بمستقبل اجيال واجيال في سبيل هذا الوهم، لمتى تستنزفون الدماء والثروات حروبا وفسادا في سبيل بقاء وهم العراق الواحد المصخم.. متى تعون بان (عراقكم الواحد) مجرد اكذوبة.. تسفك في سبيلها الملايين ومئات المليارات من اجل بقاءها لمصالح استعمارية ولوبيات الفساد والطغيان..
الا ترون بان دعاة وحدة العراق، ينظرون لشعوبه، (كورد انفصاليين)، (سنة عرب ارهابيين)، (شيعة عرب.. صفويين).. والتهم الجاهزة ايضا (كورد عملاء اسرائيل).. (سنة عرب.. عملاء السعودية وهابيين). (شيعة عرب.. عملاء ايران صفويين).. ليبررون سفك الدماء وسلب الثروات وسرقتها فسادا.. والتعقيد بالمسالة ان نجد دعاة وحدة العراق المصخم من قوميين واسلاميين كل منهم لديهم دولة اجنبية تدعمهم اقليمية، (فايران تدعم عملاءها من المحسوبين زورا شيعة) لتصفية حسابات طهران مع السنة العرب والكورد، ومع الشيعة انفسهم بالعراق الرافضين لهيمنتها، وتركيا وقطر تدعم (سنة عرب موالين لهم اخوانية او قاعدة او داعش) مع الشيعة والكورد، لتصفية حسابات اقليمية سنية بالعراق.
ولنتبه (بان وحدة العراق ليست ارادة شعبية) بل مفروضة قسرا على شعوب منطقة العراق بادوات خارجية، وخير دليل مثلا (ازمة كركوك واجتياحها من سليماني ومليشياته بدعم تركيا ومن المحيط العربي السني) تحت اشراف بريطاني، لبقاء خرائط سايكيس بيكو..
فدعاة وحدة العراق يعلمون بان من يهدد (وحدة العراق) ليس الاجندة الخارجية بل العكس هي تدعمها لبقاء خرائط اسيادهم الانكليز والفرنسيين، ولكن من يهدد وحدة العراق هي الشعوب التي تعيش بجستابوا عراقهم الواحد.. ويذكر عبر التاريخ لا يوجد دولة باسم العراق، واتحدى من يقول عكس ذلك، بل يوجد معرف لمنطقة جغرافية باسم العراق وهو مصطلح حديث تاريخيا للعلم فقط، وهناك عراق العرب وعراق العجم حسب الجغرافيين، وعبر التاريخ هناك حضارات ودول عدة متصارعة بمنطقة العراق وليس دولة واحده، فالاشوريين احتلوا بابل وحرقوها مرتين وقمعوا الشعب البابلي الذي انتفض ضد الاحتلال الاشوري، حيث اعتبرت البابليين بان الاشوريين محتلين حسب الرقم الطينية، ومن دمر اشور وامبراطوريتها، هم البابليين بالتعاون مع الميديين، وهذا خير دليل بان في منطقة العراق دول و شعوب وحضارات متنافرة..
وازمة العراق ليس تقسيمه بل وحدته القسرية.. فالعراق مقسم بلا تقسيم وتقسيم المقسم ليس تقسيم بل تنظيم ، والعراق الواحد جحيم دائم.
المحصلة لا تقولون لنا بان هناك شيء اسمه (العراقيين) كشعب.. فهذا وهم، وبنفس الوقت هذا ليس عيب.. ولكن العيب ان نصر على اكذوبة اسمها (العراق كدولة وان هناك شعب باسم العراقيين)..
فالنزعة الانفصالية لدى شعوب منطقة العراق اقوى من (الوحدة القسرية).. فالسنة العرب انتفضوا ليس تاييدا لداعش كداعش، ولكن لاقامة دولتهم السنية العربية التي تضم اخوانهم السنة العرب بسوريا ، وهذا ليس جديد، فالانقلابات العسكرية بالعراق التي تزعمها القوميين العرب السنة، كانت تهدف لالغاء حدود العراق مع سوريا ومع مصر باسم الجمهورية المتحدة بزعامة اجنبية مصرية (جمال عبد الناصر) وقاموا بانقلاب عسكرية دموي قتلوا فيه 180 الف (عراقي) على راسهم عبد الكريم قاسم، بتهمة عدم خضوعهم لحاكم مصر جمال عبد الناصر ورفضهم جعل العراق اقليم تابع لمصر، ولانهم رفعوا شعار (شلون ترضه يا زعيم الجمهورية اصير اقليم).. وكذلك لنتذكر باسم (الوحدة الهاشمية بزمن العهد الملكي) ايضا الغاء العراق كدولة وجعله اقليم تابعة (للمملكة الهاشمية) مع الاردن.
والاكراد معروف عنهم نزعتهم للاستقلال بارضهم كوردستان بدولة، وشيعة كالاحزاب الاسلامية المحسوبة شيعيا بالعراق تعلن جهارا ولاءها لايران، واعتبارها ايران هي الجمهورية (الدولة) وان العراق مجرد (اقليم او ولاية) تابعة لطهران.. ويبايعون زعيم ايران الاجنبي خامنئي كحاكم على ايران والعراق والمنطقة معا..
فماذا نفهم من ذلك؟
لا حل لازمة العراق بل كوارثه.. الا بالانتفاضة الكبرى على خرائط سايكيس بيكو.. وتمزيقها.. وان تأخذ الشعوب التي حرمت من حقها بدول، كالكورد والفلسطينيين والشيعة العرب، حقهم بقيام دول لهم بمنطقة اكثريتهم.. فهذا وحده كفيل بتصحيح الوضع بالشرق الاوسط ككل والعالم بالمحصلة..
لا حل الا ان نسحق كلاب سايكيس بيكو زيزانوف.. الذين حكموا ويحكمون اليوم سواء تحت معرف اسلاميين او قوميين او غيرها، فهؤلاء احقر المخلوقات واسفلها على سطح الارض، ونجد اليوم الاسلاميين منهم يحكمون بفسادهم بالخضراء منبطحين بكل ذلة لايران ونظامها العفن الحاكم بطهران.
…………………