ثقافة الشيطان (المقاومة، النضال، الجهاد).. (الحشد، البعث، داعش) (حررتكم مقابلها احكمكم) – سجاد تقي كاظم

     الشيطان يكمن في ثلاث معرفات بالعراق.. (المقاومة، النضال، الجهاد).. (مليشة الحشد وشعارات المقاومة- مقاومين).. (البعث، وشعارات النضال- مناضلين) (داعش، وشعارات الجهاد- مجاهدين).. وكلها عناوين (للاحتكار).  وجميعهم يطرحون شرعيتهم عبر معرف (حررتكم.. او دافعت عنكم.. او جاهدت نيابة عنكم.. او قاومت نيابة عنكم.. او ناضلت نيابة عنكم ) فعليه (ليس اقل من الحكم مقابل ذلك.. ).. تحت شعار .. (لي حق ان اتسيد عليكم.. بل حتى واستعبدكم اذا توفرت الظروف لذلك).. وما على الشعب الا (ان يقدم فروض الطاعة، وان يهلل لنا، ويقدسنا.. ويجعلنا خير من في الارض اجمعين).. وخاتمتها يلعنهم الله والناس والملائكة اجمعين.. (لان في حقيقتهم هم مرتزقة)..

  وهذه المعرفات الشيطانية.. تكمن نتائجها .. بالطغيان والدكتاتورية والخيانة والعمالة باخس واوضع اشكالها.. تجعل من الخيانة (عقيدة)..  تمسخ المذهب والدين وتفسر ايات القران واحاديث النبي.. كيفما تشاء.. وان لم تجد بهما ما تصبوا له.. قدمت زعاماتها “الروحية” بمثابة “المقدسة”.. حتى تجعل من كلامها (واجب الاتباع كاتباع الله ورسوله).. ؟ فهم بين (وكيل لله؟؟ ووكيل للمهدي “بالولاية” ؟  ووكيل لرسول الله بالخلافة؟؟ .. وعبد الله المؤمن (بالقيادة)..  الخ الخ الخ)..

وهذه المعرفات الفتنوية.. (ثورية).. (مجلس قيادة الثورة، البعث).. (الحرس الثوري، الحشد).. (الثورة السورية- احدى نتائجها داعش)..

 والاكثر خطورة تشترك بان مرجعياتها اجنبية (البعث – ميشل عفلق السوري).. (مليشة الحشد الولائية.. مرجعيتها حاكم ايران خامنئي الذي تجهر بولاء له).. (وحتى داعش مرجعيتها الاولى الزرقاوي الاردني.. زعيم التوحيد والجهاد، القاعدة في بلاد الرافدين بعد ذلك).. الذي كان ابو بكر البغدادي احد اتباعه..

 ولا ننسى هذه المعرفات الشيطانية.. تشترك بانها (تدعي انها حررت شعوبها)؟؟ في وقت هي وقفت ضد من حرر تلك الشعوب (المقاومة رفعت السلاح ضد امريكا التي اسقطت موروث 1400 سنة من حكم السنة على رقاب الشيعة بمنطقة العراق).. (البعثية.. وقفوا ضد الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم رحمه الله الذي دافع عن الفقراء).. (داعش.. وقفت ضد ضد حق السنة العرب بالاستقرار)..

  ولا ننسى.. بان الثالوث المشؤوم هذا.. استغلوا (حالات ضعف مرحلية.. ليركبون الموجة.. ليسخروها بعيدا عن مصالح الشعوب).. (فمليشة الحشد الولائية.. استغلت بروز داعش عام 2014.. وفتوى الكفائي.. لتقاتل ليس بهدف هزيمة داعش اساسا.. بل دفاعا عن مصالح ايران القومية العليا باعترافهم بتأمين ممر بري لايران للمتوسط ويفخرون بانهم اداة  ايرانية كما اكد ذلك الجابري زعيم مليشة عاشوراء في برنامج بصراحة على قناة دجلة الفضائية يوم 17/12/2017).. و (داعش..  استغلت شعور السنة بالغبن والتهميش.. وفقدانهم للحكم عام 2003.. وشعورهم بحقهم بحكم انفسهم بانفسهم بمناطق اكثريتهم السنية.. فركبت داعش الموجهة لتسخر حالة التذمر السنية لتوجهها لمصالح تنظيم الدولة الاسلامية بعيدا عن الاهداف التي يتذمر السنة منها)..

