مع سيطرة الحوثيين على مقاليد الأمور بصنعاء في 21 سبتمبر 2014، توقع الجميع يأن ذلك أمتداد للدور الايراني في المنطقة، وهو ما بدا واضحا من لهجة الخطاب الحوثية والتي تمسكت بالعداء للدول الخليجية خاصة السعودية العدو التأريخي لايران، وتقارب واضح لإيران وظهر جليا من وصول أول طائرة إلى مطار صنعاء بعد سيطرة الحوثيين التي كانت من إيران؛ لتشير إلى مدى التحالف والترابط القوي بين أتباع عبد الملك الحوثي والمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي.
القرار في الرياض
مع سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر 2014، كانت الرياض تتقرب وترصد كل تحركات الحوثيين داخل صنعاء، في الوقت نفسه بقي علي عبد الله صالح يرصد هو الاخر و بخباثة الحكام الدكتاتوريين كل ما يدور من خطط وصفقات معلنة وغير معلنة في اليمن وخارجه، وهو يجمع ويتريث ويمد الحبل لغاربه لخصومه القدامى وحلفائه الجدد؛ ليكشفوا كل أوراقهم، ويبقى هو ممسكا بالحبل ليعدمهم وقتما شاء.
الرياض كانت مشغولة في اللحظات الأخير للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والذي رحل في 15 يناير 2015، وأيام قليلة وتولى العرش وزير الدفاع وولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز في 23 يناير 2015، ليتولى عرش آل سعود وتبدأ معها السعودية مرحلة جديدة للعودة الى دورها في معادات أيران حيث أطلقت السعودية عاصفة الحزم في 15 مارس 2015 ضد الحوثيين لاستعادة الحكومة الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، عبر تحالف من 9 دول عربية.
وفي 25 يوليو 2015 تمكن التحالف السعودي من تحرير عدن، وخلال أشهر قليلة تمكن التحالف من تحرير غالبية محافظات اليمن الجنوبية، ولكن بقت صنعاء وتعز لغزا لم تُفك طلاسمه إلا عبر علي عبد الله صالح الرئيس الممارس للخباثة و الدكتاتورية في 2 ديسمبر 2017 حيث سيطر على صنعاء ودحر الحوثيين في ساعات قليلة.
رحيل أوباما
مر اليمن والعلاقة بين الحوثيين والرئيس صالح بمراحل من عدم الثقة في ظل رصد صالح لكل صفقات ومخططات الحوثيين في اليمن وتقديمه مجانا لإيران وحزب الله ليمارسوا فيه حربا بالوكالة لصالح المرشد الأعلى في طهران.
ومع تغير الإدارة الأمريكية الجديدة ورحيل الرئيس الأمريكي باراك أوباما في يناير 2017 والذي كان يعرف بدعمه لإيران والإخوان وجماعات الإسلام السياسي، جاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليقلب الطاولة على إيران في المنطقة.
مقاطعة قطر
الأمور سارت بوتيرة سريعة في المنطقة، وصالح يرصد ويترقب الفرصة للانقضاض على الحوثيين قبل أن يمسحوه من تاريخ اليمن، و يعود بذلك رئيسا محررا لليمن بدلا من أن يحاكم كدكتاتور ، وجاء قرار التحالف الرباعي “مصر والسعودية والإمارات والبحرين” في 5 يونيو 2017، بقطع العلاقات مع قطر الداعم الأكبر للإخوان وجماعات الإسلام السياسي في المنطقة، وعلى رأسهم الحوثيون في اليمن، أصبح “صالح” الأكثر سعادة بالقرار، وقال “حان الآن إزاحة الحوثيين من حكم اليمن”، بعدما أصبح حليفهم الخفي مكشوفا للدول الخليجية خاصة السعودية.
شعرة معاوية
صالح وعبر “شعرة معاوية” أو دورة المزدوج مع أصدقائه في الإمارات استطاع خلال الأشهر الأخيرة أن يكون مصدر ثقة لهم، وتوصل إلى اتفاق غير معلن حتى الآن وفقا لتصريح المتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام في إقصاء الحوثيين ودحرهم من صنعاء بدعم من التحالف.
