في بحر متلاطم من الفوضى و الحرب الأهلية في سوريا ، شهد العالم و سمع باسم قواتنا التي اعمل أنا كقائدها العام،إنهم (60) ألف مقاتل ،سوريون حقيقيون ، عملنا بجهد كبير لإنقاذهم من الانجرار للتطرف و العصبية، احترفوا العمل العسكري المنضبط تماما،على مدى خمسة أعوام دافعوا عن قيم الديمقراطية و التنوع، لم يحدث مرة أن أطلق أحدهم طلقة واحدة باتجاه الحدود التركية ،في الحقيقة الجنود و القادة الأمريكيون شهود على كفاءة جنودنا و انضباطهم.
منذ أيام،القوات التي أقودها،منهمكة للدفاع ثلث مساحة سوريا،أمام غزو تركي مدعوم بفصائل جهادية،هذه المساحة لطالما كانت الملاذ الآمن للعرقيات التي تعرضت للإبادات التركية في القرنين الماضيين، من كرد و سريان و آشوريين و أرمن،كذلك نحن نحمي هذه البلاد من خطر الميليشيات الموالية لإيران،في الوقت الذي تحتوي سجوننا أكثر من(12) ألف إرهابي من تنظيم داعش ألقي القبض عليهم في مختلف مراحل حربنا ضدهم.
هذا الغزو ما كان لتركيا أن تشنه علينا لو التزمت وزارة الخارجية الأمريكية بتعهداتها أمامنا، و التي كان مفادها أن ننسحب من المنطقة الحدودية و ندمر تحصيناتنا الدفاعية،لكن ما حدث هون أننا أصبحنا عراة الصدر أمام الخنجر التركي.
عندما تقاعس العالم عن تقديم الدعم لنا ، مدت أمريكا يد العون لنا،هذا موضع تقديرنا العالي،ها قد مضت سنوات،والرئيس ترامب يتحدث عن عودة الجنود إلى الديار، نحن نتفهم ذلك ، كل إنسان يتمنى العودة إلى دياره ، الابن إلى حضن أبويه ، الأب يشتاق لضحة أطفاله،العاشق يشتاق لحبيبته،ما أريد قوله ، أن ما نحتاجه هنا،ليس جنديا أمريكيا يقاتل معنا،فنحن أيضا ندرك أن أمريكا ليس شرطيا للعالم ، ولكن ما نحتاجه و ندرك تماما أن أمريكا قادرة عليه ، وجود أمريكي ضامن للحل السياسي ، و نحن نعلم أنها و بما تملكه من قوة و نفوذ ، قادرة على إطلاق حوار سياسي يفضي إلى حل دائم بيننا و بين تركيا.
نؤمن بالديمقراطية كمفهوم ، كما أننا منفتحون على تبني أي مشروع ينطلق من أرضية ديمقراطية ، لكننا و أمام ما نتعرض له من غزو و مخاطر إبادة جماعية ، ندرس خياراتنا، و قد نضطر لإعادة النظر في تحالفاتنا ، فخطر داعش ما زال قائما بقوة ، كذلك معتقلوا داعش و مخيماتهم عبارة عن قنابل موقوتة لا نعرف متى ستنفجر بنا و بهذا العالم.
في ظل خطر الإبادة هذا الذي يتعرض له شعبنا جراء الغزو التركي ، يبدو أن الروس و النظام لديهم أفكار و عروض ، ولإنقاذ أرواح الملايين من شعبنا قد نضطر لتغيير الوجهة نحو دمشق و موسكو رغم ما قد نقدمه من بعض التنازلات ، لكن عندما نكون مخيرين بين الإبادة العرقية و بين بعض التنازلات فبالتأكيد إنقاذ الشعب من الإبادة هو الخيار الأسلم.
نسعى لسوريا جديدة ديمقراطية غير مسببة للمشاكل ولديها علاقات ود مع كل الدول ، وهذا ما دفعنا للتحالف مع أمريكا.
لكن حماية شعبنا ستكون دائما في المقدمة , سوريا الآن أمام مفترق طرق ، حروب دموية و عرقية جديدة ، أو مستقبل آمن و حل سياسي ، هذا الأمر يتوقف على القرار الأمريكي ، فالانسحاب دون وضع الحلول سيفضي للحرب و مزيد من القتل و الدمار،بينما البقاء الضامن يفضي إلى حل سياسي يرضي الجميع ، لقد كان إيماننا بسوريا جديدة ديمقراطية هي الدافع الأساسي الذي دفعنا للتحالف مع أمريكا ، لكننا الآن نعيش خيبة الأمل ، لما يتعرض له شعبنا من هجوم وحشي ، و هو ما يحدد أولويتنا بالدفاع قبل التفكير بأي شيء آخر.
مظلوم عبدي
القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية
قسد
ترامب متذبذب لايملك شخصية قوية.