      وكذلك تشترك هذه المعرفات الشيطانية.. بانها شمولية خارج الاطر العراقية.. (داعش، الخلافة الاسلامية الكبرى من الصين للاطلسي).. (مليشة الحشد، ولاية الفقيه من طهران للمتوسط للمندب).. (البعث، الدولة العربية الكبرى من المحيط للخليج)..

اي ثلاثتهم (البعث، داعش، الحشد) ليس لديهم مشاريع سياسية محلية تنطلق من هموم ومصالح ابناء شعوب منطقة العراق، بل هم يعتبرون العراق (جبهة او ساحة) ومنطقة صراع لتصفية حسابات دولية واقليمية نيابة عن اجندات اقليمية ودولية.. ليس لشعوب منطقة العراق فيها ناقة ولا جمل..

   ولا ننسى بان (ثالوث الشر) هذا.. يجعلون الرابطة (الاصرة).. للشعوب التي (تؤدلج عليها).. (القومية- للبعث).. (الاسلامية- للحشد وداعش).. اي لا يعترفون (بالاصرة بحدود الدول).. لذلك يميعون الحدود باديولوجياتهم.. ويسببوا كوارث وازمات داخلية وخارجية..

 وهنا ننبه (الشيء بالشيء يذكر):

  طغيان الحركات القومية العربية بالحكم.. وفساد الحركات القومية الكوردية بالحكم.. وارهابية الحركات الاسلامية بالحكم.. وفساد الاحزاب الاسلامية بالسلطة..  كلها عوامل بعرقلة مشاريع الاستقرار بالمنطقة؟؟

    فالمشكلة هو الجميع يريد التمدد.. (القوميين الكورد يضعون خارطة اكبر من حجمهم معتمدين على خرائط رسمها غير كورد عبر التاريخ لما يطلقون عليه كوردستان، السنة العرب ايضا يضعون خرائط اكبر من حجمهم ومنها تنظيم الدولة الذي ميع الحدود بين العراق وسوريا بالمناطق السنية العربية.. ويريد التوسع على الاخرين.. شيعة ماما طهران يريدون التغول لوصول ايران للمتوسط بممر امن.. وايضا يرفعون شعارات تمييع الحدود.. وهكذا.

تنويه:

يريد البعض ان يجعل من مليشة  الحشد (كالحرس الثوري بايران).. ونقول (الحرس الثوري مؤسسة ومن دعى له.. هو الخميني لحماية نظام حكمه الشمولي.. تحت معرف حماية نظام ولاية الفقيه الحاكمة بطهران- للحاكم الاوحد ولي الفقيه). .(اما مليشة الحشد، فهي عشرات الفصائل المسلحة، بزعامات متنافرة، ومرجعيات متباينة، وبخلفيات سياسية وتيارية متصارعة).. لذلك هكذا فصائل هي مشروع للصراع والتدمير الذاتي للشيعة العرب قبل غيرهم.. وعامل للفتنة وليس عامل للوحدة..

وكما ذكرنا سابقا.. بان حسابات الحشد وقادته.. ليس كحسابات البسطاء من الشارع الشيعي بمنطقة العراق).. فمن مخاطره.. (ربط العراق بمحاور اقليمية متصارعة تحت عنوان محور المقاومة).. كما ربط صدام العراق بمحاور  اقليمية (كمجلس التعاون  العربي- مصر والاردن والعراق واليمن).. وكذلك ربط صدام الامن بالعراق (بحزب البعث وبشخصه) فسقط صدام (سقط الامن معه، كما يريد الحشدويين بالترويج بان امن العراق بوجودهم ومرتبط بهم.. وليس بمؤسسات ومشروع سياسي ينطلق من مصالح ومستقبل المكون الشيعي  العربي بوسط وجنوب.