وجاء فتح قناة غير مباشرة بين صالح والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لتبدأ مرحلة أفول الحوثيين في اليمن، على طريقة سيناريو سقوط الإخوان في مصر.
ففي أكتوبر الماضي، ذكرت تقارير إعلامية عربية، أن رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، علي عبد الله صالح، فتح قنوات تواصل مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد أن كان يرفض بن سلمان أي حديث للتواصل مع صالح، وجاء الاتصال برعاية وتنسيق مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، بهدف التنسيق ما بين “المؤتمر” جناح صالح، وبين قيادة تحالف العدوان على اليمن لدحر الحوثيين وإنهاء الصراع في اليمن.
تحييد “إخوان اليمن”
الهدية الأخرى التي جاءت لصالح من الرياض وكمؤشر على التوافق والرضا السعودي، كانت عبر رصد الرياض، في 4 نوفمبر، مكافآت مليونية للإبلاغ عن قيادات الحوثيين تتراوح بين 5 إلى 30 مليون دولار، وجاء في قائمة المطلوبين من عناصر الميليشيات الإيرانية في اليمن 40 مطلوبًا، فيما خلت القائمة من أي قيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح.
الطريق الآخر الذي يؤمن تحرير اليمن من الحوثيين، هو تحييد جماعة حزب التجمع اليمني للإصلاح “الإخوان المسلمين في اليمن”، حيث أعلنت وكالة الأنباء السعودية “واس” في 10 نوفمبر الماضي، عن لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح “الإخوان المسلمين في اليمن” محمد اليدومي، والأمين العام للحزب عبد الوهاب الآنسي، وهو ما يمنع يجعل “صالح” مؤمنا في تحركه ضد الحوثيين في ظل العلاقات القوية التي تربط الإخوان بالحوثيين وقطر؛ الحليف الأمين لجماعة عبد الملك الحوثي، وتأتي مكاسب “إخوان اليمن” في البقاء “شرعيا” من قبل السلطة الجديدة في اليمن، ومع إعلان “حزب الإصلاح” فك الارتباط بجماعة الإخوان المصنفة “إرهابية” في مصر والسعودية والإمارات.
الساعات الأخيرة
بدأ الحوثيون في إطلاق صواريخ “بالستية إيرانية” على السعودية لا تصيب شيئا، ولكن تمثل لهم الفخر في مواجهة السعودية، بينما اليمنيون يعانون من الفقر والجوع والأمراض، وأصبحت خزائن الدول خاوية على عروشها،
جاءت المناوشات المتكررة في الأسابيع الأخيرة بين قوات صالح “الحرس الجمهوري”، وميليشيات الحوثيين كاختبارت أخيرة قبل ساعة الصفر في ليل السبت 2 ديسمبر.
اليوم هناك حرب طاحنة داخل صعناء و سياسة صالح أنتهت بالقتل: صالح و بتحالفة مع السعودية مرة أخرى و كشف غداعة للحوثيين قضى على نفسة و مصير اليمن غير واضح و قد يكون الحاصل بداية لانهيار جديد و على مستوى أوسع.
و هذه قد تكون بداية أنحسار الدور الايراني في عموم الشرق الاوسط أذا لم تعقبها حرب عسكرية بين الفرقاء الرئيسيين أنفسهم. و ينتظر أن يكون حيدر العبادي هو علي عبدالله صالح العراق حيث قد يقوم بالانقلاب على الايرايين في اللحظه الاخيرة و مصيرة قد يكون في خطر من الان.
حيدر العبادي لم يستولي على السلطة بذراعه حتى يكون في موقع يؤهله كي ينقلب أو لاينقلب.بل استلم الحكم بموافقة أمريكا وايران.بعدين هو ليس مثل مسعود البرزاني حتى يتجلب بالسلطة ويساوم على كل شيء من أجل كرسي السلطة.